18 ديسمبر، 2024 10:45 م

خواطر في ضوء اشتداد الصراع الامريكي الايراني هدف هيمنـــــــة الغــــــرب وحلم التاريخ التركي الايراني

خواطر في ضوء اشتداد الصراع الامريكي الايراني هدف هيمنـــــــة الغــــــرب وحلم التاريخ التركي الايراني

( 1 ) معلومات تظهر الحقيقة :
نبدأ بالوضع الايراني وحجة مصدر القرار في الادارة الامريكية لمحاربة ايران :
المصادر المعلوماتية في الموسوعة الحرة تؤكد بأن البدء بمحاولة تنفيذ البرنامج النووي الايراني لم يكن بمبادرة من النظام الذي تاسس في طهران بعد سقوط الشاه ‘ بل تم إطلاق هذا البرنامج في فترة خمسينيات القرن العشرين بمساعدة من الولايات المتحدة الامريكية كجزء من برنامج “الذرة من أجل السلام”. حيث شاركت الولايات المتحدة الامريكية والحكومات الأوروبية الغربية في البرنامج النووي الإيراني إلى أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979 وأطاحت بشاه إيران ‘ بعد الثورة الإسلامية عام 1979، أمرالامام الخميني بحل أبحاث الأسلحة النووية السرية للبرنامج ، إذ كان يعتبر هذه الأسلحة محظورة بموجب الأخلاق والفقه الإسلامي. ولكنه أعاد السماح بإجراء بحوث في الطاقه النووية ، وسمح بإعادة تشغيل البرنامج خلال الحرب العراقية الايرانيه .
وفي زمن حكم الشاه رغم وجود نفس الفوارق الحالية بين الجذور التاريخية المتوترة في كثير من انعطافاتها في علاقة ايران مع محيطها العربي والاسلامي ( الدول العربية وتركيا ) الا ان لاحكومات تلك الدول ولا الغرب بقيادة امريكا يتحدثون عن اي مشاكل او خطر ايراني على دول المنطقة ‘ بل العكس ان العلاقة بين ايران الشاه و المملكة العربية السعودية كانت في احسن حال بل كان يربط النظامين بعلاقات قوية تؤدي الى تسهيل الهيمنه الامريكية في المنطقة بالقوة .
أما فيما يخص نفس الموقف العدواني لمصدر القرار الغربي وللقيادة الامريكية تجاه تركيا ‘ فنفس المصدر المعلوماتيه العالميه تؤكد الحقائق التالية :
منذ إنهاء الخلافة العثمانية في 1924 لم تتهم المواقف التركية بالعدوانية من قبل الغرب رغم اجتياحها لقبرص، ونزاعها مع اليونان، واضطهادها للقومية الكردية بشكل متعسف وماكانوا يفتحون ضدها ملف ابادة الارمن ‘ ذلك لأنها كانت تحت حكم أنظمة وظيفية تؤدي أدواراً مطلوبة، بل حاول الغرب جعل النموذج التركي العلماني مثالاً للمنطقة، فضلاً عن استخدام تركيا قاعدة متقدمة عسكرية في الصراع الغربي لاستمرار الهيمنة على الشرق المتوسط ‘ ولم يعترض الغرب على الانقلابات التي كان يقودها الجيش، والتي كانت تمنع عودة تركيا لشخصيتها الإسلامية أو للتقارب مع محيطها الإسلامي.

( 2 ) لماذا انقلبت الاية ؟
الان ‘ حال او موقف الغرب وفي المقدمة الادارة الامريكية تجاه نظامي الدولتين ايران وتركيا معروفة للعالم ‘ بعض الاحيان ان العالم ينتظر اشعال نار الحرب العالمية الثالثه بسبب التناقض الحاد الذي يظهر في مواقف الغرب تجاه ( استقلالية قرار الدولتين ) .
ولكن السؤال : هل ان مصالح ايران وتركيا ‘ وفي ضوء التكوين ( العرقي و الديني ) في المنطقة يتعارض مع الغرب وبالقوة التي تستوجب تكالب مصادر القرار الغربي ( جميعا ) ضد ارادتي الدولتين ايران وتركيا ؟
بعيدا عن عقدة المؤامرة و نظريات من إفرازات ( لعبة الامم ) ‘ بل في ضوء قرائتنا المتواضعة بحكم عملنا في مجال الصحافة والاعلام نقول انه لاخلاف في النظر والاستراتيجية البعيدة ( ومن خلال التعمق في الخطوات الراهنة للصراع في المنطقة – طبعا الشرق الاوسط الان ) بين مصالح القوى الساعية للهيمنة في العالم – ودائما الشرق الاوسط في المقدمة ( دول الغرب + روسيا الحاليه التي تشبه طموحاتها قياصرة قبل اكتوبر1917 ) وبين ايران و تركيا بقايا الارث التاريخي والحكم الجغرافي في المنطقة ‘ بل الحقيقه في الصراع بين الجهتين الشرقيتين ( ايران + تركيا ) والغرب هو :
– يقتصر في تقسيم السلطة فيها ‘ والطرفين الايراني والتركي لامانع لديهم بالتقسيم ولكن الفارق يكمن في طريقة التقسيم ‘ حيث ان الغرب المغرور بالانتصارات المتلاحقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في اكثر من مجال السيطرة ليس على المنطقة بل في العالم طولا وعرضا ‘ يريد في فرض الهيمنة يعني بالنسبة للاخرين أن يكونوا مستعدين لقبول دور التوابع و يقتنعون بان يكون فوائدهم كنتيجة ‘ فوائد المستحقة للتابع ‘ ولكن ايران وتركيا المنطلقتين في التمسك بارث التاريخ و الفرضيات الجغرافية مضيفين على الواقع موضوع الانتماء الديني بكافة مظاهره الروحيه والتاريخيه و افرازاتها في ان يكون الموقف ‘ مختارين هذه الثوابت كاستراتيبجية راسخه في نهجهم ‘ ومادام الموقف المفروض بعد الحرب العالمية الثانية اصبح امرا واقعا ‘ لابد ان يكون تقسيم السيطرة بعد كل المتغيرات الممتدة منذ ذلك التاريخ الى الان وسقوط الاتجاه الاخر في النظر الى العالم في تقسيم السلطة ( الشيوعي فى السوفيت ) اعادوا تقييم وجودهم المتمثل في فرض قوتهم بالتاريخ و الجغرافيا ‘ وأن القوة المقابلة ( الغرب والقيصر الروسي الجديد ) لايمكن ان يديم مواقع اقدامهم في المنطقة اذا تمسكوا بالاهمال الايراني والتركي في وجودهم الواقعي كما تطمح الارادتيين ‘ وهذا يعني انهم ( ايران وتركيا ) يريدون تقاسم ( السلطة معهم ) كشركاء واصحاب القرار وليس توابع في اي مكسب يحصلون علية نتيجة الصراعات في المنطقة . وان تمسك الغرب بان يكونوا تابعين لهم وليسوا شركاء لاينتج سوى تعمق الصراعات ‘‘ وخطر هذا سيكون في امتداده الى عمق الغرب و اكثر المناطق الاخرى المهمة في العالم والغرب ( أمريكا وحلفائها وكذلك روسيا وحلفائها يفهمون هذه الحقيقة ) و لكن يبدو لحد الان يريدون اللعب على تناقضات الشرق ( الدينية والقومية والصراعات المذهبية و كذلك التنوعات العرقية) لكي يبقون هم اصحاب القرار الاخير امتدادا لنفس نتائج نهاية الحرب العالمية الثانية : اي تقسيمات ملغمة بمشاكل وقود اشعالها بيدهم ( سايكسبيكو ) و لايزال يحلمون اذا استوجب كحل اخير ( حسب رغبتهم ) تعميق الصراعات التقسيمية ( ان صح التعبير ) وعدم القبول بشركاء لهم جذور تاريخيه و واقع جغرافي في صالحهم وان التأثير الروحي والمذهبي ايضا بيدهم ( وطبعا هم ايران وتركيا ) .
نتيجة لقرائتنا المتواضعة هذه ‘ كتبنا أكثرمن مره و منذ بدء الحديث عن تهديدات الغرب و الكيان العبري ( دائمانتمسك بتسميتهم بالكيان المسخ الغير شرعي ) بضرب ايران و التهديدات الغربية لتركيا بعد انتصار الاسلاميين ( العدالة والتنمية ) ‘ كتبنا : أن تحليلات غربي الهوى في المنطقة عموما و توابع الحكام التابعين للغرب في الخليج بان الغرب بقيادة امريكا سيعادي ايران لحد اسقاط تجربتهم و كذلك سيحاصر تركيا لتصغير حجمها او اعادتها الى ماقبل اوردغان …نابع من الوهم
ولكن سيكون نتيجة هذا الصراع في نهاية المطاف ( أذا بقي الحكام العرب لاحول ولاقوة لهم ) ويتمسكون بان صراعهم ( كاسلام وعرب ) مع تركيا و ايران ‘ وليس مع عدوانية المتأصله في الفكر والموقف الغربي ‘ وستكون تقاسم السلطة ( كشركاء ) في الشرق الاوسط بين الغرب و ايران وتركيا ‘ وعكس ذلك سيكون في حالة واحدة وهي :
اذا افاق الحكام العرب و عرفوا حقيقة التوجه والتصرف بموجبه ‘ وهو : اتخاذ الموقف الشجاع وبوعي حقيقي للتفاهم مع تركيا وايران لان حتى السياسي الامي في المنطقة يعرف ان الخطر على دينهم وارضهم وثرواتهم وحتى انسانيتهم هو اولا : وجود الكيان المسخ العدواني الذي اوجده الغرب وثانيا انه وبكل المقاييس ان اكثرية اهل المنطقة يرون ان المجال لايجاد لغة التفاهم مع ايران وتركيا اوسع لتكوين جبهة للتحدي بوجه من يريد ان يذل جميع اهل المنطقة فقط لاجل ضمان الامان للكيان يعترف العالم انه كيان عدواني غير شرعي ‘ ولكن المشكله عندما نراجع تاريخ الحكام بعد سايكسبيكو نرى ان اكثرية حكام المنطقة ناتج صناعة الهيمنه الغربية وليسوا حكام بناء ارادة وطنية مستنده الى اسس دولة المؤسسات الممتد تاريخيا كما هناك هذا الاساس في مسيرة الحكم في تركيا وايران رغم تغيير الحكام في اكثر انعطافات التي حدثت اثناء التغيرات والحروب ‘ لذلك نرى حكام العرب يسبحون ضد التيار ويقيمون علاقاتهم من منظور الغرب بقيادة مصدر القرار الامريكي مع من يربطهم في المنطقة باكثر من المستلزمات التي تساعد على التفاهم مهما وجدت بعض المشاكل في المصلحة او حتى في المسار التاريخي .
( 3 ) وحكمة الصين
لم نؤشر الى القطب المهم من اقطاب العالم ( جمهورية الصين الشعبية العضو الدائم وذو حق الفيتو في مجلس الامن الدولي ) عند الحديث عن صراع الهيمنة في المنطقة ‘ ذلك لان عمليا ليس في تاريخ علاقات هذه القوة النموذجية في العالم يظهرانها توجه الى العالم خارج حدود الصين هدفا مثل اقطاب الغرب ( ودائما في المقدمة وبقيادة الادارة الامريكية ) هيمنة النهب و فرض الارادة على الاخرين ‘ وكذلك روسيا الشيوعيه وبعدها روسيا البوتينيه التي تظهر انها متمسكه باحياء الارادة القيصريه في اختيار هذا الطريق في توجهاتها الخارجية والمناطق المشتعلة بالازمات ‘ اما الصين ‘ رغم ان احد الاهداف الامريكية هو التأمر الدائم لجر مصدر القرار الصيني الى هذه الساحة بكافة الطرق ‘ ولكنها متمسكه بمبادئ العلاقات على اساس اقتصاد مبني على مصالح مشتركه مع الاخرين .
مختصر المختار / يقول ادواردو غاليانو : المدنيون يخافون العسكر ‘ العسكر يخاف نقص السلاح ‘ السلاح يخاف نقص الحروب ..والسلام عليكم .