18 ديسمبر، 2024 10:40 م

خواطر حول مايحدث حولنا : هل نتفائل بأنتفاضة المقهورين ؟

خواطر حول مايحدث حولنا : هل نتفائل بأنتفاضة المقهورين ؟

( 1 )

قبل ان ينفذ صبر العراقيين و ينزلون الى الشارعبل ضمنكل عملية متعلقة باكمال مستلزمات بناء دولة المؤسسات بعد انانهار الكثير من ركائزها منذ الاحتلالوأكمل اسقاط ركائزهاالاخرى بما فيها وجود مجتمع متماسك في البلدذلك أنالمحتل ( والذي هو احقر وانذل قوة شر في العالمالادارةالامريكية كانت تقودها اثناء الاحتلال مجموعة من الاشرارالمنسجمين الى ابعد حد مع كل الصفات العدوانية للحركةالصهوينية العالمية ) سلم ذلك المحتل البلد لمجموعة كان يعرفهممسبقا انهم ( لصوص بمعنى الكلمة عندما ارتضوا بأن يقودحملة اسقاط دولتهم تلك الادارة نستثني منهم ادارة  اقليم كردستان لانها ومنذ بداية التسعينات لم تكن تحت سيطرة  الحكم  المركزي في بغداد ) ‘ فكانت صورة العراق بعدالاحتلال و سقوط حكم الديكتاتوري و مستقبله الغامض واضحامام من عرف ما خطط من قبل الادارة الامريكية وحليفتهااحقر منها في الروح العدوانية والشهوة الاستعمارية لاذالشعوب المنطقة انتقاما منهم نتيجة انهزامها المخزي في اكثرمن مكان من بعد الحرب العالمية الثانية عندما اصبح عرابلتاسيس الكيان العبري الاستيطاني بعد وعدها المشبوه ( بلفور ) ونقصد بريطانيا التي كان يقودها بلير المجرم  ‘ كانوايعرفون أنهم احتلوا العراق و أسسوا في عاصمتها أكبر سفارةفي العالمسيجعلونه مركز لتحقيق كل شرورهم تجاه شعوبالمنطقة ورسالتها الحضارية وينهبون ثرواتها طالما اصبحوامانعي ظهور اي ارادة تستطيع ان تتحدى شرورهممن هناكان واضحا أن تفكير المحتل بالانسحاب ( تحت عنوان اتفاقسميت بإعلان مبادئ حول علاقة العراق والولايات المتحدةالأميركية، وبموجب هذا الإعلان انسحبت القوات الأميركية منالعراق بحلول نهاية آب– 2010. وقد تضمن الإعلان مبادئوتصورات حول مستقبل العلاقة بين العراق والولايات المتحدةفي العديد من القضايا السياسية والأمنية والعسكريةوالدبلوماسية والاقتصادية والثقافيةواثناء اعلان وتوقيع وبدءالانسحابوكما هو العادة في حالة كهذه قيل الكثير وانشغل( المحللينودائما يحللون حسب هوى الغرب و بالتحديدالامريكي ) اوحوا للعراقيين بان امريكا تركت لهم بلدهم وكان يراسهم اخطر رجل طائفي اخر ماكن يهمه حرية العراقكما يتمناه العراقيينولكنالادارة الامريكية ومن يمسكبمصدر القرارفيها اشطر من ذلك الحاكم الذي كان يتبهى انالمحتل خرج في عهدهان القوات الامريكية خرجت من العراق( طبعا جزئيا ورغم انف ذلك الحاكم كان يبني هنا وهناك بؤرللقوات والقواعدو ألخ ) ويزرع بؤر الارهاب ويشجع كل منيزرع الطائفية والفساد في العراق  ‘ تترخى لحضور ايرانويحرك مشاعر العرب بأن أيران تسيطر على العراق و هكذا….ذلك ضمن تخطيط بأن يكمل المحتل كل مستلزمات اسقاطكل نهوض ليس في العراق بل في المنطقة كلهاوكانت وللانتعتمد امريكا في تحقيق اطماعها على ( اطاعة تجار الحكمفي الخليج ومجموعة لصوص والفاسدين ) الذين سلمهم الحكمكما قلنا .

 ( 2 )

مر اكثر من 15 عام على ( تحرير العراق ) و لم يتم شيء يدلعلى البناء فيها سوى الخرابوتم تبديل ( جهاد ) ضدالمحتل الى مجموعات ارهابية من القاعدة الى داعش كانتمهمتهم تسهيل الطريق امام المحررالامريكي لينفذ مخططهاالطويل الامد في اذلال كل الارادات الوطنية و يتركون الحراميةتحت عنوان الانشغال بمحاربة الارهاب يزرعون بلوتين ابتلى بها العراقيين : روح العدوانية والطائفية تحت عنوان الاكثريةوالاقلية وو باء الفساد والنهب وتجويع الشعب ( والمؤلم فيهذا المشهد كان ولايزال تجويع الاكثرية ) الذين كانوا يتباهونانهم انقذوهم من شر الحكم الديكتاتوري ليستعملون ( طيبتهم) لزرع الفساد و ابقاءهم في حياة التخلف والجوعالى انوصل السيل الذبى كما يقول المثل .

الى ان انتفض المظلومين من الجنوب والوسطوقيل ولايزاليقال الكثير عن بدء انتفاضتهم ‘  وظهر هنا ايضا محللينتحت الطلبحللوا حسب الهوى الامريكي الى حد كتبوا ( انالانتفاضه هو تحرك امريكي لتحدي الوجود الايراني فيالعراق ….!!! ) وقيل وكتب الكثير بحيث اصبح بيد الفاسدينحجة للتصدي باسم الامان والسلم الوطني للانتفاضه ….!!! ولكن كما وصف احد الكتاب الصادقين في قراءة مشهدالانتفاضه وصفا حقيقا قائلاَ :

( ان الناس في العراق انتفضوا لانهم ، عطشى، وتغرقون عرقامن الحر القاتل ، دون ماء للاغتسال، وان الرمضاء  جففت أثداء المرضعات، وضربت الشمس الحارقة جماجم الناس ،ولسان حالهم نداء لمن يساعد انتفاضاتهم بالارادة الوطنيةليخلص العراق ،  من زمرة فرخت مع الفساد،محلليناستراتيجيين اذا سمعتهم بكيت على الاحياء المنزوين خجلاامام تيار المجاري الجارف لمزوري الشهادات والألقابالعلمية……!!!!! ) فكان ذلك تحليل صادق والذي انهاه  برثاءلاموات العراقيين بقوله : ( اما الأموات؛ فالشكر للسماء، لانهاخطفت ارواحهم النقية، قبل ان تصيب عقولهم النيرة، وقلوبهمالطيبة، الجلطات، وهم يَرَوْن عراقما بعد التحرير!)

              ( 3 )

لسنا من المتشائمين تجاه انتفاضة الشعباذا توفرتالمستلزمات المطلوبة بيد المنتفضينولانؤمن بممارسة ( صفةالاطلاق ) دون وجود اشارات على الاقل لنستطيع  تسميةالاشياء باسمائهاوفي مقال سابق اشرنا بعدم التفائلبالانتخابات الاخيرة و عمليات ( تمثيلية واضحة ) من المتنفذينلتغطية فضائحهم بدء من الاجهزة الالكترونية المستورده مدعيناستحالة التزوير بوجود هكذا اجهزةوظهر ان تلك الانتخاباتمن اسوء انتخابات في حياة الشعوب المعاصرة …!! وقلنا انالقناعة باعادة بعض نتائج بالعد اليدوي ايضا عملية لايؤدي الاالى ابقاء الحال على ماهو علية الا اذا واجهوا من يحكمونالعراق انتفاضة منظمة ذات قيادة منظمة وواضحة الاهدافالناس لم يشاركوا بالانتخابات الا بالحد الادنى وفي خضمظهور فضيحة تزوير تلك الانتخاباتظهرت بوادر الانتفاضاتفي اكثر من محافظة عراقيةوكان شعارهم واضح : منتفضينضد الفساد والبطالة و انعدام الخدماتوكلنا على يقين بأنالمنتفضين يعرفون أن مهمتهم صعبة وهم ومنذ 15 عاما يعانونمن الفوضى في كل شيء و لأن شبكات الفساد والمحسوبيةفرضت نفسها بقوة غاشمة وتضم الكثير من الأشخاصوالأحزاب القوية وهم لهم قوات  نضمت على اسس الحقدوالانتقام وحتى في بعض الجوانب الاكثر تنظيما من القواتالحكومية  بالاضافة انهم لديهم دائما تهم جاهزة تبداء  بتهمةعملاء النظام السابق ولا تنتهي بعمالة المنتضفين للخارج كانالحكام الحاليين وصولوا الى الحكم بنضالهم البطولي فيساحات الوغى من اجل العراق الحر وفي الواقع هم عملاءلاكثر من جهة اجنبية وهم في الحكم يبعون كل شيء ويزورونكل شيء . من هنا  تعمل آليات الفساد في العراقبطريقةمختلفة قليلاً عن أي مكان آخر بسبب دور تلك الاحزاب  ‘ عليهما لم يتم تغيير النظام السياسي ،  فمن المستحيل محاربةالفساد ‘  لان الاحزاب المتنفذة تستخدم الوزارات الحكوميةالتي تسيطر عليها كأبقار نقدية وآلالات رعاية تحافظ منخلالها على سلطتها لذلك  أن التغير بشكل جذري هو الحل….! ولكن القائمين على الانتفاضة ( مقهورين لحد العظم ) ومن يواجههم اشرس واكثر طغيان من كل الحكام السابقين وفيالمقدمة انهم اكثر فسادا من كل الفاسدين الى حد لهماستعداد بيع الشعب والارض ولايتخلون عن الفساد

تبقى اشارات محللي اخر الزمانيؤشرون الى أمريكا وعدوانيتها و يؤشرون الى ايران وطماعها زائدا روحها الانتقاميهالمتزمته تجاه العراق والعراقيينممكن لهم دور في توسيعمساحة الانتفاضة كل حسب مصلحتها و اجنداتها في العراق ‘ مرة ينشرون بأن المخابرات الامريكية وراء تحريك الشارعليكون طريقا لتضيق الخناق على تدخل ايران ومؤيده فيالعراقو كلام معاكس : ان مؤيدي ايران يستغلون الانتفاضةلتوسيع محاربتهم ضد ( عملاء امريكابذلك يريدون مسحذاكرة الناس عن التحالف الغريب بين الطرفين في اسقاطاسسس دولة العراق )

مايحصل في العراق انفجار قهر الانسان العراقي المظلومولكن اكيد لعدم وجود مستلزمات القيادة الوطنية لادارتهالذلكاستغلالها من قبل الطرفين وارد بل يعملون بهذا الاتجاه .

الهدف الرئيسي في احتلال العراق  من قبل امريكا كان اسقاط ركائز دولتهاففعلها  ‘ بعد ذلك   نشر الفوضى بينفئات شعبها فاشعل فتيلها  ‘ للوصول الى هدفهاالاستراتيجي في العراق والمنطقةوسير على هذا النهج لايزال كماهوولكي يبقي الوضع في دوامة ( تحليلات موجهه) لاتزال الادارة الامريكية غير مقتنعة بالتغيير في العراق كمايطمحولكي يبقى العراقيين ( مهتمين بمستقبل بلدهم ) فيدائرة القلق ( أن صح التعبير ) يوجه بين فترة واخرى بنشرتصورات  المراقبين السياسين في امريكا حول العراق ومايحدثفيه من محاربة الارهاب و ظاهرة الفساد وكأنها مهتمه لضماناستقرار البلد….ألخ

أن استمرار الفوضى في العراقوإبقائه في دائرة عدمالاستقرار حتى بالنسبة لمؤيديهم لايزال الهدف الاول لدى أطرف الصراع على الثروة ومستقبل الحكم فيه ودوره فيالمنطقة ….

ولكن  لنتفائلعسى ولعليظهر من خلال امتداد الانتفاضةالقدرة العراقية الوطنيةيكون قدرتها في الساحة وهي تقررنتيجة الصراع  رغم صعوبتنها

ولكن  لايزال التخطيط حول مستقبل العراق ينفذ في الغرفالمظلمة لجهات لاتريد ( لحد عشرة اعوام اخرى قادمة فيالاقل) يعود الى ان يكون فية دولة المؤسساتوللان ليس كلمن في ساحة العراق مؤهل ليعرف تفاصيل هذه الحقيقةالصعبة  ‘ لانها تجري في سرية تامةوقديما قيل : السرييمشي سافراً ولايراه احدوالسلام عليكم .