في الغرب وحلم ظهور الارادة في الشرق
( 2 – 2 )
عندما كان احد مهرجي السياسة في اوروبا وهو نيكولا ساركوزي الذي اخذ رشوة من الديكتاتور الراحل معمر القذافي ليفوز في انتخابات الرئاسة في فرنسا ( وحسب الاخبار في الصحف الفرنسية كان علاقته بالنوادي – ونسه ..! – اوسع من اي علاقة بالاوساط السياسيه قبل ان يظهر كنجم في سيرك السياسة بدايات الفيه الثالثة ) وليس من البعيد أن الرئيس الفرنسي ميتران وهو اخر الفرسان السياسين المحنكين في تأريخ فرنسا واوروبا قبل نهاية القرن العشرين كان يتوقع ان ياتي يوم يكون مرتشي مثل ساركوزي يصعد الى قمة السلطة في فرنسا لذالك قال مقولته الشهيرة : ( كنا نعتقد اننا نستعد للدخول في القرن الحادي والعشرين ‘ فاذا بنا نكشف اننا عدنا الى القرن التاسع عشر ) ‘‘ ففي اذار 2006 عندماوصل ساركوزي لرئاسة فرنسا محتلا الكرسي كان يجلس علية عمالقة السياسة في فرنسا الاستقلالية ( شارل ديغول وجورج بومبيدو و فاليري جيسكار ديستان وفرانسوا ميتران ) ‘ اقنع أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية لصالح عودة فرنسا إلى القيادة العسكرية لحلف الناتو ‘ بذلك الغاء القرار التأريخي الذي اتخذته فرنسا بقيادة شارل ديغول القائد التأريخي لفرنسا الحرة في الموقف والقرار فيما يخص القضايا المتعلقة بالسلم واستقرار العالم ‘ والمعروف ان ما دفع ديغول لاتخاذ هذا القرار في عام 1966 هو شعوره بسيطرة امريكا على القرارات ذلك الحلف رغم أن فرنسا تعدّ من ضمن الأعضاء المؤسّسين وكان ديغول قد قال آنذاك بأنه يريد الحفاظ على استقلالية بلاده وألاّ يكون رهن إشارة أي تحالف سياسي فيما يتعلّق بحرية اتخاذ القرارات ‘ وتمسك قيادة فرنسا من بعد ديغول هو الذي دفع القيادة الفرنسية عام 2003 رفض المشاركة في العمليات العسكرية الأمريكية ضد العراق تحت إدارة الرئيس السابق جورج بوش ‘ وامتدا دا لعودة فرنسا الى حضيرة ستراتيجية تبعية الغرب ( ضمن الاتحاد الاوروبي ) الى سياسة الامريكية في تعاملها مع احداث العالم بما تخدم ثوابت الهيمنة الامريكية سارع الرئيس الحالي لفرنسا ( ماكرون ) الى زيارة واشنطن واعلان تقاربة من وجهة نظر ادارة ترامب فيما يخص اعادة النظر بالموقف من اتفاقية خمسة زائد واحد مع ايران حيث اعلن موافقة باريس على عودة المباحثات حول الاتفاقية بحجة توسيعه ليشمل سلاح الصواريخ …‘ وحدث بعد ذلك موقف فرنسي اخر لتاكيد توافق اوسع مع سياسة امريكا في التعامل مع احداث الشرق الاوسط عموما واحداث سوريا في المقدمة ‘ شاركت فرنسا في ضرب المواقع العسكرية السورية مع امريكا ويريطانيا ‘ ورئينا كيف عندما اعلن ترامب نية امريكا الانسحاب من سوريا ‘ سارعت فرنسا الى ارسال قوات خاصة لتطمئن امريكا بأنها مستعدة لدعم بقاءها في سوريا وعدم الانسحاب وأعلن فرانسوا ليكوانتر رئيس هيئة اركان الجيش الفرنسي بأن قوات بلاده ستبقى في سوريا جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية نافياً انسحاب القوات الأمريكية قبل القضاء على تنظيم الدولة .
بؤرة الشر
يختفي خلف هذا التخاذل الفرنسي امام توجهات الادارة الامريكية‘ دور منظم للحركة الصهيونية بوضوح ‘ ولان رغم صعود المتخاذلين في ادارة مصدر القرار باريس ‘ ولكن فيما يخص وجهة نظر بعض القوى المؤثرة في فرنسا بقية جذوة التوجه لاتخاذ موقف متميز في النظرة الى اساس مشكلة الشرق الاوسط ‘ وهي قضية فلسطين ‘ ان هذه القوه لها صوت مرتفع بين الراى العام الفرنسي ‘ فكان بداية ‘ مبادرة توقيع عمدة مدينة جانفيلييه في الضاحية الباريسية على مرسوم يعترف بدولة فلسطين. حيث استهدفت الخطوة إلى زيادة الضغط الشعبي على الحكومة الفرنسية من أجل الاعتراف بشكل رسمي بدولة فلسطين ‘ وعندما فاز فرانسوا هولاند وهو من الحزب الاشتراكي الفرنسي بدأ التوجه الرسمي لهذا معلنا على لسان وزير الخارجية ان هذه الخطوة نابع من موقف فرنسا الثابت عندما اعلن الرئيس الراحل فرانسوا ميتران عام 1982 ضرورة توجه لاعتراف بالدولة الفلسطينية بوضوح ‘ وكلنا نتذكر كيف أن غضب الارهاب الاعمى بأسم الاسلام توجة الى قلب فرنسا ‘ كتأكيد أن هذا الغضب الاسود من صنيعة دلاهيز الشر الصهويني المستطير…! ويبدو أن صعود نجم رئيس الفرنسي الحالي ( إيمانويل ماكرون ) ضمن خطة تطويق اتجاه استقلالية القرار الفرنسي ‘ حيث أن ماكرون منشق عن الحزب الاشتراكي و اسس حزب جديد ( الجمهورية الى الامام ) وظهر ميولة باتجاه خضوع للهيمنة الامريكية بوضوح عندما اعلن ضمن برنامجه تاييد توسيع مشاركة القوة الفرنسية في حلف ناتو بقيادة امريكا والتدخل المباشر بالازمة السورية بارسال القوة وتحفظ على توثيق العلاقة مع روسيا ‘ و منذ فوزه ظهر اتساع الهجوم الاعلامي ضد الاسلام لتشويه جوانبه ( الفكرية و الحضارية ومضامينه كرسالة سماوية ) حيث اعلن أن 300 شخصية ( بينهم نيكولا ساركوزي رئيس الفرنسي الاسبق متهم بالوثائق أنه وصل الى الرئاسة بـ / فلوس/ الدكتاتور الراحل معمر القذافي / ) قدمو مقترح غريب وهو : حذف بعص سور من القرأن الكريم ..!! وكما اشار احد كتاب : وهذا ‘ هي صورة كاريكاتورية مكبّرة عن الانحطاط الفكري الذي وصل إليه الغرب والعالم ‘ و حسب المعلومات نشر عن البيان و مضمونه في صحيفة «لوباريزيان عدى ساركوزي عليه تواقيع أشخاص اخرين مثل رئيس الوزراء الأسبق مانويل فالس، الذي لم يقبل حزب الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون بطلب عضويته وانسحابه من الحزب الاشتراكي باعتباره مثالا للانتهازية السياسية القصوى ، والممثل جيرار ديبارديو، متهم بتهرب من دفع ضرائب للدولة الفرنسية، وطلب لجوء ليصبح روسيّاً .
سلفاَ ‘ هدف وتوجه متعمد لاختيار الزمان ومكان لانطلاق هذا الطلب واضح من يقف خلفه وهي تراهن طبقا لهذا الاختيار على معركة معتقدا رابحة لأنها تستهدف الاسلام وفي اوروبا الواقعة تحت تاثير هجمة منظمة شعارها الاساس تشوية صورة الاسلام كأفراز لعمليات اجرامية مدبرة بعناية تستهدف رسالة الاسلام وبأسم الاسلام !
يركز البيان على فكرة أن الدين الإسلامي (من بين الأديان كلّها) دين دمويّ يندفع المؤمنون به، مستندين إلى آياته، للاعتداء على الآخرين لكن ليس البشرية بسذاجه التي يتصورها موقعوا البيان ‘ ان النصوص الداعيه للعنف ليس مختصرة على رسالة الاسلام مع أن الاسلام محدد ( أذا ابعدنا عن تفسير وحيد الجانب ) توجه الى العنف فقط مع من يحارب علنا الرسالة و يحرم ذلك ضد المؤمن و الاسلام معترف بالرسالات السماوية الاخرى مقابل احترام رسالة الاسلام ‘ هذا من جانب ‘ اما الجانب الاخر ‘ فأن الرسالتين السماويتين الاخيرتين فيهما دعو لتوجه نحو العنف ضد اعداءهم بوضوح لأن ببساطة إعتماد توجهات الدينية لنشر الرسالة على ( الترهيب والترغيب ) قاسم مشترك في تلك الرسائل ‘ وأليكم امثلة ونصوص في التورات و الانجيل تحثان على العنف ( اذا بحثت عن كلمة سيف فى الكتاب المقدس ستجد أنه ذكر أكثر من 400 مره … هل يستخدم السيف فى المحبة أيضا ! – في انجيل لوقا 22: 37 وكذلك 12: 49-53 وفي انجيل متى 10: 34-35 على لسان المسيح ابن مريم عليه السلام دعوة وبوضوح لاختيار العنف ضد الاعداء وأخيرا في انجيل لوقا 19: 27 على لسان المسيح ابن مريم عليه السلام .. ( أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي )
• هناك تحريض على القتل في التوراة وفي نصوص الشريعة التوراتية. نصوص تدعو للقتل الصريح رجما. هذا القتل يطال شريحة من المؤمنين بالشريعة ممن يخالفون صريح ما جاء بها ولنستعرض مثال من هذه النصوص (نص / (عدد32:15 – 36 وَلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 33فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ. 34 فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ ربُّ مُوسَى.
اختيار طريق تخريب القيم
الواقع أن التوجه لتكثيف الى هكذا دعوات : تشوية الاسلام وجمع تواقيع لحذف ايات في كتاب الاسلام المقدس ( القرأن الكريم ) و كذلك ترويج لاحياء قيادات شعبوية ( لايعرف تفاهم …!!! المهرج ترامب نموذجا ) يخفي وراءه الحركة الصهيونية العالمية لتحقيق هدفين : أولا استمرار خداع الغرب بأن بلائهم ياتي من رسالة الاسلام ..! والثاني ضمان ادامة وجودهم التخريبي المميت في الشرق من خلال ضمان الامان لكيانهم الاستيطاني الغادر على ارض فلسطين ‘ وإستمرار الفوضى بكل انواعه والذي بداء باحتلال العراق و لاينتهي بحرب سورية الذي اخذ شكل الجنون في سفك الدماء باخطر طريقة عبثية .
ولكن ( ولا تأيسوا …) وكما اشرنا في الجزء الاول من هذه القراءه أن الواقع عكس احلام هؤلاء مهما يحاولون إخفاء مايحدث ‘ لأن مايحدث في الواقع من اتساع مظاهر الخراب ( حتى لو ببطء ) ينتظر جنة الغرب و ذويلهم في الشرق وفي المقدمة ذيلهم الاشر ( الدويلة العبرية الاستيطانية ) في قلب الشرق ‘ وأن تحليلات غير قليلة ودقيقة وموضوعية في الغرب نفسه يظهر بين فترة واخرى يؤكد هذه الحقيقة .
مهما طال الزمن ‘ ما يبني على اساس الكذب والتضليل ‘ سياتي يوم أو مرحلة لايستطيع الصمود بوجه الحقائق اذا مهد الظرف ومستلزمات التغيير حتمية المواجهة لتصحيح ما تم انحرافة بالكذب والمخططات الغاشمة
بالنسبة للكيان العبري ، فلم يكن للحركة الصهيونية أن تتمكن من بناء أساطيرها التضليلية، بادعاء وجود «القومية اليهودية»، لولا مرحلة بروز القوميات في أوروبا آنذاك، لتُلحق بعدها المفهوم بأهمية إيجاد دولته، ولم تلقَ غير فلسطين شماعة تاريخية (باعتبارها أرض نشوء الديانات) تتكأ عليها لبناء الدولة الاستيطانية العدوانية ، ولو باختلاق المزيد من الأساطير، والتماهي مع الأهداف الإمبريالية في منطقة الشرق الاوسط
لكن رغم اقتراب مرور سبعة عقود على إنشاء دولة الكيان قسريا، لم تستطع حل التناقضات الإثنية بين مكوناتها الفسيفسائية، بدليل، أنه حتى اللحظة، فإن هذا الكيان لم تتوصل لتعريف محدد لمن هو اليهودي؟ إن بروز عهد صراع الهويات من جديد، سيحمل بين أحشائه (على قاعدة التأثر والتأثير) عوامل تفكيكية (لا تجميعية) للإثنيات في الدولة الصهيونية، الذي سيؤثر حتما في جوهر ومضامين الصراع التاريخي معه، بما سيتمثل في تغييرات بنيوية لمصير ونتاج عموم مشروعه في منطقة الشرق الاوسط وللدلالة على صحة ما نقول، ووفقا لمصادرهم إ، فإن الهجرة العكسية ازدادت بصورة كبيرة من فلسطين المحتلة في الآونة الأخيرة. وتشير التقارير الرسمية والدراسات ألاكاديمية إلى أن نحو 26 ألف إسرائيلي يغادرون كل عام خلال السنوات الأربع الماضية ‘ وحسب دراسة صادرة عن مركز تراث “بيغن”، فإن 59% من اليهود في إسرائيل توجهوا أو يفكرون بالتوجه إلى سفارات أجنبية للاستفسار وتقديم طلبات للحصول على جنسيات أجنبية، بينما أبدت 78% من العائلات اليهودية دعم أبنائها الشباب للسفر إلى الخارج ‘وهناك كثير من الدراسات يسلط الضوء على ظاهرة الهجرة اليهودية المعاكسة ومستقبل الوجود الكولونيالي في فلسطين وتأثيره على مستقبل الوجود اليهودي في فلسطين التاريخية، والتحديات الديمغرافية والسياسية للمؤسسة الإسرائيلية، ومدى قدرتها على الحفاظ على وجود أغلبية يهودية ‘ والهجرة المعاكسة واحدة من أخطر المشكلات التي يعاني منها الكيان الصهيوني، لأن تزايد أعداد اليهود النازحين عن فلسطين في السنوات الأخيرة مقترنا بتناقص أعداد المهاجرين اليها بعد تجسيدا لدى عمق الأزمة التي يواجهها هذا الكيان ‘ ومن هنا تعتمد الأوساط الصهيونية عادة إلى التعتيم على أخبار النزوح واخفاء الأعداد الحقيقية للنازحين وتحاول بشتى السبل والوسائل العمل على اغرائهم بالعودة إلى فلسطين المحتلة والحيلولة دون نزوح أعداد جديدة .
وختام القول :
هذا حال قوى الغرب ‘ وهذا حالنا ‘ والضعف فينا ‘ الذي هو امل يشجع قوى الشر المستطير في الغرب أن يبقى على أمل اطالة الهيمنة ‘ لآنهم مع الاسف يرون ÷ هنا بيننا من خاضع بشكل مشين لارادة الغرب يمنعون حتى الحلم لتحقيق ارادة التوحيد ‘ ويسهلون نشر روح الاحباط …. ولكن الخيرين لا يتركون الحلم ‘ ومحتوى حلمهم هو إلايمان كما يقول المثل : الارادة لاتصنع في صالات التدريب بل من الايمان العميق في داخلهم هي الارادة والحلم والوضوح في الرؤيا ….