أن يظهر كل ماهو يدل على إلانحطاط الاخلاقي من تصرفات مصدر القرار في الادارة الامريكية ‘ ليس غريبا بالنسبة لمتابعي الوضع التاريخي لتكوين هذه القوة الغاشمة التي ظهرت نتيجة تكاتف المجاميع الطامعة وبوحشية لفرض هيمنتهم على الثروات الارض وماينتجة الانسان فوق الارض والتي سميت بـ( الولايات المتحدة ) ‘ فهم يتصرفون باحط طريقة من النذالة مع اصدقائهم فما يتوقع منهم عندما يخططون للعدوان على من يتحداهم ؟ ورغم ان القائد المصري الراحل جمال عبدالناصر الذي حاربته كل اجهزة القوة الامريكية لانه رفض ان يكون تابع لستراتيجية الهيمنة الامريكية في المنطقة له قول مشهور عن اخلاقية مصدر القرار الامريكي في التعامل مع اصدقائه وكذلك الاعداء ‘ اذا يقول ( عبقريتكم ايها الامريكين هوانكم لاتتخذون خطوات غبية واضحة ‘ بل تقومون بتحركات غبية معقدة ) وفي المراحل اللاحقة اظهرت ان اختيار لااخلاقية اتخاذ الموقف للادارة الامريكية في توجهاتها نحو العالم يدخل ضمن مراحل استراتيجيها وليس ناتج عن غباء فقط لذلك دائما تظهر نتائج تصرفاتها للعالم بشكل فضائح ‘ من هنا كان وصف الرئيس الافريقي الخالد ( نيلسون مانديلا ) دقيقا لتقيم اخلاقية من يقود مصدر القرار الامريكي عندما قال : ( اذا كان هناك بلدفضائح لاتوصف في العالم فهو الولايات المتحدة الامريكية ) ‘ فكان اخر دليل على الانحطاط الاخلاقي لتلك الادارة ظهر باعلانها وباعتزاز …!! من خلال مصادرها المعلوماتية اكتشاف ومن خلال ( أكثر من 700 صفحة من تقارير كتبت بين 2014 و2015 من قبل وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية التدخلات الإيرانية في العراق، حيث سقطت البلاد بقبضة النظام في طهران وبات معظم المسؤولين العراقيين يتلقون الأوامر من رجال المرشد.) وقراءة هذه السطور و الفقرات الاخرى من التقرير الذي نشر على اوسع نطاق بعد كشفه من خلال صحيفة ( نيويورك تايمز ) وموقع ( ذي إنترسبت ) يعطي انطباع كأن مصدر القرار الامريكي فاجأ مع العالم بنجاح فرض الهيمنة الايرانية على العراق ( دولة وسيادة وارض ومال و ..ألخ ) حيث يظهر في التقرير صورة مفصلة عن مدى القوة التي عملت فيها طهران لترسيخ نفسها في الشؤون العراقية”، ودور قائد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني ، الذي أصبح على ما يبدو ( كما جاء في التقرير ) هو الحاكم الفعلي للعراق ويملي أوامره على الساسة العراقيين ورجاله من قادة ميليشيات الحشد.!! ويكشف نشر هذا التقرير في هذا الوقت بالذات ‘ نوع الاستهزاء بعقل الناس عموما واهل العراق على وجه الخصوص ‘ كأنهم لايعرفون ماحصل لبلدهم منذ عام 2003 حيث يقول : ( ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”، تمكنت طهران من حصد المزيد من المكاسب والنفوذ بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في العام 2011، والتي قالت إنها تركت المخبرين العراقيين لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “عاطلين ومعدمين”.!! ) … وهناك سؤال هل انسحبت القوات الامريكية ؟ كلا اولا ‘ وثانيا :كل العالم يعرف انه وبعد اقل من عام وبعد ان خفت عتمة ضباب حرب احتلال العراق ‘ وصلت معلومات و ثبتت الاحداث انه كان من الصعوبة بمكان ان تقدر امريكا على احتلال العراق لولا التعاون والتنسيق المتين بين مصدر القرار الامريكي والحكومة الايرانية والذي ظهرت بوادره قبل بدء الحرب بسنوات ‘ حيث المعروف عن خليل زاد أنه كتب في عام 1988 دراسة مهمة للإدارة الأمريكية دعى فيها لتقوية إيران واحتواء العراق، كما كتب مقالاً في عام 1989 لصحيفة لوس أنجيليس تايمز بعنوان “مستقبل إيران كبيدق شطرنج أو كقوة للخليج” أشارفيها الأسباب الرئيسية التي على الولايات المتحدة الأخذ بها لشن حرب على العراق والتي من بينها انه ذكر”إن خروج العراق منتصراً على إيران سيجعله القوة التي لا تنازع في المنطقة، ولذا يجب عمل شئ ما لعدم حدوث ذلك”. كما أشار خليل زاد أن إيران قدعانت بعد الحرب مع العراق من قصور استراتيجي وأنها بحاجةإلى درجة من الحماية هذا قبل الحرب ‘ اما عن ادعاء تقرير‘ ان ايران تقوى في العراق بعد انسحاب القوات الامريكيه ‘ فهذا ليس الا ادعاء ‘ حيث ان زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، (26 كانون الاول 2018)، إلى قاعدة عين الأسد غربي العراق، سلط الضوء على حقيقة الوجود العسكري الأمريكي، خصوصاً أن الزيارة جاءت دون علم الحكومة العراقية، ودون مراعاة القواعد الدبلوماسية المُتَّبعة بين الدول المستقلة في مثل هذه الزيارات، بالاضافه انه وعندما كشف موقع “غلوبال ريسيرش” الأمريكي عن وجود 800 قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في العالم، أشار إلى أن من بينها 6 قواعد في العراق .
أذا ‘ ماذا يعني نشر هذا التقرير في هذا الوقت بذات ؟ كأن الاجهزة المعلوماتية في امريكا ومعهم العالم فاجائه بما يحدث في العراق من تنافس (لتدمير العراق ) بين مصدر القرار الامريكي و النظام الايراني منذ 2014 الى 2018 والذي تم صياغته ونشره بطريقة توحي ان من فاجأ باسرارها اولا هم المسؤولين المتنفذين في الادارة الامريكية …!!! وكلنا نعرف ان العراقيين المنتفضين لمحاربة ثلاثي الخطر كابس على ارادتهم : الفساد وحكم المفسدين ‘‘ احتلال الامريكي الذي اتى بكل ماهو سيء لبلدهم وشعبهم ‘‘ و الاحتلال الايراني ذي اكثر من وجه خطر على مستقبل العراق ؟ لااحد يستغرب ان نشر هذا التقرير يخفي من ورائه نيات سيئة اوله يعطي حجة لسلطة التعامل بالعنف مع المنتفضين بحجة دفاع مصدر القرار الامريكي عنهم حيث يتهم التقرير ان اساس الانتفاضة يهدف لاخراج ايران فقط من العراق …!!!
ليس دفاعا عن ايران ونياته السيئة بحق حرية العراق ولكن لااحد من العراقيين الاحرار يصدق ان مصدر القرار الامريكي العدواني يقصد اي خير لمستقبل العراق ‘ وثابت لحد هذه اللحظة أن الوضع في العراق ضمن سياسة مصدر القرار الامريكي هو : زيادت نشر الفوضى من خلال العراق في المنطقة وبالتالي جعل ارض العراق ساحة تصفية للحساب مع النظام الايراني ‘ عليه ان تمسك المنتفضين بعراقية انتفاضتهم مطلوب ان يكون ضمن اولوية اهدافهم ‘ باذن الله من ارادتهم ياتي النصر المؤز .. ولاتنسوا :دون استثناء : كل المسؤولين في الادارة الامــــريكية مــن فئة ( ادب سززية )…والسلام عليكم