18 ديسمبر، 2024 11:45 م

خواطر حول مايحدث حولنا انها فــــرصة تــــاريخيــة لتحجيم الشراسة الامريكية

خواطر حول مايحدث حولنا انها فــــرصة تــــاريخيــة لتحجيم الشراسة الامريكية

( 1 ) وقفة :
رغم اعتقاد البعض بانتهاء عصر اثارة عواطف القواعد الجماهيرية برفع الشعارات الحماسية ‘ ذلك لآنه يبدو من خلال المرحلة التي يعيشها العالم انتهى عصر مواجهة الاكثرية لجبروت الاقلية القوية بشراسة والشر وكأن الاكثرية من الانسانية هي التي خولة مصدر قرار الشر الامريكي ومن حولها بادامة سياسية الهيمنة اينما رغب ‘ وأن المقولة التي أطلقها الزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونك ( أمريكا نمر من ورق ) لم تكن الا مبالغة في قوة الامبريالية ‘ وبذلك يريدون محو ذاكرة الانسانية لمنع اخذ الدروس من التأريخ ‘ ناسين أن الامة التي تم توجيها على التمسك في الصمود تجاه العدو الذي كان يريد ان يجعلها تابعا لها وصل الى مرحلة من الصعود يشهد لها العالم وما من شك في أن الثورة الثقافية للصين التي قادها ماوتسي تونغ وتمت تحت هذا الشعار هي التي مهدت لكل الراهن الصيني.
( 2 ) واقع القوة الشر الامريكي
الأن أكثر من شواهد ملموسه ظاهره امام من ينظر بدقة لوضع مصدر القرار الامريكي و عدد من حلفائها في الغرب تؤكد أنه رغم الصخب الاعلامي لترامب المهرج الذي يقود ذلك المصدر يؤكد ان رفع شعار التصدي دون الخوف لاستراتيجية فرض الهيمنة الامريكيه مطلوب وسياتي بثمار لصالح مستقبل الحرية والبناء لشعوب الشرق الاوسط اذا تخلى وبشجاعه بعض من حكام المنطقة من التبعية لتلك القوة الغاشمة وتوجهوا لتقوية اسس ارادتهم الوطنية ‘ وان الفوضى التي خلقتها الادارة الامريكية تحت عنوان ( منع أيران من صنع السلاح النووي ) ليس الا فوضى يختفي خلفه الانكسار الامريكي خصوصا وتوابعه في الغرب عموما
ماحصل منذ اعلان خروج امريكا من اتفاقية ( 5 + 1 ) تؤكد انها ليست امامها اختيارات متاحة تحقق او يخدم ستراتيجتها التي حددها في مستقبل الشرق الاوسط ‘ وان حلفائها الغربين يعرفون هذه الحقيقة عليه شاهدناهم منذ القرار الامريكي بأن موقفهم متذذب بين الخضوع للموقف الامريكي او التصرف بازدواجية مع الاتفاقية المذكوره ‘ بعد حادثة الهجوم على مواقع شريكة ( أرامكو ) في السعودية ‘ زاد ورطة الادارة الامريكية في المنطقة من ناحية عدم القدرة على اختيار الموقف و التصرف ‘ ويبدو للمراقبين أن التصرفات الايرانية تجاه تلك العملية التي تصر مصدر القرار الامريكي التصاقها بالنظام الايراني كطريق للحشد الدولي تصرف ذكي وضع الاداره الامريكيه في زاوية ضيقة ‘ منها حيرة في اختيار الموقف العملي منه والتوجه الى الحرب او وضع كل الموانيء الايرانية تحت الحصار والنتيجة ان الاختيارين يعنيان الحرب ‘ أولا أن الادارة الامريكية رغم ضخامة ادعاءتها ليس في وضع تستطيع تورط في الحرب ‘ أما في عملية الحصار فقد ظهر ان استجابة حلفائها لم تكن في مستوى طموحها ‘ اذا أن الوضع لمصدر القرار الامريكي ( ونعني من بيده حسم الموقف ازاء هذا الوضع وليس عنتريات ترامب ) ليس في مرحلة مهيئة لحسم الوضع بقرار نهائي : ارغام النظام الايراني للخضوع للهيمنه ..!
( 3 ) منهج خلق الصراعات
واضح جدا أن سياسة إشغال شعوب الشرق الأوسط بقتال بعضهم بدعاوى مصطنعة كالطائفية والدينية و العِرقية يقترب من استهلاك توجهاتها و تاثيرها مع مرور الزمن ‘ حتى أن أطراف الصراع بالاضافه ألى القوى الدولية وصلوا الى قناعة العمل باتجاه انهاء ظاهرة الاقتتال الذي استمراره لم يؤدي الا الى توسيع رقعة نشاطات الارهاب ‘ ولكن الادارة الامريكية هي الوحيده التي تبحث عن اية وسيلة لادامة هذا الوضع لانها ترى انها تخدم “إسرائيل” لانه تغنيها عن اي توجه لصالح انهاء الصراع لمصلحة الحق الفلسطيني ويبعدها عن المواجهة مباشرة مع مناصري هذا الحق من قبل شعوب المنطقة مؤيدة لانهاء الصراع لصالح ظهور الدولة الفلسطينية ، هذه الصورة ايضا وضعت الادارة الامريكية في موقف حرج بحيث تشعر انها وبعد كل التصرفات السيئة لهذه الادارة لصالح طموحات الشر الاسرائيلي يرى ان ارادة دعم حسم الصراع لصالح مستقبل الشعوب المنطقة هو المطلوب في النهاية .

( 4 ) حلم الشعوب ‘ حلم الاشرار
عند الحديث عن الصراع الملتهب تحت عنوان ( أزمة تمرد ايران عن النظام الدولي – كما تدعي الادارة الامريكية ) لابد من القول : أنه داخل النظام الايراني توجهات نحو فرض الهيمنة ليس خطورتها اقل من خطورة استراتيجية الغرب بقيادة امريكا لفرض الهيمنة على شعوب المنطقة ‘ بل قول الحق يفرض على المراقب المنصف أن يقول أن توجه بعض مراكز القوى في ايران تجاه شعوب المنطقة اخطر بكثير من توجهات الغربية من ناحية الادوات التي يعتمدها هؤلاء الايرانيين لفرض الهيمنه على شعوب منطقة الشرق الاوسط وان جنرالات هذا التوجه لايخفون هذه الحقيقة في كل مناسبة وهذه الادوات هو اذكاء نار الطائفية و اتخاذ مواقف عنصرية وتعالي زمن الامبراطوريات تجاه اهل المنطقة خارج طموح الهيمنة الفارسية … وبعكس ذلك ان موقف الغرب ومخططه يعتمد على ايجاد ( حكام وادارت – وليس اردات ) يسهلون طريق فرض الهيمنه ولهم شعارات ممكن ان يفتح باب الترحيب لكل بلد حسب تاريخهم و وعيهم الاجتماعي كعناوين : ( الحرية والديمقراطية و احترام الرأي والرأي الاخر ….ألخ ) طرقا لتخدير الشعوب ‘ وبكل المقايسس أن مواجهة هيمنة الغرب في كل الاحول لايؤدي الى انكسار الشعوب والعكس صحيح ‘ اما توجهات بعض القوى الايرانية الحالمة في انبعاث امبراطوريتهم مرتكز على العنصرية والطائفية واضحة فيكون خطرا قاسيا على مستقبل شعوب المنطقة وحرية وجودهم .
رغم ذلك ممكن ان نرى أن توجه الخيرين المنتمين لارادة شعوب المنطقة بقومياتهم الاربعه : العرب و الفرس و الترك و الكرد مطلوب ان يكون توجههم نحو حل الازمة بين اراداتهم والوقوف بحزم بوجه مخطط الغرب ( الامريكي الغربي مؤيد بالمطلق لاهداف الصهونية العالمية ) الخطر الاكبر على مستقبل شعوب الشرق الاوسط ‘ من هنا ياتي السؤال المنطقي : هل يستمر هذا الصراع ألى أن يؤدي إلى إنهاء قوة الاخير وإعادة الهيمنة ( مريحة ..! ) للشيطان الاكبر في المنطقة ؟ من المعروف ان عنوان الازمة الايرانية ‘ والموقف الامريكي العدواني ‘ هو محاولة ايران لامتلاك السلاح النووي ‘ اولا وقبل الدخول في التفاصيل ان امتلاك ايران للطاقة النووية ‘ مشروع بدأت به السلطة الايرانية باتفاق اصولي بين الادارة الامريكية وزمن حكم الشاه ‘ اذا ‘ أن حجة الغرب وامريكا في المقدمة انهم شعروا بان توجهات الحكم الايراني بعد الشاه لاتنسجم مع استراتيجيتهم للهيمنة الطويلة الامد ‘ بل عرفوا ومن البداية ان النظام الجديد ‘ سياسة جديدة تنطلق لتنفيذها من منطلق بعض الاسس التاريخية ‘ و اخرى وضع المنطقة الهش بسبب تبعية عدد كبير من اداراتها لسياسات الغرب و ترك شعوبهم وحتى ثروات بلدانهم في خدمة الهيمنة الغربية .
ولكن ولان الغرب له القدره على استغلال المنافذ لخلق الفوضى طريقا لتحقيق اهدافه ولان النظام لم يقدم نموذجاً من الحرية والمواطنة وضمان لحقوق الإنسان داخل بلد متعدد الاعراق ، فالقومية الكردية والاذرية و طوائف مذهبية ودينية تواجه الاضطهاد بشكل واضح من الآكثرية الحاكمة، بدل العمل لمعالجة هذه المشاكل، ركز النظام ولايزال على بناء القوات وتطوير الاسلحة ، بذلك ليعطي إنطباع لدى دول المنطقة، أن ماحدث فى ايران، لم يغيير شيء جوهري في سياسة النظام ، والتوجهات والأطماع الاقليمية على وجه التحديد، وأن الشيء الوحيد الذي تغير من هذه الناحية هو : أن ايران الشاه كانت تتوجه إلى تحقيق طموحاتها في المنطقة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث كان أعداء ذلك النظام يلقبونه بحارس المصالح الامريكية في المنطقة ولكن النظام الجديد يبحث عن طريقة لفرض الهيمنة أو تقاسمها مع القوى الاخرى ….
( 5 ) تحدو أمريكا وأختاروا ارادة الشعوب
خبث الغرب عموما ‘ و المصدر القرار في الادارة الامريكية معروفه لدى شعوب المنطقة ‘ حيث ومنذ ( خلق الازمة ) مع النظام الايراني الجديد يركزون على ابراز تعصب النظام الايراني وغروره بعد اسقاط نظام الشاه ورفعه الشعارات استغله الغرب لتخويف بعض الانظمة في المنطقة وهذا الاستغلال الغربي ادى الى اصطفاف تلك الانظمة تماما مع الغرب ضد كل تصرفات ايران بعد الشاه .
خطورة تكمن في، أن اذكاء مواقف إنهيار الثقة وعدم البحث عن المصالح المشتركة بين إيران ودول وشعوب المنطقة ليس إختيار إرادة الشعوب وإنما مخططاً له خارج هذه الإرادات، حتى وعندما تأتي مقارنة بين خطورة القوى العالمية المهيمنة وقوة إيران، تتم تلك المقارنة بتوجيهات الأول ومنسجمة مع مصالح أصحاب القرار في بعض دول المنطقة، وعندما يوجه أحدهم سؤال إلى القارئ : هل أنت مع المشروع الأمريكي الذي يريد إعادة رسم خريطة المنطقة من الخارج، ام إنك مع المشروع الإيراني الذي يهدف الى تقويض الدول الاقليمية من الداخل ..؟ ومع أن المنطق يقول أن لمواجهة المشروع الإيراني هناك أكثر من خيار وبأقل خسارة إذا أخذنا إعتبارات التأريخ وحقائق الجغرافيا ومصلحة شعوب المنطقة في الحرية والإستقلال والبناء، ولكن الغربيين الهوى يعتبرون أن مسايرة المشروع الأمريكي هي أهون الشرين ! وذلك من خلال العزف على بعض الاوتار العاطفية وإثارة الحماس تجاه قضايا لها حساسية تعرف القوى المهيمنة تأثيراتها على التحريك..وفي النتيجة يظهر أن تلك المواقف تعطي نتأئج معاكسة ولصالح تيار التعصب في إيران وفتح الطريق لتصالح الآضداد على حساب طموح الشعوب فى حرية الإختيار ومن ضمنهم الشعب الإيراني .
أن المصالح المشتركة ألانية والمستقبلية بيننا وبين إيران كثيرة بحيث نستطيع من خلال التركيز على المشتركات بيننا ودعمها نكون معاً قوة لايستهان بها ضد الغرباء الطامعين في الإستغلال الحقيقي لشعوبنا، ولكن نرى أن الغرباء وفي مقدمتهم أمريكا تشجع الحديث عن نقاط الاختلاف ومايبعث على التشنج وأن التركيز الأمريكي على خطر ايران على المنطقة عموماً وعلى العراق خصوصاً تدخل ضمن هذا البرنامج، وحتى لو فرضنا وجود خطر ايراني في تصرفات النظام الحالي ، فأن الفرص لمعالجة ومواجهة هذا الخطر من خلال إرادات الخير لشعوب المنطقة أسهل بكثير وبأقل خسارة، بل ممكن إنهائها لصالح الاستقرار الحقيقي للمنطقة دون تدخل طرف ثالث .
من هنا حبذا لو ظهرت الشجاعة لدى انظمة المنطقة والتوجه الى ارادة شعوبها و رفع شعار التعبئة القوية ضد الشر الامريكي ‘ وافهام مصدر القرار ادارتها باننا اخترنا توجه لصالح استقرار شعوب المنطقة ‘ وبدل فتح خزائن ثروت بلدانهم لشراء الاسلحة تحت عنوان الدفاع عن النفس ضد ايران ‘ ليفتحوا باب الحوار مع طهران كقوة متحده ضد طموحات بعض الاتجاهات الايرانية العدوانية واذا كان الحوار بحاجة الى قوة الحجة فان لدى دول المنطقة مستلزمات و حجج معنوية مسنوده بشواهد التاريخ و قوة ارادة الشعوب المنطقة بوجة خط المحافظين في ايران ‘ فالمواجهة مع ايران بقوه وطنية يودي حتى لو كانت على مراحل الى التفاهم لصالح شعوب وقوميات الشرق الاوسط وياتي باستقرار دائم فهذا افضل بكثير من القبول بتبعية الشر الامريكي ليس في منهجه اي توجه لصالح الوضع الراهن ومستقبل بناء الارادات الوطنية الحقيقية لقوميات الشرق الاوسط فما بالكم بحقدهم التاريخي تجاه رسالة الاسلام ولنحلم بتوحيد الارادات الخيره في المنطقة … حينها ترون ان الشر الامريكي نمر من ورق …
آخر الكلام :
إذا ما توصلنا إلى تسليم البضاعة في المرفأ المناسب. لا تكون حياتنا عبثاً / جوستاين غاردر