18 ديسمبر، 2024 10:15 م

تخلو الشوارع من المارة كالمعتاد لا ضجيج مع ساعات الفجر الاولى.. اصدقاءنا في مواقع التواصل الاجتماعي ((الفيس بوك)) الان اغلبهم في سبات عميق..
رجالٌ ونساءٌ مؤمنون ينتظرون سماع صوت الآذان وهو ينادي الى صلاة الفجر…
وهناك غيرهم يتهيأ الى الذهاب مع اصدقائه لتناول وجبة شهية من الباچة او القلية او تشريب الگص وربما القيمر مع العسل والكاهي… كلها نعمة الله علينا…
ننام بعد سهراتنا العائلية اليومية ثم نستيقظ لنبدأ يومنا الجديد بأتم صحة وعافية ونتذكر من يأنون الان تحت وطأة المرض في المستشفيات وتحت تأثير الدواء…
نودع يوم الامس بكل احداثه ومفرداته ونحن نستقبل يوماً جديد نتمنى ان يكون افضل من سابقه…
لانعرف بدايات يومنا هذا ولا احداثه ولكننا بني البشر نعيش بالآمال دوماً فنتفاءل بكل ما هو قادم وعسى ان يكون خيراً لنا…
دعائنا ونحن نستقبل صلاة الفجر بالحمد والشكر لله على نعمه الكثيرة واهمها لساناً شاكراً وقلباً خاشعاً خائفاً من العقاب معلنا توبته من هواجس النفس الامارة بالسوء.
احلاماً مرت علينا في الساعات الاخيرة ونحن في عالم النوم المزعج منها يسمى كابوس والمفرح منها نتذكره وكأنه ساعاتٌ طوال وماهو الا لحظات زمنية بسيطة…
ما اجملك ايها الصباح في مدينتي مدينة الموصل رغم برودة الجو وانخفاض درجات الحرارة الى دون الصفر .. ما اجملك يامدينة العلم والدين وانا اسمع اذان المساجد فيك وهي ترتل القرآن الكريم في كل مكان يسمعه المستيقظون من مشارقك الى مغاربك…
ما اجمل الفجر في مدينتي مع ذكرياتنا التي تركناها في كل الاماكن وفي معظم الاوقات.. ذكريات جميلة رغم مرارتها ولكننا تعودنا على تكرار ذكرها دوما لأنها كانت حقيقة لحياة غير مصنعة.. كانت الناس تعيش معها على طيبة القلب والالفة والمحبة وبعيدا عن الكذب والنفاق وخداع الاخرين الذين يعتبره البعض في يومنا هذا مكسب وغنيمة…
ومع هدوء الشارع وصمته الهادئ تتوقف امامي سيارة اجرة ينزل منها شخص يرتدي بدلته العسكرية فيذكرني بأيام تلك الليالي الخوالي عندما كانت مدن العراق تعج ليلا ونهارا بالمسافرين وكانت وسائط النقل لا تتوقف على مدار الساعة…ورغم مأساة الحروب في حينها الا اننا شعبٌ استطاع ان يصنع سعادته مع الاحداث ولم تتوقف عجلة الحياة في حينها..
اياماً قضيناها معك ياقطار بغداد ويا ايها الكراج المنسي حالياً والذي كانت فيك الحياة لا تتوقف…
بانتظار آذان الفجر غفر الله لي ولكم…. آمين يارب العالمين