23 ديسمبر، 2024 7:38 ص

خواطر أثناء آلعودة

خواطر أثناء آلعودة

رأيتُ آلنّفس غريباً بعد ثلاثين عاماً و أنا بأحضان الأهل ..
لا فارق عند العاشق بين ديار الهجر و الوطن ..
و حتّى الحرمِ ..
في زمن العودة و العولمة ..
كلّ الأحضان مُدّنسة .. مع الأمكنة ..
و القلوب مقلوبة و النوايا مشتتة ..
جميع الناس إشتركوا بآلظلم ..
و أشاعوا الرّعب و ألوان الدّجل ..
لم يبقى مجالاً أو أملاً .. 
سوى آلنّجاة مع المُفسدين المتحاصصين ..

و ما علموا بأنّا عشقنا ..
و العاشق غريبٌ أبداً عن آلدّيار و الأوطان ..
لا حدٍّ و لا حدودٍ و لا مكان يختصر مداهُ ..

المكتظّ بآلأشواك ..
و آلحيتان ..

و طبعي .. لا يألف إلّا الغربة ..

حين يموت الناس و ينتخر الوجدان ..
قدرنا هذا .. مذ هبطنا من الأكوان ..

كلّ شيئ تغيير .. أو تغييرَ ..
بعد خطيئة آدم و دسائس الشيطان ..
و أبعاد الأزمنة و ثنايا آلأمكنة ..

و الأنسان لم يعد ما كان بآلأمكان ..

فكان صمتي حواراً للأبد مع الخرسان ..

و كلماتي براكين غاضبةً عجزت أمامها الأكوان ..

ثمّ مشيتُ و كليّ أطمئنانٌ كما كنتُ لوحدي ..
بطريقٍ الأحزان مع النسيان ..

و طويت الأزمنة و الأفكار و فلسفة الوجود و الأنسان ..

كمجنون من هول المصاب و الخذلان ..

كلّ آلناس جهلوا صمتي مع الهمج ..

عتبَ البعض علينا بجهلٍ؛

ماذا جنيتَ يا عزيز بعد كلّ آلأقدار ..

سوى الفقر والوحدة والألم و آلمرض و الغربة ..
حطّم قلبك و مبادئكَ و تظاهر كَكُلّ الحيتان ..
و الأقنان ..
فالناس عبيدُ الدُّنيا …

و الوقت لجمع الأموال و قطف الأثمار ..

تلك هي فلسفة جهاد “آلدّعاة” الأخيار ..
و كلّ عباد الله باتوا سواسي ..
من قابيل إلى هابيل و البدو مع المعدانِ ..
و ما علموا بحملي لسرّ الأسرار لواجب الوجود و آلأمكان ..
حتى أعلنتُ الثورة ..  في كلّ الأكوان ..
بصمتٍ قاهر تعجّبَ منه الملائكة و أهل الحكمة و الأديان ..
ثمّ أعلنتُ ..

عجبي لِمَنْ يُقيم بدار خراب .. و أرض الله واسعةٌ فضاها

فذاك من الرّجال قليل عقلٍ .. بليدٌ ليس يدري ما طحاها

فنفسك فز بها إن خفت ضيماً .. و خليّ الدار تنعي من بناها

مشيناها خطى كُتِبَتْ علينا .. و من كُتِبَتْ عليه خُطىً مشاها
و من كُتبتْ منيتهُ بأرضٍ .. فليس يموت في أرض سواها