رأيتُ آلنّفس غريباً بعد ثلاثين عاماً و أنا بأحضان الأهل ..
لا فارق عند العاشق بين ديار الهجر و الوطن ..
و حتّى الحرمِ ..
في زمن العودة و العولمة ..
كلّ الأحضان مُدّنسة .. مع الأمكنة ..
و القلوب مقلوبة و النوايا مشتتة ..
جميع الناس إشتركوا بآلظلم ..
و أشاعوا الرّعب و ألوان الدّجل ..
لم يبقى مجالاً أو أملاً ..
سوى آلنّجاة مع المُفسدين المتحاصصين ..
و ما علموا بأنّا عشقنا ..
و العاشق غريبٌ أبداً عن آلدّيار و الأوطان ..
لا حدٍّ و لا حدودٍ و لا مكان يختصر مداهُ ..
المكتظّ بآلأشواك ..
و آلحيتان ..
و طبعي .. لا يألف إلّا الغربة ..
حين يموت الناس و ينتخر الوجدان ..
قدرنا هذا .. مذ هبطنا من الأكوان ..
كلّ شيئ تغيير .. أو تغييرَ ..
بعد خطيئة آدم و دسائس الشيطان ..
و أبعاد الأزمنة و ثنايا آلأمكنة ..
و الأنسان لم يعد ما كان بآلأمكان ..
فكان صمتي حواراً للأبد مع الخرسان ..
و كلماتي براكين غاضبةً عجزت أمامها الأكوان ..
ثمّ مشيتُ و كليّ أطمئنانٌ كما كنتُ لوحدي ..
بطريقٍ الأحزان مع النسيان ..
و طويت الأزمنة و الأفكار و فلسفة الوجود و الأنسان ..
كمجنون من هول المصاب و الخذلان ..
كلّ آلناس جهلوا صمتي مع الهمج ..
عتبَ البعض علينا بجهلٍ؛
ماذا جنيتَ يا عزيز بعد كلّ آلأقدار ..
سوى الفقر والوحدة والألم و آلمرض و الغربة ..
حطّم قلبك و مبادئكَ و تظاهر كَكُلّ الحيتان ..
و الأقنان ..
فالناس عبيدُ الدُّنيا …
و الوقت لجمع الأموال و قطف الأثمار ..
تلك هي فلسفة جهاد “آلدّعاة” الأخيار ..
و كلّ عباد الله باتوا سواسي ..
من قابيل إلى هابيل و البدو مع المعدانِ ..
و ما علموا بحملي لسرّ الأسرار لواجب الوجود و آلأمكان ..
حتى أعلنتُ الثورة .. في كلّ الأكوان ..
بصمتٍ قاهر تعجّبَ منه الملائكة و أهل الحكمة و الأديان ..
ثمّ أعلنتُ ..
عجبي لِمَنْ يُقيم بدار خراب .. و أرض الله واسعةٌ فضاها
فذاك من الرّجال قليل عقلٍ .. بليدٌ ليس يدري ما طحاها
فنفسك فز بها إن خفت ضيماً .. و خليّ الدار تنعي من بناها
مشيناها خطى كُتِبَتْ علينا .. و من كُتِبَتْ عليه خُطىً مشاها
و من كُتبتْ منيتهُ بأرضٍ .. فليس يموت في أرض سواها