23 ديسمبر، 2024 6:08 ص

خميس الخنجر وأسرار قوة الدخول الأول

خميس الخنجر وأسرار قوة الدخول الأول

الغرابة والدهشة تغمر الكثير من المتابعين والمتطلعين للشأن السياسي العراقي وخاصة عوام الناس الذين يبحثون عن نتائج سريعة وإيجابية تنتشلهم من مزرية الوضع الحالي، وهم ينظرون إلى تحركات الخنجر المكثفة بين مختلف الكتل بجميع أطيافها ومكوناتها.
غرابة الموقف هذه يمكن لها ان تضمحل أمام معرفة شيء عن خلفية الخنجر وماقدمه من مشارع على أصعدة متعددة ومتنوعة، إلى جانب النظر في نتاجات مساعيه التي مازال ظاهرها يخلو من الشوائب، فمن هنا تأتي الإجابة الوافية عن أسباب الالتفاف حوله والأخذ بآرائه.
ففي أرشيف هذا الرجل مبادرات عجزت عن تقديمها الحكومة على طول سنوات النزوح وإلى الآن، كفتح مراكز صحية وعيادات متنقلة رافقت المخيمات لفترات ليست بالقصيرة، وفي الإغاثة سواء في المدن أو الخيام، والإنجاز الذي يشار إليه بالبنان في مجال التعليم إذ أسس وأطلق أكبر وأنجح تجربة تعليمية في البلاد في ظروف كان العراق يعاني فيها الأمرين، هذه الأعمال وغيرها الكثير مما لايخفى على عراقي بالعموم، ولدت له هالة وطوق من الهيبة والجاه بين العاملين في مختلف المجالات حتى السياسية منها كونه كان حاضرا في كل تقلبات الأوضاع في البلاد، بين مؤيد ورافض ومندد وغيرها حسب ماتقتضيه الحاجة، وعلى رأسها المطالبة والدفاع عن أهله وحقوقهم.
اما الآن وفي غمار السياسة ومضمارها فتحركاته التي أثارت الدهشة بقبولها لدى الجميع واعتبرها الكثير مساعي مصالح شخصية، فقد أينعت اليوم، حين تجد السنة العرب يجالسون ويشاركون الكرد مشاوراتهم، بل والأهم التقارب بين اعضاء المحور الوطني الذي يتزعمه الخنجر وخاصة رجالات مشروعه العربي، وامتد التقارب مع كتل شيعية وقد اعلنوا التحالف معهم، هذا النتاج الذي يمكن ان يوصف ببداية ولادة وطنية هو بحد ذاته نقطة انقلاب إيجابية في مشوار العراق كان لخميس فيها الدور الفعال، وهو ما عكس بوضوح احترام الجميع له.
الأرشيف ونتاجات التحالفات معا، كانتا سرّ قوة هذا الرجل، وإذا استمرت خطواته بهذا الاتجاه والنشاط والمسار المستقيم، حينها يحق لنا وللكثير أن نقرّ معترفين وقائلين أنه قد وضع الحجر الأساس والنهج البناء لبداية عهد يتطلع له الجميع.
من هنا لابد ان نلتزم وجوبا بالانتظار وإعطاء الوقت وكف التجريح لرجل الأعمال والسياسي العراقي خميس الخنجر، مادامت هذه الولادة لم تحمل علامات تشوه حتى اللحظة، وهو من باب الإنصاف لا أكثر، فقد أعطي غيره 15 سنة ولم يجنِ الشعب خلالها سوى الويلات تتبع بعضها بعضا بعجاف سنين دمرت البلاد والعباد.