23 ديسمبر، 2024 5:00 ص

خمسة عشر مليون دولار لعيون وزير الشباب

خمسة عشر مليون دولار لعيون وزير الشباب

لم نكن نبغي يوماً أن نعود إلى أي موضوع وإثارته من جديد لولا ما يقع تحت أيدينا أو نسمعه أو نقرأه هنا أو هناك وكما يقولون ليس هناك دخان من دون نار. تأجل استجواب الوزير ، تأخر ، ألغي ، وضع الطلب تحت الفراش ، نحن لا نعلم ، لأن كل ما عرفناه أو تم تسريبه كان ، سيتم تأجيل استجواب وزير الشباب والرياضة إلى وقت لاحق وعلل السبب ، بعدم التأثير على ملف العراق ومحاولته استضافة بطولة الخليج العربي التي ستحمل الرقم (22). سكتنا وقتها وقلنا المهم هو التفكير بالوطن وكسر طوق العزلة ، لكن أن نطالع أسباب أخرى لا تمت للحقيقة بصلة ، هذا ما لم نكن نريده أو نرضخ له. وزير الشباب والرياضة في طريقه مع النخبة التي يعتقدها هو وليس غيره إلى البحرين بعد أن جاءتهم النجدة كما أثير مؤخّراً وعن طريق المقاول الذي لا يشق له غبار عبد الله عويّز الجبوري الذي يعلم تاريخه الجميع ولا ندري كيف يسكتون عليه. هذا الرجل العصامي كما يدعي والذي سبق له وأن خرج من السجن نتيجة قرار سيبقى يتحمّل تبعاته النظام المقبور ، الذي لم يترك للعراق سوى اللصوص والقتلة الذين يعيثون بالعراق فساداً وفتكاً. عويّز من هؤلاء الذين أخفوا رؤوسهم حتى أتت الساعة فكشّروا عن أنيابهم ليغرسونها في جسد العراق ويمتصون ماله بدون رحمة أو وجه حق. أتعلمون أن هذا المقاول وحسب ما تناولته الأخبار هو من قام بتأجيل استجواب الوزير أو جعله شكلياً ومن ثمّ سيطوى الملف الذي وصلت رائحة الفساد فيه إلى معظم دول الخليج الذين نعلم أنّهم لا يحبوننا ، لكنهم وجدوها فرصة لكي يتعكّزوا على الفساد ليحرمونا من استضافة بطولة الخليج العربي. خمسة عشر مليون دولار بالتمام والكمال ، قيل أن عويّز تعهد بدفعها لبعض البرلمانيين ومن بينهم صديقه السيد شيروان الوائلي الذي وجدناه يوماً يلوّح بسيفه ومستنداته ضد أمين بغداد السابق وأشعل جلسة البرلمان وهو يتحدث عن فضائل محاربة الفساد وضرب المفسدين مهما كانوا. الوائلي الذي لم نكن نعرف عنه أنّه كان أو لازال صديقاً لعبد الله عويّز ، هو من تبنى القضية التي تم رفضها من قبل آخرين وكما أسلفنا ، هذا ما تم تداوله وتناقله في أكثر من مكان ، حتى أصبح الخبر حديث الساعة والغرابة في الأمر أننا لم نجد من يكذّب الخبر أو ينفيه. لو صدق الخبر أو الرواية ونتمنى أن لا تكون قد مررت لغايات غير مصلحة الوطن ، فإننا سنقرأ على بلدنا السلام ، كوننا سبق ونبهنا أن السلام وربما سورة الفاتحة ستقرأ على الرياضة والشباب في العراق ، بسبب تجاوزات ومخالفات الوزارة التي وصلت إلى مرحلة ، تستدعي تدخّلاً من أعلى الجهات التي لا تخضع للمساومة أو غيرها ، لأننا أصبحنا نسمع أشياء تدخل في جانب الخرافة عن قدرات الشيخ عويّز الذي يمكن له أن يتخلّص من أي مأزق ويخلّص أتباعه ويكفيه أنّه ورغم كل الأحاديث عن أعماله ، استطاع أن ينال مشاريع من وزارة الشباب والرياضة وصلت قيمتها إلى أكثر من مليار ونصف المليار دولار. ماذا ستمثّل الملايين أل(15) من الدولارات إن صحّت الحكاية عنها ؟. وزيرنا منشغل بالسفر ، لأنّه يحلم مع طاقمه المؤلّف من الحلو والحلوة وتابع هذا المدير أو ذاك الذين وجدهم خير عون له لكي يقنعوا الخليجيين للسماح للعراقيين باستضافة بطولة الخليج القادمة. حيرة والله تلك التي وجدنا أنفسنا فيها لأن المثل العراقي الذي يقول (شليله وضايع راسها) أصبح واقعاً اليوم وهو ينذر بالخطر على الجميع ، عليه فإننا نسأل .. إن كان الوزير مسنوداً من قبل عويّز ، فأي قوّةٍ يمتلكها هذا المهندس ذي السجل الحافل بخرق القانون والذي سبق له أن كان من روّاد أبو غريب قبل ألعام 2003 ؟ وهل حقّاً سيرضخ البرلمان لمغريات عويّز ويتنازل عن استجواب الوزير ؟ وهل أن الوزير كان مغلوباً على أمره لأنّه وقع ضحيّة لمن هم أدنى منه مرتبة فسكت الرجل مرغماً عنه ، كونه يشعر بنفسه أنّه كان دخيلاً على وسطٍ ليس وسطه ؟ أم أن قدرة عويّز أصبحت تلجم الأفواه وتكمم العيون وتثقب الآذان متى ما كانت ترصد وتراقب أو تكشف ؟ إن كان لدى عويّز كل هذه الإمكانية والمكانة ، نسأل وزير الشباب والرياضة عن السبب الذي دفعه لكي لا يصطحب عويّز ضمن وفده المغادر إلى البحرين ، لأن مثل هكذا قدرات لا يمكن أن تهمل أو تترك ويتم التفضيل عليها بمديرة مكتب إعلام كل همّها السفر والتجوال وتكوين الصداقات والعلاقات البريئة ؟ من هو الضحية في الذي يحدث ، أهو العراق أم الوزير أم عويّز أم من يعملون بالوزارة ولمختلف الدرجات ممن حسبوا على الوزير أو رجاله المخلصين ؟ نحن نريد إجابات شافية لكي نعرف أولاً الحقيقة ومن ثم سنمضي بالطريق الذي سيميط اللثام عنها أو عن غيرها. وآخر أسئلتنا لمجلس النواب العراقي الذي جاءت سيرته في الذي يتم تناوله الآن ونقول لمن فيه ، إن كنتم لن تستجوبوا الوزير فأخبرونا ؟ وإن كنتم ستقومون بالاستجواب ، فنتمنى أن تعلنوا ذلك بسرعة ، لكي تقبروا الأقاويل في مهدها. ترى أي الخيارين ستتبونه لكي نتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود ؟ وتبقى المزيد من الأسئلة معلّقة حتى ينجلي الموقف ونعلم أين الخطأ وأين الأصح.