23 ديسمبر، 2024 2:45 ص

خمسة إصابات بليغة لم تُقعد المجاهد “سيد حيدر الموسوي” عن تلبية الواجب المقدس

خمسة إصابات بليغة لم تُقعد المجاهد “سيد حيدر الموسوي” عن تلبية الواجب المقدس

في ظل الظروف المتدهورة والمنعطف الأمني العصيب الذي يمر به البلد وقبل أكثر من عامين انطلقت فتوى الجهاد الكفائي العظيمة منطلق الأحرار والميامين من تكللت على بطولاتهم وسطرت ببواسلهم أروع آيات النصر والفداء بين جريحًا وشهيد كانت تتهافت الأمنيات وتتوالى الويلات وللأمهات النصيب الاكبر من الفخر والعز والشموخ والآلام أيضا على فقدهن فلذات اكبادهن، كان لوالدة المجاهد حيدر الموسوي النصيب الأكبر من الحيرة والقلق والفخر فـ بين حُبها لولدها وبين تلبية نداء الحق نداء الجهاد كانت تقف حائرة أيُرمى ولدي في رحى الحرب وانا اراه يتلوى بجراحه؟

يرويها لنا المغوار ومن اخذ نزعة أجداده الابرار السيد حيدر الموسوي والذي تزامنت فيه أحلامه الجامعية مع موعد انطلاق فتوى الجهاد الكفائي للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني دام ظله ، لم يتوانى في تأدية واجبه المقدس أبدًا ولم يتردد أو تأخذهُ في الحق لومة لائم، طرح التفكير في مستقبله الجامعي جانبًا وفي حياته جانبًا آخر وطرح كل الصعاب التي كانت تواجهه في اتخاذ القرار حتى جاء الوقت أن يفاتح فيه ذويه ويخبرهم بقرار الالتحاق بصفوف المجاهدين مُلبينًا نداء المرجع الاعلى دام ظله، كان لوالده القبول والرضا والاستبشار بذلك رغم ما كان يحمله في عينيه من حيرة وقلق على مصير ولده ولكن لم يقصر في دعمه المعنوي والمادي ايضا أذ اشترى له كل التجهيزات العسكرية مفتخرًا به بين ابناء عمومته واهله، أما الجزء الاكبر من قراره كان لصاحبة القرار الأصعب بينهم والدة الموسوي كانت تلتزم الصمت طول الوقت والحديث حتى أحسس المجاهد حيدر أنها رافضة لمشاركته في الجهاد وكأن ما يجري في داخلها من تفكير اجبرها على السكوت بين مرارة الفراق ولوعة التفكير بمصير أبنها وقرار الافتخار بكونه أحد المجاهدين كانت ساكته حتى دنى منها وحدثها أن ذهابه مهم جدا وأنهُ الأولى بالدفاع عن مراقد اجداده وبين فينة وأخرى كان يصر عليها بالحديث حتى أنه انفعل واخبرها ان لم يذهب سيقع في مشاكل مع نفسه وقراره سيجعل له موقفا اخر، تأثرت كثيرا بحديثه حتى بانت عليها علامات الرضا والقبول وهي منهارة بدموعها يا لها من لحظاتٍ مريره يحدثنا عنها المجاهد حيدر ويصفها كأنها لحظات الحسين عليه السلام يوم كربلاء وهو يودع عياله وكيف كانت لوعة زينب عليها السلام والعيال عليه.

بدأت رحلته الجهادية مع العتبة الحسينية المقدسة في لواء علي الاكبر عليه السلام الى سامراء المقدسة لحماية مرقد الاماميين العسكريين عليهم السلام واستمرت لثلاثة أشهر تضمنت مشاركات جهادية وواجبات في مناطق مجاورة في صلاح الدين حيث جرت القرعة لمن يشارك في هذه القافلة لتقديم الدعم اللوجستي وكان اسم السيد من ضمن المجاهدين الذين وفقوا لأداء هذا الواجب المقدس.

يروي لنا سيد حيدر بعض المواقف المميتة اثناء تأديته الواجب المقدس ومقدار ما اصابته في جسده، وخلال فترة الجهاد أصيب المجاهد البطل بخمسةِ أصابات اكثرها كانت خطيرة جدا ومميته لولا الرحمة الإلهية والتوفيق الخاص الذي حُضي به وهو يؤدي واجبه اتجاه الوطن والمقدسات، وهو يحدثنا عن اصاباته الخمس أخذتنا الحيرة في مقدار ما يحمله هذا الشاب الذي يُحتذى به في الشجاعة والتضحية كانت أصابته في سامراء قرب مرقد الاماميين العسكريين عليهم السلام أثر سقوط قنبرة هاون والاصابة الثانية في جبال مكحول وهو يصد هجوم لأحد الانتحاريين والذي كان يستهدف أخوته المجاهدين اذ تصدى له برمانة يدوية وبعد وقت قصير أستهدف بطلق أحد القناصين الذي كان مترصدا له ولتحركاته مما أدى الى اصابته في صدره بطلق ناري وعلى اثرها تلقى العلاج مما اقعده عن الجهاد لفترة علاجه وبعدها استرد عافيته ليسترد بذلك صولاته الجهادية متجهًا نحو منطقة الكرمة مشاركًا مع لواء 53 فرقة 14 بصفته منسق بين لواء علي الاكبر عليه السلام والجيش العراقي وبعد توغلهم في عمق المنطقة محققين انتصارات كبيرة اصابته الاصابة الثالثة بعد سقوط قذيفة هاون على مكان تواجده مع أربعة من أخوته المجاهدين مما أدى الى استشهاد احدهم واصابته بطلق ناري لتسجل بذلك الاصابة الرابعة موقفها في قدمه وشظايا بليغة في اجزاء من جسده وهو يحدثنا ويكشف لنا عن أماكن اصاباته وابتسامة جليه مُلؤها الشموخ والعزة بأن جسده سيبقى محتفظا بهذه الشظايا كذكرى للجهاد المقدس ولم يكتفي بهذا القدر وهذه الاوسمة للشرف وهي ترسم على جسده خارطة العراق ملطخه بدمائه الطاهرة بل كان له أصابه خامسة وأخيرة في الموصل وبالتحديد في تل عبطة أثناء تمشيط المنطقة وتطهيرها من ارهابي داعش حتى انتهى به الامر وهو يدخل أحد المنازل بعد أن توارى الشك في قلبه عن وجود أحدهم بداخله ولم يصده خوف وتردد الدخول وهو متوغلا في غرف المنزل حتى أحسس بوجود حركة خلفه كانت لأحد الإرهابيين المختبئين في الداخل لم يلحق ان يلتفت لصده حتى أنفجر في الغرفة المجاورة وهو يرتدي حزامًا ناسفًا مما أدى الى أسقاط المجاهد حيدر الموسوي لمسافة ثلاثة أمتار عن مكان الانفجار متأثرا في جراحه مناديًا بهتافات الولاء للعراق ولأهل بيت النبوة عليهم السلام مما اوصل نداءه لأصدقائه المجاهدين في الخارج ليهبوا مسرعين في أسعافه داخل احدى المستشفيات القريبة والتي اقعدته لأكثر من 4 اشهر، وفي ظل كل هذه الإصابات كان سيد حيدر يحمل شجاعة أجداده وبعد كل اصابة تُلهمه مزيدا من القوة والشجاعة وكأنها طاقة مُعبئة بأسمى مواقف الشرف والغيرة لم تقعده ابدا ولم ترديه عن الجهاد وبعد كل فترة يُقضيها في العلاج يرجع لسوح القتال حاملا راية النصر ومسددا بدعاء والدته وهي ترثي جراحه مفتخرة ومؤيده في دعاءها ودموعها التي كانت تسقط لأول مرة لا حزنًا بل فرحًا لأوسمة الشرف التي يقدمها لها ولدها العظيم سيد حيدر الموسوي.