18 ديسمبر، 2024 9:45 م

خماسي القوى للشرق الأوسط

خماسي القوى للشرق الأوسط

لماذا تدور رحى الموت والخراب في البلدان ذاتها دائما؟ ولماذا يكرر سيناريو الأزمات المفتعلة على نفس المسارح كل مدة من الزمن؟
أصبح من الجلي للقارئ البسيط للوضع في الشرق الأوسط، أن هناك بلدان ذات ثقل إستراتيجي في المنطقة، تخشى الدول الكبرى على مستقبلها الذي تحاول رسمه هناك، إذا ماتحالفت هذه البلدان مع بعض.

السعودية: البلد الخليجي صاحب المياه والأجواء المثلى لأقامة القواعد العسكرية، كما أنها مقصد مسلمي العالم بكل ألوانهم ولغاتهم، يجتمعون فيه كل عام ليتوادوا ويتحابوا في الله.

مصر: اللسان العربي للقارة الأفريقية وأنجح البلدان في إدارة السياحة وتوجيهها لخدمة إقتصادها مع توفر الأيدي العاملة المختصة في شتى المجالات ، كما أنها أم الثورات العملاقة هدفا و أيديولوجية، تتميز بحنكة سياسييها في إدارة الأزمات، ومسك العصا من المنتصف في علاقاتها الخارجية.

تركيا: البلد العلماني الذي تشكل الديانة المسلمة فيه أكثر من 96%، وهو نافذة المنطقة على أوربا، تربطها مصالح نفطية مع العراق( الذي يعتبر حاليا أرض خصبة لتسويق منتجاتها)، وأمنية مع إيران، خاصة بمسألة الدولة الكردية وتبعاتها عليها.

إيران: البلد الشيعي صاحبة البرنامج النووي، والتكنولوجيا الحربية المتطورة، التي بوسعها الدخول في أي حرب في المنطقة ، تراها تضر بمصلحة وجودها، دون أن تعلن رسميا إشتراكها بالحرب، سياسيا إيران أثبتت أنها قادرة على قلب موازين القوى لصالحها بخطط أصيلة، دون الحاجة لخطط بديلة.

العراق: قلب المنطقة وبلد الأطياف المتعددة، له من الثروات الطبيعية والنفطية مايجعله البطة التي تبيض ذهبا، يتوسط إيران وتركيا والسعودية ومصر، ويشكل محور المنطقة الاقتصادي والأمني، أستقرار أوضاعه الداخلية يؤثر إيجابا على دول الجوار.

ماذا لو جلست هذه البلدان إلى طاولة الحوار المستديرة؟

إقتصاديا، سيشهد الشرق الأوسط نموا سريعا في النشاط التجاري والصناعي، بسبب توافر المواد الأولية والأيدي العاملة وسوق الاستهلاك.

سياسيا، كل التوافقات القادمة من تحالف هذا الخماسي سوف تصب في إستقرار المنطقة ككل، لأنها عسكريا ستشكل درعا حصينا، فإيران وبرنامجها النووي مازالت مصدر قلق لأمريكا، كما أن العراق برهن للجميع انه قادر على خلق معجزات مع ضعف الإمكانات، أما السعودية فتمتلك ترسانة عسكرية قوية كذلك مصر التي لاتقل شأن عن الأخيرة، أما تركيا فتتوق لدخول حرب تثبت فيها للأكراد أنها لن تسمح لإقامة دولة كردية في المنطقة.

إذن الدعوة لطاولة تضم كبار المنطقة وعقد شراكة إقتصادية فيما بينها تعتبر قارب نجاة واقعي لحال المنطقة الأكثر حراك في العالم، وتشكل عنصر أساسي في الحراك الاقتصادي العالمي..