23 ديسمبر، 2024 5:06 ص

خليكم بالبيت … المؤامرة قادمة اليكم

خليكم بالبيت … المؤامرة قادمة اليكم

متى يتخلص ساسة العراق من مفهوم نظرية المؤامرة، هذا المفهوم الذي يترسخ في عقولهم منذ عام 2003 ولا يرغبون في مغادرته، فكل شاردة وواردة تحصل في العراق تمر من بوابة هذه النظرية، ولإنها نظرية عريضة تفسر الأحداث والأفكار على أنها خطط أعدتها مجموعات سرية قوية لها أغراض مسيئة بشكل عام، أستحوذت على عقولهم خلافا للمنطق والمعقول.
والمعتقدون بهذه النظرية ينسبون العديد من الأحداث والظواهر إليها، مثل صحة ظاهرة الاحتباس الحراري، وخلو كيمر السدة من فايروس كرونا، وان عدنان الزرفي ممكن ان يصبح رجل المرحلة.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لمَ يميل هؤلاء إلى الإيمان بهذه النظرية والتشكيك بالأحداث دون إثبات لافكارهم؟
في العراق بعد 2003 تربع هذا المفهوم عرش المصطلحات السياسية، وتحول لدى الطبقة السياسية الى قانون ثابت لا يمر اي حدث او مقترح، حتى الفكرة الا من بوابته، وبما ان الشك تقدم على النيات الحسنة، تعطلت العديد من القوانين المهمة التي تنظم شؤون الحياة والدولة، وتحقق العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة وفي اقامة تنمية شاملة على مستوى العراق، وفي اختيار الأفضل لقيادة البلاد أو تولي منصب معين، وبحكم هيمنة نظرية المؤامرة ضيع العراق فرص التقدم والتنمية والادارة المثلى للاموال وعجلة الصناعة والزراعة طوال ستة عشر عاما مضت.
فهل استوعبت الطبقة السياسة الحاكمة الدرس، وهل افاقت من حلمها الطويل في مواصلة نهب المال العام، واغراقنا بالديون التي تتراكم سنويا حتى اصبحث تمثل ثقلا كبيرا لا طائل للشعب على تحمله، لا اعتقد وجود مؤشر واحد ينفي ذلك، لقد تحول البلد في زمن الديمقراطية الى طارد لأبنائه، لاسباب عديدة منها انعدام فرص العمل، توقف الصناعة والزراعة والاستثمار، البطالة المقنعة، نقص حاد في خدمات الكهرباء والماء والبنى التحتية، من مدارس ومراكز صحية ومشافي، تطول القائمة بالتأكيد فهي لا تتوقف عند حد معين، بعد ان ضاق المواطن ذرعا من “الديمقراطية” التي جلبت له مشاكل لا أول لها ولا آخر.
ومع هذا كله لما نزل نمني النفس باليوم الموعود الذي يصحح المسار ويعيد للعراق وجهه المشرق، وللشعب الطمأنينة والاستقرار والحياة الكريمة، وكلما توفر ظرف موضوعي للانتقال الى مرحلة جديدة، نصطدم بتعنت غير مبرر، يغلب الذاتي على الموضوعي ويعيدنا الى نقطة الصفر، مما يؤكد ان الشعب في وادي والطبقة المتنفذة في وادي آخر، همها الاول سباق المغانمة وليس تقديم الخدمات للشعب، لدينا بصيص من الامل في انتقال العراق الى مرحلة افضل اذا مرر عدنان الزرفي لمنصب رئيس الوزراء واجراء انتخابات مبكرة، ووضع خارطة طريق لمواجهة هجمة “وباء كرونا” وتمرير الموازنة بعد تعديلها بما يتناسب مع الظروف المستجدة، لكن يبدو ان عيون السياسيين لا ترى احتجاجات الشعب ومطالبه التي تستمر منذ تشرين اول الماضي، ولا خطورة وباء كرونا، ولا ما يدورفي كواليس اجهزة المخابرات الدولية وما يخطط للعراق في الغرف المظلمة.
خليكم بالبيت … المؤامرة قادمة اليكم ؟.