23 ديسمبر، 2024 12:02 م

خليفتكم ..ابو بكر البغدادي 

خليفتكم ..ابو بكر البغدادي 

يقول الخبر الظريف:
 قال ابو محمد العدناني، المتحدث باسم الدولة الاسلامية، في تسجيل صوتي إن الدولة الاسلامية، ممثلة بأهل الحل والعقد فيها من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى قررت اعلان قيام الخلافة الاسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد ابو بكر البغدادي.
واضاف أن “ابو بكر البغدادي قبل البيعة وصار بذلك امامًا وخليفة للمسلمين في كل مكان”.
مبارك نقولها للذين ساهموا بتأسيس الدولة الاسلامية الجديدة التي مقرها العراق وعاصمتها نينوى، والتي تختصر الزمان والمكان وتزيل الحدود، مبارك لأنهم فتحوا ابوابهم وزوجوا بناتهم واحتفوا بالدواعش خير احتفاء، واستعانوا بهم وبأشرار الارض على اخوتهم في الدين والوطن والنسب ليبيدوهم ابادة  لم يشهد لها التاريخ الانساني، الدواعش وحواضنهم غرماء الدم والدمار والموت المجاني الذي يمُنح لجميع العراقيين الذين لا يقتنعون بأفكار البغدادي واشباهه.
يكثر خليفة المسلمين في تسجيلاته التفاخر بقتل العراقيين جميعا، ليس لذنب ارتكبوه سوى انهم ليس تحت خلافته ووصايته.
البغدادي المتخفي، ليس له سوى صورة واحدة تنتشر في شبكات التواصل الاجتماعي وهو بحاجبين متينين وبعين كارهة وبشارب ضخم ووجه ثقيل، لكن الخليفة الجديد في هذه الصورة “حداثوي”، فالرجل يلبس البدلة الرسمية والرباط ولا يطلق لحيته على عكس رجاله الافغان والشيشانيين والعرب المبتورين الذين مازالوا بهذه الثقافة.
اللافت للنظر في هذه الدولة، ان الخفاء والقادة اذكى بكثير من قواعدهم الذين يأتون من بقاع، فلو تذكرنا عبد الرحمن البيلاوي القيادي في داعش الذي قتل قبل احتلال الموصل بيومين، لا يختلف كثيرا عن البغدادي، فهو ايضا لا يهتم بالمظاهر القاعدية ايضا ويحب لبس “القاط “!
من دون ادنى شك أن اعلان خلافة ابو بكر البغدادي ليس امرا سهلاً ولابد ان لا يمر مرور الكرام الفاتحين، فالبغدادي لم يفعل ذلك لو لم ير الارضية مناسبة لنشر خلافته، لاسيما في بعض مناطق العراق، وهناك من يؤيده ويشد من عضده على ذلك ويدعمه بالرجال والمال.
ابتلى الله العراق بـ”الدواعش” وابتلاه اكثر بمن يحضنهم ويربيهم ليقتلوا ويفسدوا في هذه الأرض بلا حدود ولا عقل، لن تقوم للعراق قائمة وسيتحول بالفعل إلى مقر لهذه المجاميع الارهابية، لو لم يتفق مواطنوه على طرد التطرف بكل انواعه والعمل بجدية على نشر التسامح وغلق مساجد الفتنة والقتل التي دمرت اواصر الرحمة والاخوة، وقبلها إغلاق فضائيات باع العاملون فيها ضمائرهم واصبحوا ابواقا لداعش واخواتها.
لا يشرف أهل العراق الأصلاء ابدا ان يكون خليفتهم نكرة  لا يستحم الا بالمناسبات ولا يتجول إلا بالثغور والجحور، مصاب بمرض القتل اليومي، فبئسا له وبئسا لمن يرأسهم وبئسا لخلافة اسلامية يقتل في ظلها المسلم بلا ذنب يرتبكه..!