23 ديسمبر، 2024 11:01 ص

الحليج: القطن بعد أن يتم تخليصه من البذور.

والحلج عملية تخليص القطن من بذوره , ليكون صالحا للإستعمال وصناعة الخيوط.

وفي المنطقة هناك دول الخليج التي يبدو أنها قد وقعت ميادين في الحلج الذي سيخلصها من نقطة الخاء , ومن أموالها ونفطها وكافة قدراتها التي تتفاعل بها مع الآخرين.

فالحلج لدول الخليج قد بدأ مشواره بدبيب نيران الفرقة , وبالحلب المتوحش لها , وذلك بمطالبتهابدفع أجور حمايتها , وبإسقاطها في مطبّات قاسية , وبإلقائها في جحيمات الحروب التي ستستنزف ثرواتها بالكامل , والمرحلة القادمة ربما ستكون بتعرضها لهجمات صاروخية من عدة جهات , وعلى الأرجح سيكون بعضها مهاجما لبعضها , وعندها ستغادرها الملايين البشرية التي تتوطنها ومعظمها من دول أجنبية , وحينها ستبدو بناياتها خاوية وشوارعها خالية , ولا حول ولا قوة لها إلا القبول بكونها محميات لقوى عالمية وإقليمية متعاونة معها.

فما أصاب العراق سيصيبها وبلا إستثناء , فكلها قد أسهمت بدمار العراق , ومنها أنطلقت آلات العدوان عليه , ولولاها لما حلّ بالعراق ما حلّ به من الويلات.

وهذا مجرد تذكير لا غير , مع الأمل والرجاء أن لا يصيب أية دولة عربية أي مكروه , لأنه خسارة للجميع , لكن قوانين الحياة تؤكد أن مَن حفر حفرة لأخية وقع فيها , وتلك إرادة عدالة كونية أو إلهية أو سميها ما شئت , فما وقع على العراقيين من الوجيع والظلم والقهر , سيدفع ثمنه كل مَن شارك بوقوعه وتواصله وتفاقمه , أيا كانت قوته وجبروته.

فلا يمكن تصور الكلام بهذا الأسلوب عن دول الخليج , مثلما ما كان أحد يتصور بأن العراق سيكون بهذا الحال , لكنه إنحدر إلى أسفل سافلين في غضون بضعة أشهر , وصار كل ما فيه خرابا ودماراوتفاعلا داميا شديد الوجيع والخسران.

ومن المؤسف أن الصورة لتبدو قاتمة , والمصير ليس بخير , ودول الحليج برغم أنها وبلا إستثناء قواعد لقوى عالمية , لكنها ستكون ملكا لها , فمصيرها سيكون محكوما ومرهونا بغيرها , وما عليها إلا أن تقوم بالأدوار المطلوبة منها , وهذا ما سعت إليه بكامل إرادتها , وعلى مدى عقود تم تأهيلها وتسخيرها لنهب ثرواتها , بحجة ولعبة إيران المعممة التي ما عرفت كيف تقيم علاقات حُسن جوار معها وتتفاعل بإيحابية لدرء الأخطار , وما تعاونت وتفاعلت مع العرب وتماسكت معهم , فالعمالة في الخليج أجنبية وبلاد العرب تعاني من البطالة الشديدة.

ومن الويل والوعيد أن ستصبح دول الخليج دول حليج , وعندها سنقرأ الفاتحة على روح العزة والكرامة العربية , وربما سنذكر أن كان هناك قوم يسمون عربا فيها!!

وليس ما تقدم تشائما لكن للحقيقة نار حامية , وما أدراكَ ما هي؟!!