لابد وان ننكأ الجرح في اجساد الاخرين لكي يشعروا بمدى الالم الذي نعانيه ، وقالوها اهلنا ( لا يؤلم الجرح الا من به الالم ).
استغرب شديد الاستغراب تلك الهجمة ” المسعورة” التي يقودها بعض اعلاميي الخليج من خلال مطالعتنا لبعضها على شبكة الانترنيت كرد فعل على قرار الانسحاب العراقي من بطولات الخليج ، حتى اقترب الاعلامي السعودي صالح الحمادي من تشبيهنا بالأرانب امام قرارات الفيفا والاسود امام قرارات الخليجيين ، لا الوم احد ممن قاد تلك الحملة كونها جاءت نتيجة طبيعية لما نعيشه في العراق من تشرذم كبير في صياغة الموقف بالقرار الرياضي والذي تجلى بشكل واضح في تناقض الرؤيا التي تراها ، الحكومة العراقية رياضيا من بوابة وزارة الشباب والرياضة ، واتحاد الكرة الرافض لهذا القرار ، والذي سبق وان حذرنا من عواقبه في كتابات سابقة عندما استعرضنا المواقف قبل ان يتخذ القرار الخليجي بنقل بطولة خليجي 22 من البصرة الى مدينة جده السعودية ، ولكننا لم نجد اذان صاغية من الجهتين اللتين تسبحان في وادي غير الذي نسبح به كمتابعين ومختصين وكشارع رياضي .
اقول ، دعونا من الخليج واهله ورياضته التي باتت تثير صداعاً غير مألوفا في الشارع الرياضي العراقي وصل الى حد ابتذال كرامة العراق ، ولدينا اسبابنا في ان نكرر القول ، كوننا في المقام الاول لسنا خليجيين ولا نمت بصلة لدول الخليج وهم بالأساس لا يحبوا ان يمنحونا هذه التسمية مطلقا اليوم او غداً او بعد مئة عام ، وما شاهدته شخصيا عند حضوري في بطولة خليجي 21 التي اقيمت في العاصمة البحرينية يؤكد ذلك بشكل جلي وبلا لبس وقد يؤيدني الكثيرين من اخواننا الذين رافقونا في تلك الرحلة ، عندما وجدنا انفسنا وكأننا غرباء ومحاربين في كل ما نعمله على عكس ما نشاهده في تعامل البحرينيين مع باقي الجماهير المنضوين تحت خيمة منظومة مجلس التعاون الخليجي ، اذ وصل الامر الى ان يمنع الجمهور العراقي الاحتفال عقب اي مباراة يخوضها وحتى ان احتفل فانه يكون مطوق ومحاصر من قبل عناصر الامن البحرينية ، اضف الى ذلك التعامل الغير حضاري الذي واجهه جمهورنا في المباراة النهائية مع البحرين وعملية فتح ابواب الملاعب امام الجمهور الاماراتي واغلاقها بوجه الجمهور العراقي حتى اثارت غضب احد البرلمانيين الحاضرين في المباراة ، وصافرات الاستهجان من الجماهير الخليجية عند عزف النشيد الوطني العراقي ، وهذا غيض من فيض مما حصل في المنامة.
لذا فإنني ومن منطلق ان نحفظ كرامتنا وهيبة بلدنا علينا ان نفهم الرسائل التي بُعثت الينا منذ اليوم التي اعلنت المنظومة الخليجية بان نيتها دعوة الاردن والمغرب الى البطولة كونها رسائل لأبعاد العراق عن البطولة ، كما ان دعوة اليمن الفقير رياضيا لبطولات مجلس التعاون الخليجي بكافة الالعاب وحرمان العراق من هذه الدعوة تمثل رسالة اخرى لنا لم نفهمها جيدا ولم نعيها.
لن اقلل من بطولة الخليج فنيا مثلما يفعل البعض كونها بطولة على مستوى عالي من التنظيم والاداء الفني بعد التطور الكبير الذي اصاب معظم مفاصل الرياضة الخليجية ولكنني افضل ان يكون هناك قرار عراقي قوي بالعمل على تطوير انفسنا داخليا من كافة النواحي ، المتمثلة في البنى التحتية والتطور الفني والاداري لكي نصبح مطلوبين من الجميع وليس ممن يرمي اثقاله على اناس لا يودون ان تشاركهم في شيء في ظل الاوضاع المضطربة التي يعيشها مجتمعنا على كافة الصعد والبديل جاهز كوننا نمثل خاصرة الرياضة الاوربية بمجاورتنا لتركيا التي تشارك في كافة الالعاب الرياضية مع اوربا وهذه فرصة لو توفرت لأضعف الدول فنيا واداريا والثرية مادياً لاستفادت من هذا التجاور الاستراتيجي ، ولابد ان لا ننسى ايران التي دخلت رياضتها ابواب العالمية بتواجدها في البطولات العالمية بعد اكتساحها للبطولات الاسيوية في كرة الطائرة والسلة وكونها رقما صعبا جدا في الكرة الاسيوية بتأهلها الى كاس العالم في البرازيل 2014، وتجربة تركيا خير دليل على انها ابتعدت من المحيط الاسيوي والتي كانت بمقدورها ان تشارك به وكيف تطورت بشكل مذهل في كافة النواحي ومن تجارب الشعوب يجب ان ننهل ونتعلم.
اتمنى ان لا يكون تنظيم خليجي 22 هو الشغل الشاغل لنا ولا ننتظر من الخليجيين الخير في خليجي 23 ، ويلهينا عن مسالة وضع برامج التطور الفني والاداري التي ننشده على الرغم من اننا بعيدين كل البعد عن هذا الموضوع ، ولندع الخليجيين لخليجهم ولنأخذ عراقنا ورياضته في احضاننا لنداوي جروحها وننهض بها ان كنا جادين في ذلك.
حمود والرهان على حصان خاسر
من المسلمات التي يمكن ان نسميها ” مناورة ” في عملية اختيار المكان المناسب لنا والمزعج لمنافسينا ، وهذا الامر من الممكن ان نتخذه برنامجا في عملنا لخوض مباريات منتخباتنا في كافة الاستحقاقات الدولية وبالخصوص المباراة التي سنخوضها في الخامس عشر من الشهر الجاري مع المنتخب السعودي في العاصمة الاردنية عمان .
بالأمس قرأنا تصريحا لرئيس الاتحاد ناجح حمود في الصحف السعودية مفاده بانه عارض اقامة مباراة منتخبنا المذكورة على الملاعب الايرانية بناءً على رغبة السعوديين ، واجد في تصريحه هذا ادانه كبيرة له ، كونه اعطى للسعوديين ميزة التفوق على منتخبنا في المباراة او على الاقل اراحهم من الضغط النفسي الذي كان يمكن ان يعاني منه لاعبو الاخضر السعودي وجميعنا يعرف ذلك ، لأسباب عديده منها التواجد الجماهيري الكبير الذي سيحضر المباراة كون الاهواز لا تبعد الا ساعة واحدة عن مدينة العمارة ، ولتواجد جالية عراقية وعربية كبيرة في تلك المنطقة ستشجع المنتخب العراقي في المباراة ، اضف الى ذلك العلاقات الحسنة التي تجمعنا مع الجارة ايران والتي ستسهل عملية الدخول الى اراضيها على عكس ما قد يحدث مع الجار الاخر الاردن.
كل تلك العوامل التي ذكرتها يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار ان اردنا ان نضمن التفوق في المباراة ، ولكن رئيس الاتحاد حمود فضل ان يضرب بكل هذه الاعتبارات والحيثيات عرض الحائط لأجل عيون المنتخب السعودي او لأمور اخرى انا شخصيا لا اراها منطقية وقد يختلف معي اخرين في هذا الطرح ولكنها حقائق يجب ان تطرح امام جمهورنا الكريم لكي يتبين ( الخيط الابيض من الخيط الاسود ) ، وتتضح الصورة.