في تسعينات القرن الماضي إتصلت إذاعة الشباب (التابعة لنجل رئيس النظام السابق) بمسئول التصنيع العسكري (حسين كامل) و سألته بأن الكلام المتداول في الشارع يقول بأن التصنيع العسكري يقوم بطبع العملات الورقية و يقوم ببيعها في السوق مقابل الدولار الأمريكي و أن هذا العمل يجعل سعر صرف الدينار مقابل الدولار يتصاعد بإستمرار و يؤدي إلى خراب الإقتصاد العراقي، فأجابه المسئول بأن هذا الكلام هو عبارة عن إشاعة حاقدة قادمة من خارج الحدود هدفها تخريب العراق. و بعد حين تفاجأ الشعب العراقي بخبر هروب حسين كامل إلى الأردن و معه 17 مليار دولار التي كان قد جمعها من السوق المحلية بواسطة شرائها بالدنانير العراقية المطبوعة في التصنيع العسكري، و التي كلفته عدد من بنود الورق و عبوات الحبر.
بعد دخول أمريكا إلى العراق في عام 2003 أخذ خلفاء حسين كامل يمارسون نشاطهم بصورة رسمية و بصورة علنية و يتم الإعلان عنها على شاشات الفضائيات التابعة للكتل الحاكمة، و بذلك أصبحنا نعلم علم اليقين بأن الدنانير تؤخذ من ميزانية الدولة بواسطة المشاريع و العقود الوهمية، و بواسطة إجازات الإستيراد الوهمية يتم تحويلها إلى دولارات في البنك المركزي، و تخرج إلى خارج العراق بطريقة رسمية. و تصريحات بعض البرلمانيين تقدر الأموال الخارجة خارج العراق بما يزيد عن 450 مليار دولار و بطريقة رسمية، و سواد الشعب يعاني من الضائقة المالية. و لا حول و لا قوة إلاّ باللّـــه العلي العظيم.