في احايينٍ ما قد يضطر المرء الى أخذِ إجازةٍ زمنيةٍ والتوقف المرحلي او النسبي من الكتابة في الشأن السياسي , خصوصاً حين تغدو الكتابة بصيغةِ مقالةٍ يومية , ويتوجّب في ذلك التقاط الأنفاس وأخذ قيلولةٍ معنوية ” من دونِ وسادةٍ او سرير , ولا حتى الإستلقاء على اريكة , وحتى عدم النوم وقوفاً ! ” , انما بتغيير بوصلة المواضيع الساخنة والإستدارة بِمِقوَد الكتابة نحو مواضيعٍ اجتماعية تسبّبُ اوجاعاً وآلام لكلّ الناس .
O – في الوقت الذي تتبادل شرائح اجتماعية ” عبر الواتس اب او الفايبر والمسنجر ” عبارة ” جمعة مباركة ” مرفقة بباقة ورد او سواها – مع تقديري وتحفّظي لذلك ! – ففي هذه الجمعة المباركة ” كلّ يومِ جُمُعة ” , تضحى شوارع العاصمة بغداد ومراكز المحافظات والأقضية تضُجُّ وتعجُّ بالأوساخ المتناثرة والمنتشرة بطرقٍ غير هندسية ! ” ولا نزعم انها تبلغ مستوى القاذورات ! ” ,
إلامَ و علامَ ذلك .؟ وما الفرق بينَ شعبنا وبقية الشعوب والأمم وشوارعها وارصفتها والطرق والأزقّة الفرعية فيها ! سوى أنّ الحكومات التي امتطت سدّة الحكم في العراق والتي انجبها الإحتلال بشكلٍ غير شرعيّ هي المسببة لكلّ ذلك جرّاء المسافة البعيدة بينها وبين الشعب , ومرفقاً ذلك بأفتقاد هذه الحكومات واحزابها للحد الأنى من الأهلية والمؤهلات لإدارة الدولة , وإلاّ فما هو التعريف الموضوعي والفقهي لشمول عمّال النظافة في امانة بغداد ودوائر البلديات في عطلة يوم الجمعة الإسبوعية , بدلاً من منحهم أجوراً اضافية لممارسة اعمالهم التقليدية , ولا سيما بأنتشارٍ مكثّف للبطالة .! , ثمَّ اليسَ من البديهيات والمسلّمات أن يكون عمل اولئك العمال على ئلاثة وجبات او دَفَعات على مدى ال 24 ساعة .! وهل يضطرّ الإعلام للهبوط الى مستويات هذه الكتابة لولا أنَّ المسألة من الضرورات الحياتية المُلحّة مع غيرها من افتقاد وفقدان المتطلبات الإجتماعية !
O – صارت في تلاشٍ عوامل الدهشة وعناصر الإثارة والإستغراب لدى المواطن العراقي اذا ما استمعَ او قرأ < مصادفةً > أنّ مواداً غذائيةً او ادويةً غير صالحة للإستعمال او ملوّثة قد جرى كشفها والقاء القبضِ عليها في المنافذ الحدودية البريّة او في الموانئ وحتى في المطارات , واضحى المواطنون على يقينٍ مطلق أنّ هذا التحدي تقف وراءه جهاتٌ سياسيةٌ نافذة وتفرض سطوتها حتى على اكثر من ذلك , ومع انّ كلّ ذلك امسى واضحى OK ومن الأمور الطبيعية التي لم تعد تلفت الأنظار , لكنّ أنْ تزدحم وتزدهر ! الكثير من المحلات والسوبرماركت بأعدادها في عرضِ موادٍ غذائيةٍ معلّبة ومدوّن عليها تأريخٌ منتهِ المفعول ” وبحروفٍ ناعمةٍ وصغيرة الحجم ” علناً وجهاراً نهاراً ” حيث الكثير من الناس لا يمعنون التدقيق في هذه التواريخ اثناء التسوّق ” , فهذا يجرّ الى تساؤلاتِ خطرة عن الإنعدام الكامل لفرق المراقبة الصحية والأمنية لمحتويات المولات والمحال التجارية العديدة .! وخصوصاً اذا ما كان هذا التقصي في اجراءات التفتيش والمراقبة مقصوداً او جرّاء الإهمال المزمن والمتوطئ طوال هذه السنين , ونختزل ونقتصر الحديث هنا بأستشهادٍ لتصريحٍ من وزير الصحة د. علاء العلوان ذكرَ فيه : < أنّ 70 % > من الأدوية التي تدخل الى العراق إمّا مُهرّبة او ادويةً فاسدة . ! , فكم من جبهةٍ داخليةٍ مفتوحةٍ على الشعب العراقي عدا داعش والكهرباء والحرائق .!؟