احد عشر عاما وبعض من الايام منذ سقوط صدام الى يومنا هذا ..منذ الايام الاولى ودخول الحاكم المدني بول برايمر الى بغداد وهو يقولب ويصنع لأول مرة في العراق مجلس الحكم الذي اختار عناصرة برايمر حسب الطوائف والقوميات والعلاقات ومن يعتقد ان لهم تأثير على المجتمع او يعتقد ان هؤلاء نخبة العراق واللذين باركوا وهم يمتطون تلك العجلات الامريكية ليدخلوا بغداد وهم يعتقدون الفاتحون من العراقيين اللذين هجروا على يد صدام ومن الاكراد اللذين ومنذ العام 91 لهم علاقات مع امريكا وفرنسا يوم حوصر العراقيين بقررات اممية صارخة حتى على الطيران لتظهر الى
العلن قوة كردية عراقية لا تأتمر الا بما يسوق لها من الخارج وبعض الشخصيات التي تحسب على الشيوخ وأقصد الشيوخ اللذين لهم تاريخ بالاحتلال البريطاني وظلت راسخة تلك العلاقة ليأتي البريطانيين والامريكيين زوار الى قلاعهم ومهابط طائراتهم في بابل والنجف والديوانية والناصرية والرمادي والموصل فيختار بعضهم نواب لمجلس الحكم والبعض الاخر جاء بولائم ودعوات مشبوهه لبرايمر الذي لم ينسى بعض الشخصيات الدينية والأكاديمية لهذا البرنامج ويخرج الى العلن بهؤلاء كقادة جدد يدعون الى الديمقراطية وبناء دولة عصرية يباهي بها الامريكيين الدول الاخرى
ببرنامج يسمى برنامج الشرق الاوسط الجديد ..احد عشر عاما مرت وذهب بول برايمر وسلم العراق من الحاكمية المدنية لبول برايمر الى حكم العسكر الامريكي تحت عباءة وجلباب اشخاص عراقيين يملكون اكثر من جنسية بالاضافة الى العراقية تلك العباءة الممزقة التي يرى تحتها الجيش الامريكي وهو يقود العراق الى طرق وعرة وشائكة ما مر بها هذا البلد سابقا لكن مع طغيان الديمقراطية والضحك على ذقون العراقيين بتوزيع الدولار في رواتبهم ومرتباتهم وهم يستبشرون خيرا بالقادم وتسير السنين وتتغير الافكار على مستوى العالم وتسقط حكومات وتظهر منظمات منظوية تحت اسم
الدين تارة وتحت اسم التغيير تارة اخرى والعراقيين يغزوهم الخدر يتمتعون لأول مرة بالاموال والرواتب الجيدة التي كان العراقي لا يجسر ان يحلم بها حتى الممات وحرية الشتم والسب والقول والفوضى الغير مبررة لشعب للتو يريد ان يقنع النفس انه يعيش الديمقراطية لكن الاعلام الامريكي في الخارج والاعلام الحكومي يسمي كل ذالك بالفوضى الخلاقة احد عشر عاما والعراق يعيش تلك الفوضى الخلاقة لكن بدأ هذا الشعب يبتعد عن فوضاه واصبح يتمناه بعد ان سال الدم في مدنه وتجذر للعلن امرا اخر هو الطائفية والقومية لنجد انفسنا شعبا فارغ الى من امر واحد يملأ جسده
ويزاحم شحوم بطون ابناءه هو تسقيط الاخر من القومية الاخرى او من الاثنية الاخرى او من الطائفة الاخرى ليصبح صوت الرصاص وعويل النساء وتكاثر الثكالى وتزداد ارقام اليتامى وتزدحم ثلاجات الطب العدلي بالجثث المجهولة الهوية والاشخاص المقطوعي الراس وتصرخ المزابل معترضة يوميا وهي تستيقظ على سيلان الدماء في جوفها لتصبح تلك المزابل مرتعا للكلاب والقطط التي لا تستهوي الا لعق دماء العراقيين الابرياء منهم والمجرمين ..
احد عشر عاما ويزداد هذا الرقم يوميا فالولد اللذي كان عمره سبع سنوات اصبح اليوم عمره ثمان عشر عام واصبح مشاركا بفوضى العراقيين الخلاقة ليصبح مقاتلا متطوعا في الجيش او منتميا لأحدى الجهات الحزبية والميلاشاوية وهو يتمختر ولعل البعض من هؤلاء وبعمرهم قبل سقوط حكم صدام لم يعرف صدام ولم يألف اعمال صدام لكنه اليوم اصبح اداة لجهة ما في هذا العراق الذي يعيش ومنذ احد عشر عاما على هامش دولة يقال لها سابقا العراق او ارض السواد او مابين النهرين او بلد النفط او بلد القانون او البلد الاول في الكتابة وما الى ذالك من المسميات .. كل هذا مر على
العراق في هذه الاحد عشر عاما وتعطل كل شيء الا القتل وأزدياد طابور الموتى وقلة الخرق التي تغطي التوابيت الى المثاوي الاخيرة لشباب لا ذنب لهم الا انهم وجدوا انفسهم في اتون حربا يراد منها تصفية امة من كل محتواها الاصلي والشعبي والاجتماعي والاقتصادي ليصبح بلدا لا يعيش الا على وقع خطى الراحلين الاحياء منهم وهم يهجرون داخل بلدهم مرة وخارج بلدهم اخرى ونقول نعم انها اجندات تبشيرية ضد العراق لأنه سند الامة وحامي وحدتها العربية وحارس البوابة واليد التي لايفت عضدها ..
احد عشر عاما وهؤلاء هم انفسهم منذ حكم برايمر وطاولته المستديرة هؤلاء انفسهم يحكمون العراق لم يتغيروا الا في اشكالهم جائوا بشعور سوداء واصبحت اليوم شعورهم بيضاء بعد مرور هذه الفترة الزمنية ولو ان البعض جدد العهد مع شعر رأسه فقرر ان يخضبه بالاصباغ الفرنسية ويتزوج ثانية والامر الاخر كبرت بطونهم من اكل المال العام واصبحوا يتمنطقون بعد ان كانوا لا يعرفون كيف يتحدثون امام وسائل الاعلام ليصبح لهم قنواتهم الفضائية الاعلامية واصبحوا من اصحاب الارصدة في دول الغرب ..بعضهم ولله الفضل تبوأ ولفترة احد عشر عاما اربع وزارات مختلفة في
الاختصاص فمن الداخلية الى الاعمار الى المالية الى النقل الى التعليم العالي والى الكهرباء والى الا ومرة نائب لرئيس الوزراء واخرى نائب للجمهورية وتارة ترى احدهم نائبا في البرلمان يجد نفسه نائبا لرئيس البرلمان بل رئيس للبرلمان نفس الوجوه ولكن ليست بنفس المناصب فكل دورة منصب ومرات عدة نجد احدهم وهو صاحب ثلاث مناصب في آن واحد داخلية ودفاع ورئيس ..الم اقول انها الفوضى الخلاقة يعيشها العراق منذ عقد ونيف من الزمان .