23 ديسمبر، 2024 8:17 م

خلال العام الاول من عمرها , قناة الميادين الفضائية .. اعلام عربي مهني بمصداقية عالية

خلال العام الاول من عمرها , قناة الميادين الفضائية .. اعلام عربي مهني بمصداقية عالية

اوقدت قناة الميادين الفضائية شمعتها الثانية يوم الثلاثاء المصادف الحادي عشر من حزيران هذا العام, والميادين قناة عربية, تبث من لبنان, ويديرها الاعلامي التونسي القدير غسان بن جدو الذي ترك قناة الجزيرة القطرية على خلفية خلاف حول سياسات وتوجه ومصداقية العمل الاعلامي وحياديته في هذه القناة اي الجزيرة .
وبعيدا عن اسباب ترك بن جدو لقناة الجزيرة وخلافه مع المشرفين عليها وموجهيها, نستطيع القول ان قناة الميادين ولدت في زمن تفرّد فيه اعلام القطب الواحد, والذي اصبح  فيه الاعلام العربي ” غير الموجه – ولو بالشكل – ”  والمهيمن على الساحة الاعلامية , ذا توجه واحد منسجم تماما مع التوجه السياسي الامريكي في المنطقة , مرة ينسجم مع هذه السياسة بشكل مباشر وصريح ومرة بشكل غير مباشر ومرة بالشكل ومرة اخرى في المضمون والاهداف . وخلال مراقبتي اليومية لهذه القناة خلال عام وجدتُ انها قناة متميّزة فقد جاءت بنهج اعلامي مختلف عن الاعلام  العربي الشامل والاعلام العربي الحزبي والمحلي الضيق والاعلام الديني والطائفي الذي اضحت تضج به الساحة الاعلامية العربية منذ سنوات . فكانت قناة الميادين بحق قناة عربية بأمتياز تُعنى بكل القضايا المصيرية التي تخص العرب, اضافة الى الاحداث والقضايا التي تهم المنطقة والعالم . وما ميزها في هذا النهج انها تنقل الاحداث بحيادية وواقعية ومهنية وتقرأها بعيدا عن الاجندات والسياسات التي تحكم المنطقة او ترسم مستقبلها وراهنها , فالميادين ” مثلا” ليست كقناة الجزيرة التي تنفذ اجندة امريكية اسرائيلية في المنطقة من خلال مشروع ستراتيجي وبرامج مدروسة بدقة عالية نجت من خلالها هذه القناة ان تحول الصراع العربي الاسرائيلي الى صراع عربي عربي بين دولة ودولة اخرى  او طائفة وطائفة اخرى وما الى ذلك مما لا يخفى على المراقب الاعلامي المهني . والميادين ليست كقناة العربية التي تعكس توجه الحكومة السعودية وسياساتها المكملة للساسة الامريكية ومشروعها في المنطقة , والميادين ليست كالقنوات العربية المحلية التي تُعنى بالمحلي فقط ,  من هنا يظهرلنا ان الميادين قناة محلية في كل دولة يطالها اعلام هذه القناة وهي عربية تغطي بمصداقية عالية وحيادية الاحداث العربية وتداعياتها , وهي قناة دولية  في شؤون دول العالم المختلفة.
ويظل اهم ما يمز قناة الميادين عن سواها من الفضائيات العربية العاملة في الوقت الراهن انها استطاعت اعادة القضية الفلسطنية الى صدارة الاحداث بعد تراجع الاعلام العربي والعالمي عن الاهتمام بهذه القضية ومتابعتها, وقد تبنت قناة الميادين القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها ولكنها ركزت على باب المقاومة فكانت اصدق وافضل واكثر من يغطي قضية المقاومة الفلسطنية ضد اسرائيل بمهنية عالية ولكن بانحياز للحق العربي , مع ان هذا الانحياز اضر بحياديتها الاعلامية المفترضة في مفهوم الاعلام العام والشامل .
لقد غطت قناة الميادين بحيادية ومهنية ومسؤولية عالية خلال العام الاول والوحيد من عمرها احداث عربية هامة مثل الاحداث في مصر وتونس واليمن والعراق ولبنان وليبيا وتميزت عن سواها لا بكثرة المراسلين الذين يقدمون تقاريرهم  وفقا لرؤية محرر الاخبار في مقر القناة بل من خلال الدقة والمصدر الصحيح والمسؤول عن تلك الاحداث ومن خلال تحليلات وقراءات المتخصصين المهنيين لا من خلال الاصوات التي تشتريها القنوات العربية الاخرى كقناة الجزيرة والعربية واخواتها .  
وتميزت قناة الميادين ايضا دون سائر القنوات العربية بتغطية الاحداث في سوريا , الاحداث التي تناولتها جل القنوات العربية من خلال الرؤية الامريكية الاسرائلية الهادفة الى تمزيق هذا البلد والبلدان العربية الاخرى بتأجيج الفتن الطائفية والسياسية والمناطقية والآيدلوجية . لقد نقلت الميادين الاحداث في سوريا بواقعية كبيرة ومن مصادر مختلة , فهي تنقل عن الحكومة السورية ومؤسساتها ومسؤوليها بالتوازي مع نقلها عمّا يصدر عن المعارضات السورية المختلفة وما يحدث معها . وقد شاهدنا مراسلي هذه القناة مرة مع الجيش السوري ومرة مع المعارضة المسلحة وغير المسلحة. واستيطع القول ان الميادين اصدق وادق واكثر قناة غطت الاحداث في سوريا وقد شكلت معادلا اعلاميا مهنيا يواجه اعلام القطب الواحد المتمثل بمحور امريكا وحلفائها. وكشفت الميادين خلال عامها الاول جرائم ارتكبتها جبهة النصرة والقاعدة في سوريا مثل اكل الاكباد والقلوب واعدام الاطفال وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث تلك الاحداث التي تغافلت عنها قنوات الاعلام العربي او بررتها او الصقتها بالحكومة السورية . ولم تعتمد قناة الميادين في عملها على مصدر واحد او جهة واحدة او مصدر مجهول بل اعتمدت على مصادر موثوقة , ومتعددة ومختلفة وصل الحال الى انها اعتمدت بعض المجرمين انفسهم بشكل غير مباشر كمصادر من اجل مصداقية الخبر او التقرير الاعلامي , في حين نرى قناة مثل قناة الجزيرة تنقل معظم اخبارها وخاصة الاخبار الرئيسية في سوريا من خلال مصدر واحد هو ( المرصد السوري ) الذي لا يعرف احد من يدير هذا المرصد ومن يزوده بالاخبار وكل ما نعرفه انه كل يوم يعلن مقتل المئات الاطفال والنساء على يد النظام السوري ولم يذكر هذا المرضد قتيل سوري واحد على ايدي جبهة النصرة والقاعدة واخواتها التي تفجر وتلغم الشوارع والمقاهي والاماكن العامة وتقتل الناس يوميا ولو احصينا ما ذكره هذا المرصد – مصدر اخبار الجزيرة واخواتها – من اعداد القتلى لوجدنا ان اكثر من نصف الشعب السوري قد قُتل , وهذا يكشف كذب وزيف وانعدام مصداقية  هذه القنوات ومصداقية من تنقل عنه اي المرصد السوري .
وفي الوقت الذي تسعى فيه القنوات العربية الى تنفيذ المشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة العربية . نجد قناة الميادين تسعى الى كشف هذا المشروع للرأي العام وتحاول جاهدة ان توضح ستراتيجيته وبرامجه واهدافه التي تخدم اسرائيل لوحدها , والميادين تؤكد من خلال برامجها على ضرورة ان تظل بوصلة المقاومة دوما باتجاه اسرائيل, العدو الحقيقي للعرب, العدو الذي هجّر وقتّل الفلسطنيين واحتل بلدهم , وتسعى الميادين الى كشف المحاور في المنطقة حتى اصبح المواطن العربي المتابع لهذه القناة و برامجها وخاصة برنامج لعبة الامم . اصبح يرى محورين في المنطقة العربية الاول محور امريكا اسرائيل تركيا ” اوردغان” + حكام دول الخليج وبعض حكام دول عربية اخرى ويسعى هذا المحور الى تحقيق “سايكس بيكو” جديد لتقسيم الدول العربية الى دويلات صغيرة بحجم قطر او اصغر منها لتكون قواعد او محميات عسكرية امريكية  واسواق لاسرائيل ومحورها , اما المحور الثاني فهو محور المقاومة الذي يبدأ من المقاومة الفلسطينية ثم اللبنانية مرورا بسوريا وصولا الى ايران . والميادين بكشفها لهذين المحورين فتحت باب الخيار للمواطن العربي في ان ينضم لاي من المحورين .
وعلى عكس القنوات الفضائية العربية التي تبث الفرقة والنعرات الدينية والطائفية والمناطقية بين المجتمعات العربية كما تفعل قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس الذي يقدمه فيصل القاسم  وو ما تقدمه الجزيرة في حوارات احمد منصور, على العكس من هذا  نجد برامج قناة الميادين, اذ تسعى برامجها الى لمّ شمل العرب وتوحيد كلمتهم وتوجيه الرأي العام العربي باتجاه تحقيق المصالح القومية والوطنية العليا , وتواجه قناة الميادين موجة الاعلام الطائفي في القنوات العربية ببرامج تقارب بين المذاهب الاسلامية وتنبذ الارهاب والطائفية وتنشر الوعي الديني الحقيقي كما يفعل الاعلامي البارع والمثقف الاسلامي اللامع زكريا ابو يحيى في برناجه (الف لام ميم )
وفي الختام استطيع القول بثقة ويقين ان قناة الميادن – مع محدودية رصيدها المالي – حققت خلال عام من العمل الاعلامي ما عجزت ان تحققه اعلاميا قنوات عربية رُصدت لها مليارت الدولارات . وان مصداقية قناة الميادين خلال عام فقط تصدرت مصداقية الاعلام العربي , والميادين بهذا التوجه تعد القناة العربية الوحيدة التي تقدم اعلاما نظيفا من المال التجاري والمال السياسي والمال الديني والطائفي والمال الامبريالي الغربي والامريكي خاصة . وانها تقدم اعلاما مهنيا محايدا مسؤولا نزيها ينتصر بالضرورة للحق واصحابه .