18 ديسمبر، 2024 10:59 م

عاشرْ أخا ثقةٍ تحظى بصحبته   فالمرءُ مكتسِبٌ من كلّ مصحوبِ
كالرّيح آخذةٌ حين تمرّ به      نَتْنٌ من النتنِ والطيْبُ من الطيبِ

هذا القول ينسب للامام علي عليه السلام , وهو كلام واضح ولايحتاج الى تفسير , ولايخفى على اللبيب فمن يريد ان يعرف شخصية ما , عليه معرفة اصحابه فكما يقولون الطيور على اشكالها تقع , والطبقةالسياسية الحاكمة مثل المثل القائل ( خلالات العبد ) فهذه  غير نجسة وهذه قليلة نجاستها وتلك اكثر والاخرى نجسة بالكامل , منذ 2003 ونحن نشاهد الاصطفافات السياسية بتغير دائم , اذ يتنقل السياسي من هذا الحزب الى ذاك , ومن هذا التحالف الى تحالف اخر , والاصطفاف يتغير بتغير مصالح هذا السياسي او ذاك , قلة هي الشخصيات السياسية والاحزاب الوطنية التي انتبهت الى هذه الاصطفافات الخاضعة لمصالح مشبوهه اقل مايقال عنها انها اصطفافات طائفية تخدم مصالح شخصية وفئوية, ونائت عن نفسها  واتخذت لنفسها موقع متميز بعيد عن هذه الامراض التي دخلت مع الاحتلال حالها حال الايدز والمخدرات والحشيشة , فالطائفية هي بيت الداء وهي مرض خطير لاتقل خطورته عن اخطر الامراض خبثاً

في هذه الايام افرزت الاحداث اصطفافات اخرى جديدة لاتختلف بالمضمون لكنها تختلف في الشكل فقط , اقصى اليمن التقى مع اقصى اليسار وهذه قاعدة سياسية معروفة وليست بالجديدة , ان مايحدث هو تغيير للعنوان فقط , كأنك كنت تسكن في منطقة وانتقلت الى منطقة اخرى بنفس اثاث بيتك لاشيء تغير , ولكن المواطن البسيط الذي يتطلع الى الخلاص قد يتوهم ان خلاصه يكمن بتحالف فلان مع فلان وكلاهما من خلالات العبد ولاتختلف بطعمها عن الاخرى , كان السيد المطلك وكذلك السيد حيدر الملا يعيبون على السيد المالكي استخدام ملفات ضد خصومه عند الحاجة والان كلاهما المطلك والملا يستخدمون نفس الاسلوب ويهددون خصومهم بكشف ملفات خطيرة عنهم اذا تمادوا بالحديث عنهم اي بالحديث عن المطلك والملا  . غالبية السياسيون الجدد او بما يطلق عليهم سياسي الصدفة كانوا فاعلين في النظام السابق فهذا وكيل امن وذاك عنصر مسؤول في المخابرات وبالخصوص في جهاز حنين المسؤول عن تصفية المعارضة والاخر كان يحتل مركز مرموق في الوزارة الفلانية وذاك ضابط توجيه سياسي وبعضهم كان مسجون بتهمة السرقة , واخرين كانوا ادوات قتل للعراقين ,  واخرين تركوا العمل السياسي حين غادروا العراق وعاشوا حياتهم بطولها وعرضها , السؤال هنا هل العراق يخلوا من سياسين تأريخين قضوا حياتهم في الكفاح السياسي والنضال من اجل الشعب , نعم      للعراق احزاب وطنية معروفه وقدمها قدم تأسيس دولة العراق , احزاب قدمت ابنائها قرابين على مذبح الحرية ولأن هذه الاحزاب الوطنية الديمقراطية غير موجودة في مركز القرار وابعدت  قسرا عن السلطات الثلاث تبدو الحكومة  عرجاء و متعثرة دائما
ولان هذه الاحزاب لاتملك المال ا لعام ولاتملك السلطة  بمنح الامتيازات لغرض كسب المزيد من الاصوات لم تستطع مجارات هذه الاحزاب الطائفية , وقد حانت الساعة الان لتلعب دورها التأريخي فنحن نعتقد ان الفساد صار واضحا للمواطن العادي وعليه ان يختار مابين الصالح والطالح 
على مضي سنين كان الاعلام الحكومي والاحزاب الحاكمة  تقول ان مشعان الجبوري كذا وكذا مختلس ومعادي للتغيير ومحكوم عليه والان اصبح من مقربين بعض الرموز الحكومية المهمة وقد يتحالفون معه وكذلك صالح المطلك بعثي ووكيل السيد ساجدة وووو والان هو سند قوي للسيد  المالكي وكذلك حيدر الملا الذي كان يملْء الفضائيات ضجيجا ضد السيد المالكي ودولة القانون الان اصبح من المحظيين لدى السيد المالكي وقبل هذا وذاك كان السيد علاوي والسيد المالكي على وئام ومن بعدها صاروا الد الاعداء , السيد مقتدى الصدر كان لايطيق السيد علاوي وطرده من كربلاء او النجف شر طرده و الان اصبحوا على انسجام , نعم اعداء الامس  صاروا اصدقاء اليوم , واصدقاء الامس صاروا اعداء اليوم وهم في تغير مستمر الى ماشاء الله ولن نستغرب غدا اذا ظهر الدايني والهاشمي في بغداد ويستقبلهم عزت الشابندر فكل ماحصل هو عركة حبايب

كل هذه الخلافات والحميمية لم تعكس الفائدة للمواطن العراقي  فلا مصلحة له بخصومة هذا الطرف مع ذاك الطرف سوى بتحسين وضعه الامني و المادي والاجتماعي وفي كلا  الحالتين لم تتحسن الاوضاع ولن تتحسن مهما انقلبوا او تصالحوا  , اذاً هذا الجفاء وتلك الحميمية محصورة مابين المتخاصمين فقط ولامصلحة للمواطن فيها , يعني شفناهم فوك وشفناهم جوه
خلاصة الموضوع , اذا كان المواطن يرى ان السيد صالح المطلك عدو للسيد المالكي وكان يرى السيد مشعان الجبوري سارق ولص وارهابي وكان يرى حيدر الملا مأجور ضد دولة القانون , ماذا يقول الان اذا شاهد السيد المالكي والسيد المطلك والسيد مشعان وحيدر الملا على طاولة واحدة وقبلهم جميعا كان عزت الشابندر منضوي تحت لواء السيد علاوي والان هو كبير مفاوضين دولة القانون , ماذا يقول وهويشاهدهم  يضحكون ويأكلون ويشربون سوية والمصور  يأخذ لهم صورة جماعية للذكرى وللتأريخ  , حينها سيعرف المواطن كيف يختار ممثليه