19 ديسمبر، 2024 4:32 م

خلاقيات وثقافة الحوار

خلاقيات وثقافة الحوار

المقدمة :
كلنا يعلم ان اي حوار كان وأيا كانت طبيعته ونوعه وتخصصه هو ان يضم مجموعة من المتحاورين, لغاية او موضوع محدد للحوار به وانضاجه ووضع الحلول للقضية المطروحة او الخروج بمقترحات تسهل انجاز القضية موضع الحوار والنقاش ،وما نحتاجه هو الاستماع والمشاركة في حوارات جدية وفعالة تعالج موضوعات تهم حياة الناس وتبتعد عن الامزجة الشخصية وسلطة صاحب الوسيلة الاعلامية
لماذا الحوار :
ان المنطق بقول ان اقول رايي وتقول رايك وان تسمع ما لدي واسمع ما لديك اذا كان هدفنا نحن المتحاورين هو خدمة المجتمع وليس لغرض او هدف شخصي او فئوي ،وان نوصل مالدينا من افكار الى الناس بكل سلاسة و وضوع بعيدا عن المماحكات الكلامية والاغراض الشخصية ،لكي ياخذ الحوار معناه ويحقق اهدافه وان يكون الحوار مستند الى اخلاقيات الحوار وضوابطه المعلوماتية العلمية والاخلاقية مدركين ان عالم اليوم قد تغير كثيرا وتعددت الوسائل وتنوعت السبل في تبليغ الرسائل وحملها الى المتلقي بسهولة وامان ومصداقية رغم بعض الاشكالات في مصداقية بعضها وتحيزها وتنفيذها الى اوامر مالكيها ،المهم ان الذي يعنينا هو القيمة المعلوماتية للحوار وزمانه اي توقيت اطلاقه واهمية القضية المطروحة للحوار وعلاقتها بحياة الناس اقتصادية سياسية اجتماعية خدمية الى اخره من الموضوعات التي تلامس حياة الناس ،نقول ان عصر العولمة وفر للناس البدائل في اختيار الوسيلة الاعلامية كما وفر سرعة تداول الموضوعات ووصولها ، كل ذلك يتم بفضل التقنيات الحديثة من اجهزة التلفاز وشبكة الانترنيت والهواتف النقالة والخلوية ،حيث بإمكان المتلقي ومن خلال مشاهدة التلفاز المتوفر في كل البيوت تقريبا وفي الاماكن و المؤسسات العامة،ان يطلع ويتابع العديد من الندوات والمحاضرات والمناظرات العلمية والادبية والثقافية والسياسية الخ من الموضوعات لبرامج متعددة يغلب عليها الطابع الحواري وبأساليب وسيناريوهات معدة الغاية منها شد المتلقي في متابعة هذه البرامج وكسبه وتفاعله حتى يصل الامر احيانا بالمشاركة الفاعلة من خلال عملية الاتصال بالقائمين على البرامج وطلب المشاركة في الحوار وابداء الراي وما ينطبق على برامج الاذاعة والتلفزيون ينطبق على المشاركين في الندوات والحوارات المفتوحة وكذلك الامر بالنسبة للمشاركين في حوارات مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنيت الفيس بوك الاسنستكرام
والأكروبات عبر الماسنجر و الواتس اب وغيرها من التطبيقات الحديثة والتي تطلق فيها الحوارات والآراء والافكار المختلفة وبالرغم من ان المتعارف عليه هو ان المتحاورين دائما ند لبعضهما الا ان القاعدة العلمية تقول ان كل حوار جاد ومثمر بعطي ثماره بسرعة خاصة في طل الانظمة الديمقراطية لا نه يمثل ارادة مجتمع وقبول من قبل نخبه ومثقفيه
.
دقة الراي وحكم الظروف :
كلنا يعلم ان الآراء الصحيحة والمنطقية دائما تفرض نفسها وان التطرف ولي الحقائق حبلها قصير وسرعان ما تنكشف وربما تمون الآراء في الوهلة الاولى متضادة ولكنها في حقيقة الامر محكومة بظروفها فالراي الذي يصلح لظرف او موقف ما قد لا ينفع او يصح لموقف وظرف اخر وهكذا فان النظر الى المسالة الواحدة قد يكون من زوايا وجوانب متعددة وكلها صحيحة ومنطقية سواء كانت متفقة مع بعضها او متضادة ومتضاربة والذي يحكم صحتها وصوابها هو الظرف او الزمان او المكان وغير ذلك من العوامل المختلفة لا نستبعد منها ما هو سياسي واجتماعي واقتصادي

ثقافة الحوار :
إنّ الإنسان كائنٌ متفاعلٌ مع المجتمعِ، ويحبّ أن يعبّر عن نفسهِ وقناعاته، من خلال عرضِ أفكاره على الآخرين ومشاركتهم ما توصّل إليه خلال رحلته في الوصول إلى الحقيقة. فيلجأ الإنسان للتواصلِ مع الآخرينَ من خلال الحوار. إذ يُعرّف الحوار لغةً بأنّه الجواب، وقيل المحاورة: المجاوبة والتحاور التجاوب، أمّا اصطلاحاً فيُعرّف الحوار بأنّه حوار يجري بين شخصين أو أكثر حول موضوع معيّن، للوصول لهدف معيّن.(1) أمّا ثقافة الحوار فتعني قبول الآخر بما هو عليه من اختلاف دينيّ أو مذهبي أو عرقيّ أو سياسيّ، واحترام التعدديّة عند الاستماع للطرف الآخر ولآرائه.(2) ويعدّ الحوار ثقافةً لأنّه مبنيّ على مجموعةٍ من الأسس والآدابِ التي تجعل منه أداةَ تواصلٍ هادفة، تقرّب الأشخاص من بعضهم وتزيد من التواصل الثقافيّ في مختلفِ المجالاتِ، وتزيد من تقبّل الآخرِ، وترتقي بجميع الأطرافِ المتحاورةِ.(3)

اولا :مفهوم الحوار واخلاقياته :
يُعرف الحوار بأنّه نوع من أنواع الخطاب الإنسانيّ أو الحوار الدينيّ أو الثقافيّ؛ وقد يكون في مختلف المواضيع الاجتماعيّة والسياسيّة والإنسانيّة وغيرها، فهو شكل من أشكال الخطاب الدينيّ والثقافيّ الموجّه. وقد يعرّف الحوار بأنّه فن من فنون الكلام والمحادثة، وصيغة من صيغ التواصل والتفاهم، وأسلوب من أساليب العلم والمعرفة، ومنهج من مناهج الوعي والثقافة. وعند إجراء حوار بين شخصين أو أكثر لا يكون الهدف مجرّد جدال، أو تبادل آراء، بل هو وسيلة للتواصل والثّقة والتفاهم والتحدّي والنّمو والتطّور.(4) ويمكن أن يُعرّف الحوار بأنّه نشاط عقليّ لفظيّ يقدم فيه المتحاورون الأدلّة والحجج التي توضّح وجهة نظرهم، للوصول لحلّ مشكلة أو توضيح قضيّة ما. وهو نقاش يديره أطراف الحوار بطريقة متعادلة ومتزنة وبحريّة تامة، من خلال تبادل الأفكار والآراء بين المتحاورين،

التعاون على معرفة الحقيقة اذ يعدّ الحوار ضرورة لإشباع حاجة الإنسان للاندماج والتواصل مع محيطه
اما عن ابرز شروط الحوار الملتزم والمنضبط فانها تتمثل بالاتي :
.
1 – الآداب العامة واحترام الراي الاخر:
يدور الحوار بين شخصين أو أكثر، ضمن مجموعة من الآداب التي يجب على الجميع الالتزام بها أثناء الحوار، وذلك لينتج عنها حوار ناجح ومنتج، وحتى لا يحصل أي خلاف أو ضغينة بين الأشخاص. فالحوار الذي يتحلّى بالآداب، يكون حواراً ذا قيمةٍ علميّةٍ، مع الوصول للفائدة المرجوّة منه. فهو يسهم في بناءِ جسورِ الثقة بين الأطراف رغمَ اختلافِ أفكارهم وآرائهم، ويسعى للوصول للقواسمِ المشتركةِ بين الأطراف، كما يساعدُ على التخلص من الأفكار الخاطئة. لذا فإنّ الحوار الجيّد يجب أن يكونَ ملتزماً بالآداب أكانت آداباً نفسيّة، أو لفظيّة، أو علميّة. وهذه الآداب مهمّة لضمان استمراريّة الحوار، وتبقى مهمّة حتى بعد انتهاءِ الحوارِ لضمانِ تنفيذِ النتائجِ التي توصّل إليها الحوار. وفيما يلي مجموعة من الآداب التي لا بدّ من أن يلتزم بها كلا الطرفين للوصولِ للحقيقة٥]

2 – الآداب النفسية :
يكون الحوار متقلّباً منذ بدايته حتى نهايته من الناحية النفسيّة بين الأطراف المتحاورة، لذا يجب اتباع بعض الآداب التي تبقي على الحوار ضمن إطاره الصحيح، ومنها:(5) الصدق: فيكون المحاور صادقاً في كلامه حتى يكسب احترام وثقة الطرف الآخر، فتزداد قدرته على الإقناع. الحلم والصّبر: لا بدّ من أن يتصف المتحاور بالصبر، فيكون لديه الصبر على مواصلة الحوار حتى آخره، ويتحمّل أيّ سوءٍ يصدر من الطرف الآخر، وأن يصبر على رغبته في الفوز بالحوار. حسن الاستماع: وهو أهمّ ما يمكن أن يقدّمه المتحاور من احترامٍ للطّرف الآخر، فلا يقاطعه فيقطع له أفكاره، ويخالف عادة أدب الاستماع. الاحترام : إنّ اختلاف الآراء والأفكار لا يفسد الودّ ولا يولّد الضغينة، فعلى المتحاورِ أن يحترمَ الطرفَ الآخر مهما اختلفَ معه في الأفكارِ، وأن يتقبّل الحق حتى لو تسبب ذلكَ بخسارته. الآداب اللفظيّة إنّ اللّسان هو أداة الإنسان في عرض أفكاره وآرائه، فعليه أن يكون حذراً أثناء التحدث في الحوار لما يتلفظ به من كلمات ويستخدم من ألفاظ. فبعض التعابير قد توصل رسالةً خاطئةً للمتلقّي، فتثير الفتنة والمشاكل. وعلى المحاورين أن يبتعدوا عن الكذبِ أو التجريح والاستهزاءِ، أو رفعِ الصوتِ بقصد الإيذاء. كما يجب الابتعاد عن الألفاظ المبهمة غير الواضحة، والأساليب التي يُقصد بها الإطالة واستئثار المتحدثِ وقتَ المحادثة لنفسه الآداب العلميّة لنجاح أيّ حوارٍ لا بدّ من الالتزام بالمبادئ العمليّة للحوار، وتتلخص فيما يلي:
ا – العلم: إنّ الخلفية العلميّة مطلبٌ أساسيّ لإيجاد حوارٍ ثريّ وخالٍ من الأفكار الخاطئة غير المبنية على أساسٍ علميّ. والدخول في حوار دونَ اعتمادِ الأفكار العلميّة يعرّض المتحاورَ للإحراج وعدم التقدير، ويبيّن الوهن في الأفكار التي يعرضها المحاور.
ب -البدء بالأهم: فيكون الحوار منطلقاً من المحاور المهمّة استغلالاً للوقت. الدليل: لأنّ كلّ معلومة تحتاج لبرهان يدعمها، فعلي المتحاورين إيجاد ما يعزز ويؤكد اقوالهم بالمزيد من المعلومات وهنا تاتي الحاجة الى ان يعتمد المحاور الدلائل والحجج والبراهين التي تقوّي و تعزز الفكرة أو الرأي المطروح. طرح الأمثلة: فعادةً ما تكون الأمثلة مرآةً تقريبيّة للأفكار، وتجعلها أكثرَ واقعيّة وفهماً للطرفِ الآخر.
مستويات الحوار:

يقسّم العلماء الحوار إلى مستويين رئيسيين يتخذهما المتحاور، اعتماداً على الطرف المشارك في الحوار. (6)
النوع الأوّل:
هو الحوار مع الآخر، الذي يكون بين شخصين أو أكثر حول قضيّة ما بهدف الوصول للحقيقة، ومع مراعاةِ آداب الحوار المختلفة، وبطريقة علميّة ودونَ الحاجة للوصول للنتيجة بشكل فوريّ. ويتميّز هذا الشكل من مستويات الحوار بكثرة استخدام الجمل التعجبيّة والاستفهاميّة والجمل التي تحتوي على الأمر والطلب. وقد يكون الحوار مع الآخر سلبيّاً أو إيجابيّاً، فإذا كان الحوار يتخذ منحنى تعصبيّاً، أو عدوانيّاً، فهو سلبيّ لا جدوى منه سوى الخلاف والعناد. أمّا إذا كان الحوار يهدف لإيصال رسالة، أو الوصول لحقيقة، والأطراف فيه ملتزمون بالاحترام، والواقعيّة، وتقبّل الآخر، فهو حوارٌ إيجابيّ ينهض بالأمّة.
النوع الثاني للحوار فهو:
الحوار مع الذات. فيكون الشخصُ في هذا المستوى متحاوراً مع ذاته روحانيّاً أو داخليّاً، بشكلّ سريّ دونَ أن يشاركه الآخرون الأفكار التي تدور داخله. وهو أشبه ما يكون بتحدث الشخص مع شخصٍ آخرَ وهو هنا صوت داخليّ يمثل الشخص نفسه. ويعدّ هذا الحوار مهمّاً للإنسان، فهو يقلل الاضطراباتِ، ويولّد تناغماً وتصالحاً للإنسان مع نفسه راي الفرد مرآة نفسه(7):
يكتشف من يراقب الحوار اي حوار المشاركين وعقليتهم ومستواهم الثقافي والفكري وحتى روحية ونفسية المشارك من خلال منطقه والمعلومات التي يمتلكها فعن الامام عليي (ع) انه قال (اللسان ترجمان الجنان ) (8) و قوله تعالى( والله يشهد ان المنافقون لكذابون
(9)وفي ذلك اشارة واضحة للمنافق صاحب الوجهين الذي لا يثبت على را ي او ان يكون على الحياد تعد حالة سلبية تماما وتدل على ضعف شخصية الفرد بحيث انه لا يستطيع ان يكون لنفسه رايا خاصا به عما يختلج في اعماق نفسيه وما يختزن في عقله من اراء وافكار و اراء وخبرة فالمشاركة في النقاش مع الاخرين وطرح الشخص رايا معين في حينها ،هو امر مهم وضروري جدا اذ من شانه ان ينمي شخصية الفرد و يرتقي به الى ما هو افضل وعكس ذلك سينظر له نظرة سلبية
ان الحوار في حياتنا إيصال المعلومات، فالإنسان حين يريد أن يوصل فكرة أو معلومة معينة إلى الناس يستخدم لغة الحوار من أجل إقناعهم بفكرته. تصحيح الأفكار الخاطئة والعقائد المشوهة، فهناك العديد من الناس يؤمنون بأفكار قد تخالف أساسيات الدين أو معتقداته، فالحوار وسيلة لا قناع الفرد بخطائه. (10)تقوية الشخصية وتحسين التعامل مع الآخرين والإصغاء لهم، فالإنسان حين يحاور يجب أن يتقبل النقد وآراء الناس. اعتباره السبيل الوحيد لإقناع المخالف، ومفتاح قلبه لطريق الحق، فهو حجة على المخالفين وأهل الباطل. طريقة للتعامل الإنساني بالحضارة ورقي بعيداً عن استخدام العنف والهمجية لفرض الراي على الآخر. (11)
الخاتمة::
تبقى الحاجة الى الحوار مسالة مهمة وملحة لأي مجتمع من المجتمعات وتزداد الاهمية في المجتمعات المتطلعة نحو التقدم ذلك لتنوع الموضوعات النابعة من مشكلات حقيقية تعترض مسيرة تقدم هذه المجتمعات مما يتطلب اشراك مختلف الفعليات لوضع الحلول وفي المقدمة منها فعاليات وبرامج وسائل الاعلام المختلفة ان اكثر ما يركز عليه المعنيون بهذا الموضوع ان يخلق الحوار نوع من التجانس والتناغم بين المتحاورين لا التنابز والتنافر لان ذلك يؤدي الى مضيعه للوقت وتشتت الافكار والابتعاد عن المهمة الاساسية التي نظم من اجلها الحوار

المصادر

(1) د.عبدالله آل مبارك (12-1-2006)، “قراءة في مفهوم الحوار وأديباته”، جريدة الرياض، العدد 13716، صفحة 1.(1)
(2) د.عبدالحميد الأنصاري (20-5-2017)، “ثقافة الحوار.. كيف نفعلها؟”، صحيفة الأيام البحرينية، العدد 10268، صفحة 1.
(3) أ.د حسين جمعة (2008)، “ثقافة الحوار مع الآخر”، مجلة جامعة دمشق، العدد 3، المجلد 24، صفحة 11،15. بتصرّف
. (4) أ.د.محمّد أحمد (2008)، الحوار منهجاً وثقافةً (الطبعة الأولى)، قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة القطرية، صفحة 19،20. بتصرّف.
(5)جامعة الجزيرة (2016)، مبادرة الجامعة عن الحوار المجتمعي والوطني، صفحة 7،9،10،11. بتصرّف.
(6)د. عمر كامل (2011)، آداب الحوار وقواعد الاختلاف ، السعودية: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 7-16،18،20. بتصرّف.
(7) فاطمة القحطاين (2011)، الحوار الذاتي مدخل التواصل الإيجابي مع الآخرين، الرياض: مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، صفحة 14-19،22،35. بتصرف
ا انظر ايضا :. أ.د.محمّد أحمد (2008)، الحوار منهجاً مصدر سابق

(8) مجمد الريشهري ميزان الحكمة محمد الريشهري الجزء4 الصفحة 6 277
(2) (9)سورة المنافقون الاية 1
د (3) (10)انظر د. عمر كامل،اداب الحوار وقواعد الاختلاف 2011

(11) عمر كامل اداب الحوار المصدر نفسه لمزيد من المعلومات راجع
مصادر اطلع عليها الباحث
lls, Including Examples”، www.thebalancecareers.com, Retrieved 20-6-2018. Edited. Zoe B, “How to Be More Persuasive”، www.lifehack.org, Retrieved 20-6-2018. Edited. Siobhan Harmer, “6 Ways To Influence Others”، www.lifehack.org, Retrieved 20-6-2018.
Edited. Jeff Thompson
مُرسل من بريد Yahoo لجهاز iPhone

أحدث المقالات

أحدث المقالات