كان اتباع عيسى، عليه السلام، ينادون بالخلاص. فتبعتهم فتاة قد خرجت من خطيئتها. فقالت:
“هؤلاء هم عبيد الله العلي الذين يخبرونكم عن طريق للخلاص”. ثم امنت.
فلما رأى اهلها ان مصدر ربحهم قد توقف، امسكوا بالمصلح ورفيقه. فأتهموهما بنشر السلام وتعليم امور شاذة ومنافية لقانون تلك المنطقة. وصار الناس يشتمون المصلحين، وضربوها وسجنوها.
وامروا السجان ان يحرسهما بكل حذر. وفجأة، حدث زلزال. فأنفتح باب السجن.
استل السجان سيفه، وكان على وشك ان يقتل نفسه، لانه ظن ان المسجونين قد هربا. لكن المصلح صاح قائلا:
” لا تؤذي نفسك لاننا هنا “. لم نخرج.
فأسرع اليه السجان وخر على ركبتيه وامن برسالة المسيح عليه السلام.
وبعد ان اخرجهما من السجن سألهما،” ماذا ينبغي ان افعل لكي اخلص ؟”.
فقالا له:
” امن بالرب فتخلص انت واهل بيتك “.
هذه، قصة الخلاص، لسجان من مصادر مسيحية…
? لكن الاتجاه المادي، يرى ان هذا مجرد هراء، وهروبا من الواقع، الى عالم الوهم والميتافيزيقيا، لاجل الكسل والتكسب…
قالوا:، ان الدين افيون الشعوب..
وان عصر المعجزات قد انتهى..
? ان الخلاص، يكون بالجد والعمل في طريقين.
◾الطريق الاول.
ان يتطور القانون ويحقق السعادة للفرد، ثم المجتمع.
◾والطريق الثاني.
ان تتقدم التكنولوجيا، خطوات اوسع، واشمل لتحقق السعادة للفرد والمجتمع.
? ويمكن القول:
ان الاتجاه الديني، رد على الماديين، كالتالي:
◾اولا. ان الانسان، له بعد مادي، واخر معنوي. وان الاهتمام بالجانب المادي فقط، يضعف الجانب الروحي والمعنوي، عند الانسان ثم يجعله سجين الماديات. وبذلك يخسر ماهيته وحقيفته وفطرته.
◾ثانيا. ان الوجود ليس ماديا، بحتا. لاننا نجد الحوادث الغريبة، كالاحلام والرؤى، وحالات التخاطر والتنبوات… كما في مجال الباراسيكولوجي..
كذلك، حالات السحر وحوادث الجن والملائكة وغيرها…
واذا صحت حادثة غيبية واحدة فقط، فهذا يزعزع اقوال الماديين، كافة.
◾ثالثا. ان السعادة والخلاص، لا يتحقق بتشريعات، يفرضها عدد من الافراد، سيطروا على قمة الهرم في السلطة.
والتشريعات، تعدل باستمرار، مع مرور الزمن. دلالة على عدم دقتها. وبسبب قصور عقل المشرع، وبسبب المصالح السياسية او الشخصية.
◾رابعا. اما التكنولوجيا المتقدمة، فهي تحقق الراحة، لمن يمتلكها. ويمكن القول، انها حصة الاغنياء.
مثلا، الروبوتات، ورحلات الفضاء، لن تكون متاحة للبشرية كافة.
لذلك، لا يمكن للبشرية، الخلاص بالتقدم التكنولوجي فقط. بل قد يكون سببا لفناء البشرية، كما قد حصل فعلا، في الحروب السابقة.
? وهكذا يتنافس الطرف المادي والديني.
وبالتالي، ان الصراع او التنافس بين منهجين او معسكرين هما.
? الاتجاه المادي الذي يتعامل مع الواقع الملموس والمحسوس، ساعيا الى السعادة (الخلاص المادي) باستخدام الماديات.
? بينما يرى الاتجاه المعاكس، اي الديني، ان الخلاص، معنوي.
◾ويمكن القول، ان هذا الصراع او التنافس، يستمر، حتى يحقق الاتجاه المادي ما وعد به البشرية، فيندحر الفكر الديني او …
◾او يحصل العكس.. يعني يفشل المشروع المادي.. ويحصل لدى البشرية حالة من الياس، ثم البحث عن حل اخر. او البحث عن الخلاص، والمخلص.
? ويبدو ان الخلاص يرتبط بالمخلص، وهو:
◾اما يكون المسيح عليه السلام..
◾او المهدي المنتظر عليه السلام
◾ او كلاهما..
وغالبا، تدور الاحاديث عن موعد ذلك الخلاص، او ظهور المخلص… ويمكن القول بالملاحظات التالية:
? يمكن القول:
يحتاج الخلاص او ظهور المخلص، بمعناه، المرتكز عند الغالبية، التالي.
◾اولا. يمكن القول، ان الخلاص، يتطلب وصول البشرية الى حالة الياس، من الانظمة المادية الحالية، وهذا يعني فقدان الثقة باداء الحكومات الحالية.
الا ان البشر حاليا، يؤمن بالوضع السائد.
فهل وصل البشر الى حالة الياس من الانظمة العظمى؟
بل، ان البشرية، غالبا، تؤمن بالنظام العالمي الجديد. وتامل منه المزيد.
◾ثانيا. ان فشل الاتجاه المادي، يعني فشل الانظمة في معالجة الازمات.
فهل فشلوا الان؟
بل ان البشرية تنتظر الانجازات الطبية، واحدة تلو الاخرى.
◾ثالثا. ذلك يعني ان الازمات تتكاثر وتتعمق، حتى تضيق الارض بما رحبت..
فهل وصلت الان؟
لا زلنا، كبشر، ماديين، نؤمن بالحلول المادية، وبعضنا، يعمل لاجل اثبات قدراته الذاتية، بالضد من السماء..
◾رابعا. ويبدو، ايضا، ان الخلاص قد يحتاج، ان ترجع البشرية الى ضميرها، الفطري، وتلجا الى الله تعالى، لاجل الخلاص.
فهل لجات الى ربها الان؟
◾خامسا. قد يحتاج الخلاص، او ظهور المخلص، ان تنتظر البشر مخلصا لها، وان يتوجه العقل الجمعي، باحثا عن المنقذ؟
فهل حصل هذا؟
وكم تحتاج البشرية (غربا وشرقا) من تجارب ووقت، حتى تحدد اختيارها..؟
ثم ان شعوب الدول العظمى، المترفة، كم تحتاج من الوقت لتصل الى حالة الانتظار؟؟
? ويتهم الماديون، اهل الدين بالتطرف.. ويرد الثاني، بان المادية، انجبت اكثر من ديكتاتور او سفاح، كان سببا لاكثر من حرب.
واعتقد ان معسكر الماديين متفاوت في المستوى، كما هو الحال عند المتديين.. الا ان المقصود هنا، هو الاتجاه الفلسفي والعقائدي، المادي او الديني .
هذه اسطر… لاجل التفكر.