23 ديسمبر، 2024 12:55 ص

خلاص، الديك صار (يبيض)!!!

خلاص، الديك صار (يبيض)!!!

أكد طبيب بيطري في ناحية سيد صادق ضمن حدود محافظة السليمانية في العراق اليوم السبت، العثور على (ديك يبيض)، وقال الطبيب أن هذه الحالة النادرة حصلت بسبب التغيير في هرمونات الديك،

فيما قال صاحب الديك أن (ديكه) باض لحد الآن أكثر من (30) بيضة، مشيرا الى أن الديك يتزاوج من الديك والدجاجة أيضا… هذا وفقا لما نشرته بعض المواقع الإخبارية.
يبدوا في العراق أنَّ كل شيء مخالف للقوانين الطبيعية والوضعية والعلمية بات قابل للحدوث، بشرط أن يحدث تغييرٌ في الهرمونات، فالديك صار (يبيض) لحدوث تغيير في هرموناته،

وبهذا تنتهي قصة المقولة العراقية الشهيرة: (الديك يبيض؟!!!) وهو سؤال اعتراضي يُطرح على من يصدق الأمور المخالفة للعقل والعلم والمنطق والأخلاق !!! فالديك صار يبيض… خلاص.

حادثة هذا الديك (البيض) فكت الرموز والطلاسم حول ظاهرة تصديق كل ما خالف العقل والعلم والمنطق والأخلاق السائدة بقوة في العراق، حتى صار كل من يخرج عن ركب هذه الظاهرة يُتهم بأبشع التهم والأوصاف، وقد يتعرض للقمع!!!!

يبدو أنَّ ثمة تغيرا حدث في الهرمونات العقلية والفكرية والإدراكية والتميزية عند من يسير في ركب هذه الظاهرة، بحيث أدى الى شياع وسيادة ظاهرة التصديق والاعتقاد بالأمور المخالفة للعقل والعلم والأخلاق، يقابل ذلك رفض ومحاربة كل ما اقرَّه العقل والمنطق العلمي والأخلاق!!!!

الطبيب البيطري لم يبين في تصريحه من هو المسؤول عن احداث التغيير في هرمونات الديك؟

لكن التجربة والواقع العراقي كشف أن من قام بعملية التغيير في الهرمونات العقلية والفكرية والإدراكية والتميزية، والتي أدت على سيادة تلك الظاهرة هو المؤسسة الدينية التقليدية (الكهنوتية) التي عمدت على طول الخط على تغييب، بل الغاء العقل والإدراك والتفكير والتمييز، لكي تضمن تقبل أتباعها لكل ما تطرحه عليهم من أفكار وعقائد وطقوس وخرافة مخالفة للعقل والأخلاق والمنطق العلمي وقائمة على الجهل والخرافة والدجل، للمحافظة على مصالحها الشخصية المتمثلة بالسلطة والجاه والمال،

وكانت استجابة اتباعها لعلمية التغير الهرموني عالية جدا، خاصة وأن هذه العملية كانت “مقدسة” لأنها تمت تحت غطاء الدين والمذهب، لتبدأ بذلك أكبر وأخطر عملية انقلاب في الموازين والمقاييس والمعايير في التأريخ البشري قادتها المؤسسة الدينية الكهنوتية، فكان (الديك يبيض) في العراق قبل اعلان الطبيب البيطري الجديد عن الديك الحيواني، لأنَّ المؤسسة الدينية هي من شرَّعت (الديك يبيض) وصدقها الأتباع!!!

فمن تلك الموازين والمعايير التي انقلبت راسا على عقب، وصدقها الجميع الا الأندر هي أنه صار الاحتلال تحريرا والمحتل محررا، والفساد اصلاح، والمفسد مصلحا، والتبعية وطنية، والذل حرية، وانتخاب المفسدين واللصوص و الطائفية والتفكير والاقصاء والتهميش والقمع والجهل والخرافة، وتهديم مساجد الله وحرق القرآن الكريم هي الدين والمذهب والايمان والعقيدة والولاء !!!!!

بينما صار الإصلاح الحقيقي فسادا، والوطنية الصادقة ورفض الاحتلال والتبعية ، و “نريد وطن” والمطالبة بالحقوق والمنطق العلمي والاعتدال والسلام والوسطية وكل فضيلة، صار عمالة وخيانة ورذيلة!!!!!

وباختصار صار القبح والظلم والظلام والفساد والتطرف والجهل والخرافة، وكل فساد ورذيلة… صار منقبة وفخر

بينما القيم والمثل العلمية والإنسانية والأخلاقية… صارت جريمة لا تغتفر!!!

انه الهرمون الكهنوتي الفعال!!!!

لكن ثمة فرق، فالديك البيطري فيه منافع أهما صار (يبيض) بيضا نافعا،

بينما الديك الكهنوتي لا (يبيض) الا بيضا فاسدا يُفرخ الجهل والتجهيل والخرافة والشعوذة والفساد والمفسدين والمليشيات المجرمة … وكل قبح وظلام وإجرام.