ما اعرف منو لبّس الحالة مالتنا ملابس ما تقاوم الشگ ولا تتحمل ظروف اللبس القاسية، والشد والمط والقفز والدحرجة والدعبلة . حالتنا بكل حركة وأحتكاك أو حتى حكة تصير بيها شگ ما أعرف طوله إشگد وما تفيد وياه خياطة ولا ترگيع، والنوب يستحون يگولون عدنا شگ وتمزق في الحالة، ويعوجون چهراتهم القذرة ويعلنون : صار عدنا خرق. والحقيقة خزق وخوازيق مو خرق، بس شي نسوي إذا قلة الخبرة بالأمور الجاجيكية خلتهم ما يعرفون الفرق بين الخرق والخزق…وأسم الفاعل خازوق.
وما أعرف منو راح وجاب إلنا هاي الملابس …لا خامتها دا تناسبنا ولا موديلاتها ولا دا ترهم وي ظروفنا الجوية ولا ظروفنا العصبية ولا حبنا لكثرة الدحرجة والمرغلة، ولا نعرف الخياط إللي أجبرنا نلبس هالشي. يابة عشر سنوات وهالموديل ما فاد ويانا وصرنا مضحكة وقشامر گدام العالم، نستحي نطلع للناس وإحنا لابسين هاي الملابس المليانة شگ والمتمزقة من كثر الإحتكاك بالواقع. صرنا ما نتجرأ نطلع عالعالم، وصرنا ما عدنا حل يا إما ننزع هاي الملابس ونصير مصاليخ وهاي الحالة تطلب جرأة وهي غايبة عنا، ويا إما نظل لابسين ملابس مخزقة ومخترقة بالخوازيق وكل ساعة ننطي نفسنا للي يحمل خازوق ونگول: إهنا ترى …اخاف تنسى…اكو بعد مجال تخلي خازوق لاخ.
وإحنا شغلتنا وي الشگ شغلة قديمة…نخرب عالشگ…وقبل الحواسم بشهر، أتذكر الضابط إللي طلع گدام ” القائد العام للقوات المسلحة المهيب الركن”…وشوفوا الوصف والرتبة تخوف حتى سلاحف الننيجا ، طلع مقدم گدام القائد وگال ” سيدي أهلي دا يسلمون عليك ويگولون شگ وإحنا نخيط ” وأبو الازلام المزروف الكشن مو المهيب الركن ما صدگ…شگ وما قصّر ، وطلع هذا الضابط أهله ما يعرفون الخياطة وظل الوطن مشگوگ.
وإحنا الكل متفقين أن الحالة العراقية ما تشبه أي حالة، أي هسة ليش لازم نلبس ملابس غيرنا لبسوها !، خلونا نخيط ملابسنا بنفسنا وبقماشاتنا، إحنا نعرف من وين أكثر الخوازيق تدخل، هاي الاماكن نحسب حسابها بموديلات ملابسنا، وإحنا نعرف على يا جهة نتدحرج أكثر وعلى أي گاع نتمرغل، نحسب حساب ونجيب القماش إللي يقاوم هالشي، ونجيب قماش مرن ما ينشگ من أول مناورة، بس مال نروح نعرض نفسنا على غيرنا ونخليهم يبلسونا ملابس بايتة …ملابس مهرجين في حفلة رسمية، ترى صدگ مشكلة ومضحكة .
الحالة الأمنية لابسة ملابس صارت خرگ من كثر الشگ، ولازم جرأة حتى ننزع هاي الملابس وخلي الأمن يطلع عالناس صلوخ، وشوفوا الأمن من ينزل للناس صلوخ شلون الناس هم راح يلبسوه ملابس لائقة، بس خلي يطلع بكل جرأة ويگول يا ناس أني مصلخ لبسوني…الجرأة هي مفتاح الحل لكل مشاكلنا…بس إحنا العراقي ما ضيعته غير النفخة الكاذبة مصدگ نفسه هو فوگ العالمين…وبالحقيقة هو أسفل السافلين بين الأمم، وما راح يتعدل الحال ولا نلبس ملابس حلوة وجديدة إذا ما نعترف وين عيوبنا، وين الترهل وين الكرش.
ما نريد يطلع أي واحد ويگول عدنا خرق…لأن بصراحة صرنا خرگ ، واللهجة العراقية عجيبة في الفرق بين الخرق والخرگ رغم هم نفس الكلمة بالفصحى والعامية بس مو نفس المعنى تماما مثل الفقر والفگر…ما نريد مسؤول ما عنده جرأة…خلونا نطلع ونطالب بالجرأة بكل شي…جرأة القرار..جرأة المواجهة، جرأة الكشف والمكاشفة، جرأة عرض عيوبنا ونتصلخ من أجل الحقيقة.
ما عدنا خرق…عدنا شگ بكل حالتنا والملابس صارت خرگ، عوراتنا صارت تبين وما محتاجة غير جراة ونعلنها، مو نكابر ونگول ” خرق”..وإذا نظل كل هذا الشگ ما نشوفه ونعتبره خرق…ترى راح نصير من صدگ ناكل خازوق…ونگول شنو هالحكة !
ويا امة ضحكت من خرقها…خوازيق !
[email protected]