تستمر الحياة، شئنا أم أبينا، فنكون بتفاصيلها الدقيقة،أحيانا مرغمين، وأخرى منتفعين،وبين الحياتين الأولى والثانية صورعديدة، فنأخذ منها مابين الحياة والموت، فهما صورتان تختلفان في المسميات..الحياة وجودك فيها قد يموت قلبك، وضميرك، وتكون جسد يتحرك يعمل ويتغذى، وينفذ أوامر من هو اعلى سلطة منه، وينصاع له،اويكون اسير النفس الأمارة بالسوء..الموت صورة اخرى، تتخلى فيها عن الأمور المادية الدنيوية، وتنأى بنفسك للعيش من جديد، بروح تطوف في عالم ملكوتي، حسب ما ورد من أحاديث متواترة، وروايات عن لسان الائمة الأطهار عليهم افضل الصلوات.
دعونا نعقد مقارنة بسيطة، بين الموت والحياة..نخاف الموت؟ ومن منا لايخشاه.! لماذا؟ لأننا مثقلين بالذنوب والأوزار، ونخشى مواجهة الباري عزوجل،سؤال اخر: هل تحب الحياة؟سيكون جواب غالبيتنا، الحياة لامعنى لها،وهي قاسية، ولاتساوي شيء؟ ولاتستحق ان نتقاتل من اجلها!.
عجبا يالها من أجابات متناقضة وغريبة! الحياة لاتساوي شيئا؟اذن لماذا ننافق، ونستغيب، ونأكل السحت، ونظلم، ونقتل! اليست من اجل غاية العيش كماتريد غرائزنا، وشهواتنا..لماذا كل سنة نجد الاف القطع على الجدران؟ وفيها ملامح مختلفة، جميعهم يروجون لأنفسهم، حتى يتسنى لهم الجلوس،على كرسي زائل، يتيح لهم شعور الهيمنة والغطرسة؟! لي رغبة “بضحكة تهكمية”،على من يقول، بأن الحياة لاتعني شيء.
نعم هي كذلك، لمن تأسى بمن قال طلقتها بالثلاث،لمن اتخذ الملوك الهالكة درسا له،لمن استعبر، وخاف الله بكل شيء، هي فعلا حياة لاتصلح للعيش،لمن عنده ضمير،اما غير هذا، فهي دار البقاء،والأخرة دار الفناء بحسب مايروه ويتمنوه من غابت ضمائرهم .
مراجعة مامربنا يجعلنا نسائل أنفسنا، ونحصي ماهو جيد، وماهو عكس ذلك، ونوثقها بعلامات بعدالأجابة،ليتسنى لنا معرفة هل نحن من اهل البقاء ام الفناء، مايهم في هذا كله ان يكون ماجمعناه من اجابات،يصب في ميزان الحياة والاخرة لانهما خط الشروع الواحد.