هناك كتابات لبعض المحللين السياسيين؛ يسلط فيها الضوء على ما يُكتب في ذُكرى الثاني من اب من كل عام، واصفين، تلك الكتابات بانها تزرع الفرقة في جسد الامة؛ من الضروري والمهم مغادرة ما حدث في ذلك اليوم قبل اكثر من ثلاثة عقود، والتطلع الى المستقبل، يكتبون في مقالات الرأي، ويضربون, الامثلة عن ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، وكيف تخلصت أوروبا من عقد وجرائم، سببتها تلك الحرب، ودفنتها في الماضي اي في التاريخ من دون الرجوع لها بل النظر الى المستقبل وبناء علاقات الاخوة بين امم أوروبا. الى هنا و تلك المقالات في غاية الجمال والواقعية والموضوعية، بل يفترض بالواقع ان يكون على هذا المسار. لكن الواقع هو على غير هذا المسار من الناحية السياسية الاجرائية الكويتية (وحتى الخليجية)، في علاقتها مع العراق، للتالي من الاجراءات على ارض الواقع:
اولا؛ الكويت الى الآن لم توافق على خروج العراق من طائلة العقوبات الدولية، مع ان العراق قام بتنفيذ جميع ما مطلوب منه طبقا للقرارات الدولية المجحفة، بحق العراق ارضا ومياها؛ من ترسيم الحدود سواء في البر او في البحر، وجميعها كانت ظالمة بحق العراق. بالإضافة الى جميع ما جاء في القرارات الدولية، ومن بينها التعويضات التي يقوم العراق بدفعها تباعا وبلا تأخير..
ثانيا؛ اقامة ميناء مبارك الكبير، وهي اي الكويت لا تحتاج اليه بالمطلق، ولنترك هذا جانبا، فهو حق سيادي لها في اقامة ما تشاء من موانىء على ساحلها، لكنها تركت كل ساحلها واقامته على عنق الخليج في المكان الذي يخنق الساحل العراقي القصير والقصير جدا، بل ان هذا الميناء لم يخنق منفذ العراق الوحيد على الخليج بل هو يلغيه مستقبلا.
ثالثا؛ ان اقامة هذا الميناء، الغاية منه، هي سد اي منفذ للعراق على البحار، لإخضاع تجارته مع العالم للإرادة الكويتية والخليجية والاسرائيلية، مستقبلا. لأنه، يرتبط بالمخطط الكوني الامريكي الاسرائيلي في المنطقة العربية، والذي يرتبط عضويا بصفقة القرن سيئة النية والصيت والهدف. هنا نود ان نبين؛ ان هناك مخطط لمد سكك حديد من ميناء حيفا الى الدمام عبر البحر الاحمر، وصولا او عبورا شبه الجزيرة العربية الى ميناء مبارك ومن ثم الى سواحل البحر الابيض المتوسط، مرورا بالعراق من جنوبه الى شماله. هذا المخطط نشرته الصحافة العبرية منذ اكثر من اربع سنوات، بناءا على تسريبات من مسؤولي الكيان الاسرائيلي، رفيعي المستوى، ولم يُكذب من المسؤولين في دول الخليج العربي او من مسؤولي الدول الاخرى. ان هذا المخطط لم يزل على الورق، في انتظار الوقت المناسب الذي يجري العمل على ايجاده، من خلال تخليق الفوضى والاقتتال الداخلي او ضياع والاصح تضييع بوصلة خارطة الطريق لإقامة دولة ناجحة، في العراق وسوريا واليمن، أما ليبيا فما يجري فيها يرتبط بمشروع اخر ذي صلة. يعتقدون بانهم سينجحون في هذا المخطط الخبيث، لأنهم لا يدخلون في حساباتهم؛ قوة الرفض الشعبي، وقوة المقاومة في التصدي لهذه المؤامرة، سواء في العراق او في سوريا او في اليمن او في اي دولة اخرى.. التي سوف تفشله لامحالة..
هنا نسأل كيف يمكن مغادرة الماضي الذي لايزال يفعل فعله في مصائرنا، او هو او ما نتج عنه من تداعيات قادت الى ما قادت اليه حتى الآن. اللاعبون الاساسيون يواصلون ممارسة ذات اللعبة التي لعبوها قبل اكثر من ثلاثة عقود، كأداة لتنفيذ المشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة العربية. ممكن وضع ما جرى في الثاني من اب في الرفوف المنسية من التاريخ، لو كان ما جرى ويجري الى الآن في الاوطان العربية لا علاقة له به اي الثاني من اب من حيث التخطيط والهدف واللاعبون في الخليج العربي والمنطقة العربية ونوايهم ومسؤوليتهم، سواء من لحظة البديء او المخرجات المستقبلية التي صارت الآن واقعا، تئن من ثقله الشعوب العربية، والذي يتواصل الى الآن والى المستقبل حتى المحطات النهائية. عليه؛ لا يمكن وضعه في خانة النسيان، لأن ذلك هو وبكل وضوح، خيانة للضمير وللأخلاق وللانتماء سواء الوطني او العربي، بل ان الواجب يفرض تسليط جميع الاضواء الكاشفة لما خطط ولم يزل يدفع الى الفعل بمفردات هذا المخطط كي يكون واقعا مفروضا على الاوطان العربية. لأنه يساعدنا ويساعد المقاومون لهذا المخطط في تعميق الوعي الجمعي بخطورة ما يجري ويخطط لهم ونحن منهم ولشعوبنا واوطاننا في الخفاء وفي دهاليز الشر الامريكي والاسرائيلي.. من المهم، الإشارة؛ الى ان خطيئة احتلال الكويت، لا يعني اعفاء النظام العراقي السابق، من مسؤوليته في احتلال الكويت