23 ديسمبر، 2024 12:00 م

خطوة مقتدى الصدر لعب باعصاب العراقيين

خطوة مقتدى الصدر لعب باعصاب العراقيين

عودنا سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله واطال في لحيته ونشف عرقه الذي يتصبب من جبينه مع كل كلمة يخرج بها عبر التلفاز على اطلاق المبادرات النارية شديدة الوهج والاحتراق والتي سرعان مايتراجع عنها سماحته لاسباب غير معروفة ويتركنا حائرين لا نعرف لماذا اطلق المبادرة ولماذا تراجع عنها حتى حولنا بنجاح الى بلهاء لا نفقه في السياسة شيء واصبحت السياسة وفقا لمعيار سماحة الصدر من الالغاز والطلسم التي لا يمكن فك رموزها الا بقدرة قادر. لقد طبل البعض لخطوة الصدر حتى اعتبروها فتحا جديدا  ونقطة تحول مصيرية وسيكون لها شأن في تغيير الخارطة السياسية العراقية لصالح هذا الطرف اوذاك لابل ذهب البعض الى ابعد من ذلك عندما اعتبروها تصحيحا للمسيرة والعملية السياسية بينما عدها المتشائمون انها ستصب في صالح نوري المالكي واخرون اعتبرها جاءات لصالح عمارالحكيم وهي في كل الاحول لن تكون لصالح احد خاصة اذا ماعلمنا ان الصدر لن يثبت على حال وهو ما تأكد حيث سرعان ما اكل الصدر ثلثلي مبادرته عندما اجاز لاتباعه من البرلمانيين الاستمرار في البرلمان ولوزرائه مواصلة حضور اجتماعات مجلس الوزراء واعلن هو نفسه اعتزامه الاشتراك في الانتخابات وكل ما تمخضت عن المبادرة اجراء ترقيع في كتلة الاحرار حيث تم استبدال رئيس الكتلة بهاء الاعرجي بالصدري مشرق ناجي وكفى الله المؤمنون شر القتال وكأنك يابوزيد ماغزيت.لقد غاب عن سماحة السيد مقتدى الصدر ان العراقيين باتوا على قناعة تامة من ان التيار الصدري هو جزء من المشلكة السياسية بالعراق وان اتخاذ الصدر لخطوات غير مدروسة والتقلب في المواقف قد ساهما في ارباك المشهد السياسي والامني  بحيث يتحمل اتباع التيار الصدري جزء من المسؤولية الاخلاقية والدينية لما الت اليه الاوضاع في البلاد. ان الذين يعولون على مواقف سماحة السيد مقتدى الصدر والتيار الصدري عليهم ان لا ينسوا مطلقا ما قام به هذا التيار وجناحه العسكري جيش المهدي من اعمال قتل واختطاف وابتزاز واستغلال للوظيفة العامة وفرض الاتاوات والقتل على الهوية وغيرها الكثير الكثير وهم لا يختلفون ابدا عن الجوقة من الاحزاب التي تستولي بالقوة على مقاليد الامور في العراق لا بل ان التيار الصدري في حال وصلت السلطة اليه سيكون اكثر تشددا وقسوة حتى من نوري المالكي نفسه وهذا ليس دفاعا عن المالكي الذي تجاوز كل الحدود . لقد علمتنا التجارب وهذا ما يتعين على العراقيين ان يفهموه ويعوه ان الكلام خارج السلطة شيء والكلام عند استلام السلطة والحكم شيء اخر له طعم خاص  لان المغريات عندها ستكون كبيرة والمليارات لا بد وان تغيير اقوى النفوس فكيف ونفوس غالبية اعضاء التيار الصدري هي من النوع الضغيف المحروم من المال والجاه والذي سيجد الفرصة ساحنة كما استغلها الان بعض اعضاء كتلة الاحرار للاستئثار بكل شيء ومضاعفة النهب حتى اخر فلس في الخزينة التي لم يقرها البرلمان لحد الان نتيجة الخلافات على الحصص والعوائد المليارية.