17 نوفمبر، 2024 5:19 م
Search
Close this search box.

خطوة لبناء الوطن

خطوة لبناء الوطن

لا يكاد يخلو موقع الكتروني عراقي او صحيفة إخبارية او صفحات شخصية او مسؤول حكومي او سياسي او نخب في مراكز دراسات او ثقافية او حتى مواطن .. الخ الا ونجد له راي في بناء الوطن وقد يمدح او يقدح بنقد بناء او نقد لاذع ولنحسن النوايا ونعتبر كل اولئك همهم الوطن وبنائه حتى من بح صوته وانزوى يائسا من اصلاح الحال. فالكل تريد الحل لإنقاذ الوطن لكن كل منهم يريد ذلك وفق رؤيته دون تقارب وجهات النظر تسبقها حوارات بناءة هادئة وهادفة وبمشاركة الجميع واخذ آراءهم لتوحيد الجهود المشتتة والآراء المبعثرة ليكون هناك اتفاق مبدأي على الأقل. وقبل ان نبدأ بإيجاد الحلول وطرق البناء يجب ان نعرف ماذا يريد الوطن من المواطنين واوجز ذلك حسب راي المتواضع بالاتي:-
1- لا يبنى الوطن وابناؤه مختلفون بل متنافرون.
2- لا يمكن اختزال الوطن لفئة معينة سواء حزب او قومية او دين او طائفة فبلدنا متعدد الأعراق والاتجاهات.
3- لا يمكن ان تأتي الحلول من الخارج. وهذا لا يمنع من استعانة او الاستئناس ببلدان بنيت بعد الحروب او بعد تغيير النظام من الحزب الواحد او الحاكم الأوحد الى التعددية السياسية.
4- النخب لا تتردد من إيجاد الحلول وما نراه اليوم من انزواء الكثير منهم ويتمنون على الله الاماني هذا شيء مؤلم ويجب ان يقر هؤلاء بعجزهم وعليهم التعاون التام مع كل بذرة خير نجدها في اهل هذا الوطن المبارك.
5- الوضع الراهن جعل الكثير يحزم حقائب اليأس فبعضهم رحل خارج الوطن واخرون انزووا داخل الوطن.
6- لا بد من ان نفكر بالجميع ومن اساء او اجرم فهناك قانون وقضاء يجب ان تأخذ العدالة مجراها وهذه اس من اساسيات بناء الوطن فلا يمكن اغفالها واطلاق التهم والاحكام جزافا. وتركها استفحال للمرض.
7- من حكم لأكثر من عقد ونصف ويرى ان الأمور من سيء الى اسوء وخصوصا النكسات الكبيرة رغم تتخللها هدوء وشيء يسير جدا من الاعمار واصلاحات هنا او هناك لكن بصراحة يجب ان يعترف بانه لم يبدأ البناء الفعلي للوطن.
8- الوطن يتسع الجميع عندما تكون قلوبنا متألفة متسامحة.
9- الحلول الترقيعية غالبا ما تكون لصالح اشخاص او مجموعة لذا تأخر البناء لان ليس هناك مشروع شامل وكامل لبناء الوطن. وهذا ما نحن بأمس الحاجة الية.
10- الانتقام والاحقاد لا يمكن ان تبني وطن وخصوصا من قادته. فكل من يبقى تفكيرة بالانتقام سيحتفظ طول الحياة بجروحه الخضراء.
11- هناك رغبة واضحة عند الكثير بان البناء يجب ان يكون تحت قيادته او بافكاره ويخون من خالفه. يجب بتر هذه الرغبة وعدم قبولها فالوطن يبنى بسواعد كل المخلصين والمهم ان يبنى بي او بك.
12- نفتقر الى تشريع قانون العدالة الانتقالية واستحداث هيئة وطنية لتنفيذه فمعظم الدول التي مرت بما نحن فيه شرعت هذا القانون وقضت على كل الانتهاكات والمظالم في عهود خلت والعهد الجديد. وهذا القانون يحتاج تفاصيل كثيرة ومهمة لا يتسع المجال لذكرها الان.
13- طالما هناك عدم استقرار سياسي فسيستمر الوضع ان لم يزداد سوء. فيجب ان تسبق البناء خطوات كبيرة لأجل الاستقرار السياسي وهذا الامر يحتاج جهود إصلاحية كبيرة خصوصا في القوانين النافذة وكذلك في الثقافة المجتمعية حاجة ماسة لها كالتعايش السلمي ونبذ التطرف وقبول الاخر وكل منا يكمل الاخر .. الخ.
14- القضاء على كل المظالم السابقة والحالية فطالما هناك مظالم فيصعب البناء وخصوصا اذا تجذرت هذه المظالم وانتشرت.

كل ما دونته أعلاه هو راي شخصي فقد اخطأ وقد أصيب وحتما هناك اراء وأفكار اعمق واجدر بان يؤخذ بها وكلنا يكتب من حرقة القلب على الوطن والمواطن وجميعها يجب ان تصب في هذه الخانة المهم ان نبدأ فكفانا نقد او انزواء او يأس او تكبر فالوطن يبنى بسواعد أبنائه المخلصين وكل مقومات البناء نمتلكها سوى كسر الجمود وقبول الاخر والبدا مع الجميع ونتمنى ان تبدأ من احدى الرئاسات الثلاث او بمبادرة منهم مجتمعين وقد تكون الأفضل.

نائب رئيس مجلس المفوضية المستقلة العليا للانتخابات / سابقا

أحدث المقالات