18 نوفمبر، 2024 1:30 ص
Search
Close this search box.

خطف واستغلال داعشي, لأطفال الموصل

خطف واستغلال داعشي, لأطفال الموصل

أخبار الموصل مؤلمة جدا, منذ سقوطها الرسمي في حزيران 2014, بيد الدواعش, بين اغتصاب النساء, تحت عنوان جهاد النكاح, إلى قطع الرؤوس, بعنوان محاولة ترك ارض الخلافة, إلى الذبح اليومي بعنوان الخيانة, مما جعل المدينة الجميلة, تتحول إلى مدينة للموت, تحت حكم الإرهابيين الدواعش.
تناقلت الوكالات الخبرية, خبر ملفت للمتابع, عن أخر نشاطات الدواعش في الموصل الجريحة, حيث كشف المسئول الإعلامي للحزب الكردستاني في العراق, سعيد مموزيني, أن عناصر داعش اختطفت 183 طفل, من مناطق متفرقة في مدينة الموصل, بهدف تجنيدهم في صفوفها!
وبحسب تقرير نشرته قناة العالم, أن مموزيني قال: أن مسلحي داعش أقدموا خلال الأيام الماضية على اختطاف 183 طفلا , تتراوح أعمارهم بين 10—15 سنة , وأضاف: انه تم نقلهم إلى مراكز للتدريب الأيديولوجي, واستخدام الأسلحة والعمليات الانتحارية.
هنا يأتي سؤال كبير, ما هو هدف الدواعش من عمليات خطف الأطفال المنظمة؟ وأين تكمن مكاسب فعلتهم الشنيعة؟
داعش في الأشهر الأخير, تتعرض لانتكاسة كبيرة, نتيجة قوة ضربات الحشد الشعبي والقوى الأمنية, مما استنفذ عدد كبير من جنودها, وتسببت العمليات العسكرية المركزة, إلى هروب أعداد كبيرة إلى سوريا, لذلك لجئت لتجنيد الأطفال, وبما أن الأهالي يرفضون التخلي عن أطفالهم, عندها لم يجد تنظيم داعش, إلا اختطاف الأطفال, للحصول على العدد المطلوب من الجند.
مكسب مهم للدواعش من خطف الأطفال, هو إشاعة الرعب بين سكان مدينة الموصل, ومن خلاله تكبر قوتهم, وتدفع الناس للانتكاس واتخاذ إجراءات نابعة من الخوف, مثل منع أطفالهم من الخروج للشارع, والاستعداد لفعل أي شي مقابل استرداد أطفالهم, مما يعني وقوعهم في كماشة داعش.
داعش كيان خبيث, يفهم جيداً أصول لعبة الشر, لذا دوما يحتاج لخزين من الانتحاريين, فيلجا التنظيم لخطف الأطفال, ثم استغلالهم البشع, وحتى الاعتداء جنسيا, مع إذلال كبير لهؤلاء الأطفال, بإشراف أناس يفهمون بعلم نفس الطفل, وهكذا يتم تهيئة الانتحاريين للمستقبل.
الفكرة الأخطر, هي أن يكون وراء خطف الأطفال, سبب أيديولوجي, وهو أنهم يريدون تربية جيل موالاً لهم, ليضمنوا قاعدة مستقبلية, وهذا امتداد لعقلية البعث, فلا يمكن أن ننسى تجربة طلائع البعث, التي أقدم عليها النظام ألصدامي, والتي أنتجت جيل موالاً للبعث.
داعش تدرك جيدا, إن حرب الموصل قادمة, لذا تعد العدة من ألان, وتحاول إن تهيئ نفسها داخل حاضنتها الموصل, عبر أساليب متنوعة, ومنها خطف الأطفال وتجنيدهم, لأنه يمكن ضمن بقائهم, لأنهم مجرد أطفال يخافون الكبار, بعد هروب أعداد كبير من جنودهم.
عمليات خطف الأطفال, واستغلالهم البشع من قبل التنظيم, يجب إن يكون له حملة إعلامية لفضح الدواعش, وتعريف الناس المخدوعين, لحد ألان بزمرة داعش, خصوصا إن الموصل سقطت, بمعونة فئة واسعة من أهلها للدواعش, حقيقة لا يمكن طمسها.
الموصل مدينة تنزلق نحو الاندثار, نتيجة سيطرة مجرمين العصر (الدواعش), مع خيانة عجيبة لبعض شيوخ عشائرها, وفئة واسعة من البعثيين السابقين, بالإضافة لساسة منافقون موجودين في الحكومة والبرلمان, هؤلاء الثلاثة ( شيوخ العشائر + البعثيون + ساسة موصليون ) هم من سهل لداعش, أن تدمر الموصل, فعلى أهالي الموصل, الثورة ضد هؤلاء, ونبذهم, وفضحهم, فهم من مهد لسيطرة داعش, وهم أعداء الموصل الحقيقيون, واليوم يتنعمون بحكم الدواعش.
الموصل تنتظر لحظة الإنقاذ من الاضمحلال, فهل يستمر سكوت الموصليون, على ما يفعل بهم من قبائح الدواعش؟ سؤال سيجيب عنه آهل الموصل لاحقاً.

أحدث المقالات