18 ديسمبر، 2024 7:06 م

خطب الجمعة بين السياسة والدين!!

خطب الجمعة بين السياسة والدين!!

خطب الجمعة لا تستند على نمطية ذات قيمة دينية مهمة تتفاعل معها الأجيال , وذلك لفقدان النماذج النبوية لخطب الجمعة , إذ لم يرد إلينا عن خطب الجُمع للنبي شيئا , والخطبة الوحيدة التي تتداولها الأجيال هي خطبة الوداع.
كما أن خطب الخلفاء من بعده لم يرد منها إلا المقتطفات , بينما تواردت خطب العرب قبل الإسلام , وبقيت فاعلة على مر الأزمان.
والأعجب أن خطب الأوائل لم تصلنا , ووصلتنا خطب منسوبة لعلي بن أبي طالب جمعها الشريف الرضي بعد وفاته بأربع مئة (400) سنة , وهي خطب معقدة بمفرداتها وبلاغتها.
ويبدو أن خطب الجمعة في معظمها لا تمت للدين بصلة كبيرة , وإنما تتناول موضوعات سياسية تخدم الكراسي الفاعلة في الحياة , فهي أبواق الكراسي , فالمنابر سياسية ولتمرير غايات لا دينية , وفي العديد من الدول أصبحت تكتب بواسطة الجهات المسؤولة وتوزع على الخطباء.
فخطبة الجمعة فارغة دينيا , وإن تطرقت للدين فلتسويغ إرادة القوة المتحكمة بمصير البلاد والعباد , ولهذا تحقق توظيف المنابر في مسيرة الدول التي حكمت بإسم الإسلام , لترسيخ الفاهيم زتعزيز وجود السلطان.
هل كانت الخطب تُكتب أم ترتجل؟
والعرب كانوا يكتبون بعكس ما يفترى عليهم!!
إنها تساؤلات , تثيرها حالات التفاعلات السلبية في المجتمعات التي تتردد فيها آلاف الخطب كل جمعة , وما أثرت ولا غيرت السلوك ولا شيدت معالم المجتمع القوي الرحيم.
فما قيمة خطب الجمعة ودورها في حياة الناس؟
هل أصبحت آلية روتينية طقوسية؟
لو أنها دينية حقا , لكانت مجتمعاتها تعرف الدين العمل!!
فهل أن الدين كلام وخطب بلا صدى؟!!
د-صادق السامرائي