18 ديسمبر، 2024 11:18 م

خطبة الجمعة المرتقبة , هل تتضمن التحذير من الصراع على السلطة؟!

خطبة الجمعة المرتقبة , هل تتضمن التحذير من الصراع على السلطة؟!

غدا , الكل ينتظر ويترقب بفارغ صبر خطبة الجمعة 4-5- 2018 من الصحن الحسيني الشريف , فالبعض يرى ان المرجعية الدينية سترسم خارطة لاصلاح العملية السياسية من جديد , واخرون يرون في هذه الخطبة ستنهي الجدل في تفسير مقولة المجرب لا يجرب , وطرف ثالث يتكهن بان المرجعية الدينية ستعلن غدا بنأي ًنفسها عّن كامل العملية السياسية .

ازاء هذه الاراء , يمكن القول ان المرجعية الدينية ليس بيدها عصى موسى , وليست هي مرجعية ولاية فقيه , لذلك واجبها لا يتعدى النصيحة بانتخاب الصالح والتحذير من المجرب الفاسد , وهذا ما قالته مرارا وتكرارا , فالشيخ الكربلائي قال : لاتنتخبوا فاسدا بقائمة صالحة ولانزيها بقائمة فاسدة , فلو استبدلت هذه الأحزاب والكتل جميع الوجوه القديمة بوجوه جديدة فسيبقى الحال كما هو ما دامت القيادات نفسها ، ونفس طريقة تفكيرها ونفس مصالحها وأهدافها , لذلك لا تتعاموا وتنتظروا من المرجعيّة الدينية أن تقودكم وتكتب لكم اسم الكيان والشّخص الّذي ينبغي انتخابه وتلقي لكم الورقة نيابة عنكم في صناديق الاقتراع , فكفى ان تتغابوا عن خياراتكم واختياراتكم في الانتخابات , وكفى تحميل المرجعية الدينية المسؤولية , وكفى مطالبتكم للمرجعية تحديد الفاسدين بالاسم…اليس انتم اعرف بهم من المرجعية؟!

فالانتخابات مسالة سياسية وليس دينية , فكيف تريدون من المرجعية العليا التدخل تفصليا بها؟!اليس المرجعية التي تتدخل في اختيار الناخب هي مرجعية سياسية بغطاء ديني؟! قطعا المرجعيّة الدينية وصلت إلى قناعة تامّة بأن لا تتدخّل في خيارات النّاخب العراقي.

من المتوقع ان خطبة الجمعة ستتطرق الى تحذير المرجعية الدينية من زج بطولات وتضحيات فصائل الحشد الشعبي في قضية الانتخابات, وكذلك التحذير من خطر الانزلاق فى التنافس على هرم السلطة الذي قد يفضي الى اراقة الدماء , كما ان المرجعية لم ولن تسمح بالدول الاقليمية التدخل بالشان العراقي لتفرض ارادتها في تعين رئيس الوزراء القادم .

اخيرا صحيح الناس تترقب بفارغ الصبر لخطبة الجمعة غدا, ولكن ليس بنية واحدة , فهناك من هو صادق ويريد تنفيذها , وثاني متاهب للتحريف , وثالث مستعد للتاويل , كما حصل لمقولة المجرب لا يجرب .