لا يخفى ان خطاب وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو الاسبوع الماضي الموجه ضد ايران والمتضمن اثنى عشر مطلبا تعجيزيا شرطا لبدء الحوار المباشر معها ، دشن مرحلة جديدة من التصعيد بين البلدين وجاء استكمالا لإجراءات الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي اولا؛ وصورة من حرب باردة قادمة ضد هذا البلد ثانيا.
واذا كانت تهديدات الحصار الاكبر في التاريخ ومتطلبات الضغط على ايران لوقف دعم حلفائها في لبنان واليمن والانسحاب من سوريا والتخلي عن العمق الستراتيجي لها في العراق.. مطالب غير قابلة للتحقيق في الوقت الحاضر وتأتي في اطار الدبلوماسية الباردة التي تعمل وفق تحقيق الممكن ، عليه يمكن اعتبار الخطاب وسيلة ضغط او محاولة لرسم السياسة المستقبلية للولايات المتحدة في الشرق الاوسط وتجاه ايران ومناطق الاضطرابات… او ساحة اخرى من ساحات الصراع والتصعيد اللفظي بين البلدين.
والسؤال كيف يؤثر الصراع والتصعيد بين امريكا وايران على المشهد السياسي العراقي؟ وبشكل ادق على التوازنات والتحالفات السياسية التي ستشكل الحكومة العراقية المقبلة؟
لو افترضنا ان قرار تشكيل الحكومة العراقية هو شأن داخلي اولا ولكنه يتأثر بالعامل الخارجي ، فان عملية التأثير لن تصل الى مستوى التحالفات وشكلها لان اللاعبين الايراني والامريكي يبحثان كلاهما عن مشتركات الاستقرار في العراق ، وهو ما لاحظناه في تشكيل الحكومة الماضية حيث كان الاتفاق النووي ٥+١ لم يوقع بعد ، ورغم ذلك شكلت الحكومة ومرر الدكتور العبادي رئيسا لها.
عليه ، فان تأثير الطرفين هذه المرة قد لا يتعدى الموافقة على الخطوط العامة للحكومة وشخص رئيس الوزراء لعدة اسباب منها:
1. ما ذكرناه سابقا ان مشتركات الطرفين في العراق هو الاستقرار ، بينما صراعهما الأشد في لبنان وسوريا ثم اليمن بالدرجة الثالثة والأخيرة.
2. ان الخلاف بين الطرفين في الملف السياسي العراقي ليس في شكل التحالفات بل في من يتولى رئاسة مجلس الوزراء.
3. قد يكون هناك سببا جديد آخر في الساحة وهو توجه قائمة سائرون الفائزة الاولى نحو ان يكون قرار تشكيل الحكومة من داخل الحدود ، وان كان هذا الكلام وارد فان موافقة العاملين الإقليمي والدولي قد يكون متفاوتا لكنه لن يكون معترضا لان نتائج الانتخابات بشكلها العام لاقت ترحيب وموافقة كافة الأطراف الإقليمية والدولية.
ختاما من الظلم الحديث عن تأثير خطاب وزير الخارجية الامريكي حيال ايران على شكل التحالفات في العراق… لكن يبقى تأثير اتفاق ايران وامريكا حول العراق افضل من اختلافهما عليه.