23 ديسمبر، 2024 4:58 ص

خطاب الصديق للمرتدين… نموذج يجسد الثبات على الموقف الصحيح والحنكة السياسية العالية.

خطاب الصديق للمرتدين… نموذج يجسد الثبات على الموقف الصحيح والحنكة السياسية العالية.

بعد التَّنظيم الدَّقيق، وحسن الإِعداد للجيوش الإِسلاميَّة الَّتي عقد لها الصِّدِّيق الألوية نجد الدَّعوة البيانيَّة القوليَّة تطلُّ؛ لتقوم بدورها، وتدلي بدلوها، فقد حرَّر الصِّدِّيق كتاباً عامّاً ذا مضمونٍ محدَّدٍ، سعى إِلى نشره على أوسع نطاقٍ ممكنٍ في أوساط من ثبتوا على الإِسلام، ومن ارتدُّوا عنه جميعاً، قبل تسيير قوَّاته لمحاربة الردَّة، وبعث رجالاً إِلى محلِّ القبائل، وأمرهم بقراءة كتابه في كلِّ مجتمعٍ، وناشد من يصله مضمون الكتاب بتبليغه لمن لم يصل إِليه، وحدَّد الجمهور المخاطب به بأنَّه: العامَّة، والخاصَّة من أقام على إِسلامه، أو رجع عنه. وهذا نصُّ الكتاب الَّذي بعثه الصِّدِّيق:
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم: من أبي بكرٍ خليفة رسول اللهصلَى الله عليه وسلم إِلى مَنْ بلغه كتابي هذا من عامَّةٍ وخاصَّةٍ أقام على إِسلامه، أو رجع عنه: سلامٌ على من اتَّبع الهدى، ولم يرجع بعد الهدى إِلى الضَّلالة، والعمى، فإِنِّي أحمد إِليكم الله الَّذي لا إِله إِلا هو، وأشهد أن لا إِله إِلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، نُقِرُّ بما جاء به، ونكفِّر من أبى، ونجاهده.
أمَّا بعد، فإِنَّ الله تعالى أرسل محمَّداً بالحقِّ من عنده إِلى خلقه بشيراً، ونذيراً، وداعياً إِلى الله بإِذنه، وسراجاً منيراً، لينذر من كان حيّاً ويحقَّ القول على الكافرين، فهدى الله بالحقِّ مَنْ أجاب إِليه، وضرب رسول اللهصلَى الله عليه وسلم بإِذنه من أدبر عنه، حتَّى صار إِلى الإِسلام طوعاً وكَرهاً، ثمَّ توفَّى الله رسولهصلَى الله عليه وسلم؛ وقد نفَّذ لأمر الله ونصح لأمَّته، وقضى الَّذي عليه، وكان الله قد بيَّن له ذلك، ولأهل الإِسلام في الكتاب الَّذي أنزل، قال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ *} [الزمر: 30] .
وقال: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ *} [الانبياء: 34].
وقال للمؤمنين: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ *} [آل عمران: 144].
فَمَنْ كان إِنَّما يعبد محمداً فإِنَّ محمَّداً قد مات، ومن كان يعبد الله وحدَه لا شريك له، فإِنَّ الله له بالمرصاد، حيٌّ قيُّومٌ لا يموت، ولا تأخذه سِنَةٌ ولا نومٌ، حافظٌ لأمره، منتقمٌ من عدوِّه بحزبه، وإِنِّي أوصيكم بتقوى الله، وحظِّكم ونصيبكم من الله، وما جاءكم به نبيُّكمصلَى الله عليه وسلم، وأن تهتدوا بهداة، وأن تعتصموا بدين الله، فإِنَّ كلَّ مَنْ لم يهده الله ضالٌّ، وكلَّ مَنْ لم يعافه مُبتلى، وكلَّ مَنْ لم يُعنه الله مخذولٌ، فمن هداه الله كان مهتدياً، ومن أَضلَّه كان ضالاّ، قال الله تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا *} [الكهف: 17]، ولم يقبل منه في الدُّنيا عمل حتَّى يُقرّ به، ولم يقبل منه في الآخرة صرفٌ ولا عدلٌ، وقد بلغني رجوع مَنْ رجع منكم عن دينه بعد أن أقرَّ بالإِسلام وعمل به، اغترار بالله، وجهالةً بأمره، وإِجابة للشَّيطان، قال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً *} [الكهف: 50] .
وقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ *} [فاطر: 6].
وإِنِّي بعثت إِليكم فلاناً في جيشٍ من المهاجرين، والأنصار، والتَّابعين بإِحسانٍ، وأمرته ألا يقاتل أحداً، ولا يقتله حتَّى يدعوه إِلى داعية الله، فمن استجاب له، وأقرَّ، وكفَّ، وعمل صالحاً، قُبِلَ منه، وأعانه عليه، ومن أبى، أمرت أن يقاتله على ذلك، ثمَّ لا يُبقي على أحدٍ منهم قدر عليه، وأن يحرِّقهم بالنَّار، ويقتلهم كلَّ قتلةٍ، وأن يسبي النِّساء، والذَّراري، ولا يقبل من أحدٍ إِلا الإِسلام، فمن تبعه؛ فهو خيرٌ له، ومن تركه؛ فلن يُعجِز الله.
وقد أمرت رسولي أن يقرأ كتابي في كلِّ مجمعٍ لكم، والدَّاعية الأذان: فإِذا أذَّن المسلمون، فأذَّنوا كفوا عنهم، وإِن لم يؤذِّنوا عاجلوهم، وإن أذَّنوا سألوهم ما عليهم، فإِن أبوا عاجلوهم، وإِن أقرُّوا؛ قبل منهم، وحملهم على ما ينبغي لهم.ونلحظ في خطاب أبي بكرٍ: أنَّه كان يدور حول محورين:
أـ بيان أساس مطالبة المرتدِّين بالعودة إِلى الإِسلام.
ب ـ بيان عاقبة الإِصرار على الردَّة.

وقد أكَّد الكتاب على عدَّة حقائق، هي:
أنَّ الكتاب موجهٌ إِلى العامَّة والخاصَّة؛ ليسمع الجميع دعوة الله.
بيان: أنَّ الله بعث محمَّداً بالحقِّ فمن أقرَّ به؛ كان مؤمناً، ومن أنكر؛ كان كافراً، يُجاهَد ويُقاتَل.
بيان: أنَّ محمَّداً بشرٌ قد حقَّ عليه قول الله: وأنَّ المؤمن لا يعبد محمَّداً {إِنَّكَ مَيِّتٌ} وإِنَّما يعبد الله الحيَّ الباقي؛ الَّذي لا يموت أبداً، ولذلك لا عذر لمرتدٍّ.
إِنَّ الرُّجوع عن الإِسلام جهلٌ بالحقيقة، واستجابة لأمر الشيطان، وهذا يعني أن يُتَّخذَ العدو صديقاً، وهو ظلمٌ عظيمٌ للنَّفس السَّويَّة؛ إِذ يقودها صاحبها بذلك إِلى النَّار عن طواعية.
إِنَّ الصَّفوة المختارة من المسلمين، وهم المهاجرون، والأنصار، وتابعوهم، هم الذين ينهضون لقتال المرتدِّين غيرةً منهم على دينهم، وحفاظاً عليه من أن يُهان.
إِنَّ من رجع إِلى الإِسلام، وأقرَّ بضلاله، وكف عن قتال المسلمين، وعمل من الأعمال ما يتطلَّبه دين الله؛ فهو من مجتمع المسلمين، له ما لهم، وعليه ما عليهم.
إِنَّ من يأبى الرُّجوع إِلى صفِّ المسلمين، ويثبت على ردَّته، إِنَّما هو محاربٌ لا بدَّ من شنِّ الغارة عليه: تقتله، أو تحرقه، وتسبى نساؤه وذراريه، ولن يعجز الله بأيَّة حال؛ لأنَّه أنَّى ذهب فهو في ملكه.
إِنَّ الشَّارة الَّتي ينجو بها المرتدُّون من غارة المسلمين أن يُعلن فيهم الأذان، وإِلا فالمعالجة بالقتال هي البديل.
وحتى لا يترك الخليفة الأمر للقادة والجند بغير انضباطٍ، كتب للقوَّاد جميعاً كتاباً واحداً، يدعوهم فيه إِلى الالتزام بمضمون كتابه السَّابق هذا نصه:
هذا عهدٌ من أبي بكرٍ خليفة رسول الله صلَى الله عليه وسلم لفلانٍ حين بعثه فيمن بعثه لقتال من رجع عن الإِسلام، وعهد إِليه أن يتَّقي الله ما استطاع في أمره كلِّه؛ سرِّه وعانيته، وأمره بالجدِّ في أمر الله، ومجاهدة مَنْ تولَّى عنه، ورجع عن الإسلام إِلى أماني الشَّيطان، بعد أن يعذر إِليهم، فيدعوهم بداعية الإِسلام، فإِن أجابوه؛ أمسك عنهم، وإِن لم يجيبوه؛ شنَّ غارته عليهم؛ حتَّى يقرُّوا به، ثم ينبئهم بالَّذي عليهم، والَّذي لهم، فيأخذ ما عليهم، ويعطيهم الَّذي لهم، لا يُنظرهم، ولا يردُّ المسلمين عن قتال عدوِّهم، فمن أجاب إِلى أمر الله عزَّ وجلَّ؛ قُبِل ذلك منه، وإِنَّما يتقبَّل من كفر بالله على الإِقرار بما جاء من عند الله، فإِذا أجاب الدَّعوة؛ لم يكن عليه سبيل، وكان الله حسيبة بعد فيما استسرَّ به، ومن لم يجب داعية الله؛ قُتل، وقوتل حيث كان، وحيث بلغ مراغَمهُ، لا يقبل من أحدٍ شيئاً أعطاه إِلا الإِسلام، فمن أجابه وأقرَّ؛ قبل منه، وعلَّمه، ومن أبى؛ قاتله، فإِن أظهره الله عليه؛ قتل منهم كلَّ قتلةٍ بالسِّلاح، والنِّيران، ثمَّ قسم ما أفاء الله عليهم إِلا الخُمس فإِنَّه يبلغنها، وأن يمنع أصحابه العجلة، والفساد، وألا يُدخل فيهم حَشواً حتَّى يعرفهم، ويعلم ما هم لا يكونوا عيوناً، ولفئلا يُؤتى المسلمون مِنْ قِبَلهم، وأن يقتصد بالمسلمين، ويرفق بهم في السَّير، والمنزل، ويتفقَّدهم، ولا يُعجِل بعضهم عن بعضٍ، ويستوصي بالمسلمين في حسن الصُّحبة، ولين القول.
وفي هذا العهد الَّذي ألزم به قوَّاده يظهر حرص الصِّدِّيق على إِلزام أمرائه في حرب الردَّة بتعليماتٍ أساسيَّةٍ موحَّدةٍ نصَّت بوضوح لا يحتمل اللَّبْس على حظر القتال قبل الدَّعوة إِلى الإِسلام، والإِمساك عن قتال مَنْ يجيب، والحرص على إِصلاحهم، وحظر مواصلة القتال بعد أن يقرُّوا بالإِسلام، والتحوُّل عند هذه النُّقطة من القتال إِلى تعليمهم أصول الإسلام، وتبصيرهم بما لهم من حقوقٍ، وما عليهم من واجباتٍ، وحظر المهادنة، أو ردّ الجيش عن محاربة المرتدِّين ما لم يفيئوا إِلى أمر الله.
والتزم الجيش الإِسلاميُّ في التنفيذ مبدأ الدَّعوة قبل القتال، والإِمساك عن القتال بمجرَّد إِجابة الدَّعوة باعتبار أنَّ الغاية الوحيدة هي عودة المرتدِّين إِلى الَّذي خرجوا منه، وتلمُّساً لتحقيق أقصى درجةٍ من التَّوافق في صفوف القوَّات الإِسلاميَّة الَّتي نيط بها القضاء على ظاهرة الردَّة، أمضى الصِّديق هذا العهد مع أمراء الجيوش الإِسلاميَّة يطلب من الجيش أن يكون سلوكه ذاته خير دعوةٍ للمهمَّة المسندة إِليه، وأن يتطابق تماماً مع هدفٍ واحدٍ هو الدِّفاع عن الإِسلام.
إِنَّ اقتداء أبي بكرٍ ـ رضي الله عنه ـ برسول الله صلَى الله عليه وسلم علَّمه فنَّ القيادة، ونجاح القائد في قيادته يتوقف على مدى نجاحه في جنديَّته، ولقد كان أبو بكرٍ نعم الجنديُّ في جيش المسلمين مخلصاً في ولائه لرسول الله صلَى الله عليه وسلم، يطبِّق ما يقوله بحذافيره، مضحِّياً في سبيله، لم يَفرَّ عنه في معركةٍ قطُّ، ونستطيع أن ندرك دقَّة آرائه القياديَّة، وبُعد مرماها من وصاياه لقوَّاده، وخططه العامَّة الَّتي رسمها لهم أثناء تحرُّكهم لضرب قوات العدوِّ))؛ لقد كانت أوَّل وصيةٍ أوصاهم بها تتركَّز على النُّقاط التَّالية:
أن يُلزموا أنفسهم تقوى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ ومراقبته في السِّرِّ والعلن، وهذا عين الصَّواب في هذه السِّياسة الرَّشيدة؛ لأنَّ القائد إِذا ألزم نفسه تقوى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ كان معه {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ *} [النحل: 128].
الجدُّ والاجتهاد، وإِخلاص النِّيَّة لله سبحانه، وتلك أخلاق المنصورين الفائزين {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ *} [العنكبوت: 69] .
أنَّ لا يقبل من المرتدِّين إِلا الإِسلام، أو القتل؛ إِذ لا مهادنة في أمر العقيدة.
تقسيم الغنائم بين الجند مع الاحتفاظ بحقِّ بيت المال منها، وهو خمسها.
أن لا يتعجَّلوا في التَّصرف حيال القضايا الَّتي تواجههم حتَّى لا تأتي حلولهم فجَّةً.
أن يحذروا من أن يدخل بينهم غريبٌ ليس منهم، كيلا يكون جاسوساً عليهم.
أن يرفقوا بجندهم، ويتفقَّدوهم في المسير، والنُّزول، وألا ينفرط بعضهم عن بعضٍ.
وأن يستوصوا بهؤلاء الجند خيراً في الصُّحبة.
ويمكننا من خلال الدِّراسة أن نستخلص الخطَّة العامَّة بعد أن عقد الصِّدِّيق الألوية لقادة الجيوش، والتي تتلخَّص في النُّقاط الآتية:
أـ ضمنت الخطَّة إِحكام التعاون بين هذه الجيوش جميعها، بحيث لا تعمل كأنَّها منفصلةً تحت قيادةٍ مستقلَّةٍ، وإِنَّما هي رغم تباعد المكان جهازٌ واحد، وقد تلتقي ـ أو يلتقي بعضها ببعض ـ لتفترق، ثمَّ تفترق لتلتقي، كان ذلك والخليفة بالمدينة يدير حركة القتال، ومعاركه.
ب ـ احتفظ الصِّديق بقوَّة تحمي المدينة ـ عاصمة الخلافة ـ واحتفظ بعددٍ من كبار الصَّحابة ليستشيرهم، وليشاركوه في توجيه سياسة الدَّولة.
ج ـ أدرك الصِّدِّيق أنَّ هناك جيوشاً من المسلمين داخل المناطق الَّتي شملتها حركة العصيان والردَّة، وقد حرص على هؤلاء المسلمين من أن يتعرضوا لنقمة المشركين، ولذلك فإِنَّه أمر قادته باستنفار من يمرُّون بهم من أهل القوَّة من المسلمين من جهةٍ، وبضرورة تخلُّف بعضهم لمنع بلادهم وحمايتها من جهةٍ أخرى.
دـ طبَّق الخليفة مبدأ الحرب خدعةً مع المرتدِّين، حتَّى أظهر: أنَّ الجيوش تنوي شيئاً، وهي في حقيقة الأمر كانت تستهدف شيئاً اخر زيادةً في الحيطة، والحذر من اكتشاف خطَّته، وهكذا تظهر الحنكة السِّياسيَّة، والتَّجربة العمليَّة، والعلم الرَّاسخ، والفتح الربَّاني في قيادة الصِّدِّيق .

للاطلاع على النسخة الأصلية للكتاب راجع الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي، وهذا الرابط:
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book01(1).pdf