18 ديسمبر، 2024 9:39 م

خطاب الدفع نحو المسالخ

خطاب الدفع نحو المسالخ

ليس هناك من بإمکانه إنکار إن شعوب المنطقة جميعا بما فيه الشعب الايراني، تتطلع وتطمح الى أوضاع آمنة مستقرة وتمارس حياتها بصورة طبيعية کبقية شعوب العالم، کما إنه ليس هناك من بإمکانه القول بأن هذه الشعوب ترغب في أن تهيمن عليها أجواء الحروب والمواجهات التي تکون هي الخاسر الاکبر فيها، خصوصا وإن شعوب المنطقة عموما والشعب العراقي خصوصا قد شبع الى حد التخمة من”مصائب” و”مآسي”الحروب الخاسرة والمدمرة.
عندما يعتبر زعيم ميليشيا جند الامام، النائب أحمد الاسدي في تصريحات أخيرة له بأن”دخول اسرائيل مجالنا الوطني اعلان حرب ضد العراق وشعبه وسيادته ومقدراته والسكوت على العدوان ليس موقفا عقلانيا بل العقلانية والواقعية السياسية تقتضي استنفاد خيارات الدبلوماسية الوطنية مع مجلس الامن الدولي ليكون العراق وجيشه وشعبه في حل من خيارات الردع العسكرية مع العدوان وطائراته المسيرة”وأن”تلك الفعلة الاسرائيلية والامريكية لن تمر دون رد بعد استحصال موافقة الامام خامئني” وختم کلامه بالجمل والتعابير الرنانة الطنانة التي يحرفها الجميع عندما قال:” حشدنا باق في مواقع الصمود والتصدي ولن ترهبنا التهديدات، وسيبقى العراق بمرجعيته وشعبه وحشده وقواته المسلحة وفصائله المقاومة عصيا على المؤامرة عصيا على الموت عصيا على الانكسار”، فإنه يجب أن يتذکر المثل المصري المشهور”دخول الحمام مش زي خروجه”، وإن الانسان يحصد مايزرعه، وکل الذي يجري حاليا هو بسبب کون هذه الميليشيات أساسا غريبة على الواقع العراقي ولاتعبر أبدا عن الشعب العراقي، خصوصا عندما يعلنها هذا الزعيم الحشدوي بصريح العبارة أن”تلك الفعلة الاسرائيلية والامريكية لن تمر دون رد بعد استحصال موافقة الامام خامئني”، فهل إن خامنئي قد أصبح في مکان الدولة والحکومة العراقية؟ هل يمکن أن يتم إطلاق هکذا تصريح في أية دولة في العالم صاحبة سيادة وإستقلال”بإستثناء البلدان الخاضعة لنفوذ النظام الايراني”؟
هذا الخطاب العنتري والموتور الذي دأب عليه الشعب العراقي ولم يجني من وراءه شيئا سوى الذهاب بأقدامه للمسالخ، صار خطابا مکروها وممقوتا ولايمثل شيئا من إرادة الشعب العراقي ومشيئته، بل إنه يعبر عن إرادة ومشيئة نظام سياسي قمعي إستبدادي معادي لشعبه ويمثل مشکلة کبيرة لبلدان المنطقة والعالم، ونقصد النظام الايراني بحد ذاته، حيث إن الشعب الايراني يحاول بمختلف الطرق إلحاقه بسلفه نظام الشاه بل وإن ماحدث لوزير خارجية النظام الايراني في السويد، حيث أجبر صوت وإرادة الالاف من المحتجين الايرانيين الاحرار من أنصار ومٶيدي المقاومة الايرانية على أن تعقد وزيرة الخارجية السويدية مٶتمرا صحفيا لوحدها من دون وزير خارجية النظام الايراني وهو أمر لم يسبق حدوثه في هکذا زيارات وتعلنها صراحة بأن:” لقد جاء هو نفسه ولم نوجه أي دعوة لأي وزير للنظام الإيراني في هذا الصدد، بل ظريف نفسه جاء. إنه سألنا إن كان بإمكانه القدوم إلى بلدان الشمال الأوروبي للقيام برحلة.” وتضيف معترفة:” بطبيعة وجرائم النظام اللاإنسانية، وتطرقت إلى انتهاكات حقوق الإنسان وعمليات الإعدام والاعتقالات والضغوط التي يتعرض لها نشطاء حقوق المرأة وناشطو النقابات العمالية والمدافعون عن حقوق الإنسان وقمع الأقليات الدينية والوطنية من قبل النظام الايراني، مطالبة بإلغاء حكم الإعدام الصادر بحق باحث إيراني مقيم في السويد.”، فهل يريد منا هذا الزعيم الميليشياوي أن نجعل من أنفسنا حطبا لهکذا نظام مرفوض ومکروه داخليا وخارجيا؟!