19 ديسمبر، 2024 9:45 ص

خطاب البرلماني في البرلمان الى أين؟

خطاب البرلماني في البرلمان الى أين؟

من خلال مراقبتي لخطابات بعض المسؤولين الكبار في البرلمان العراقي وجدتُ نفسي مشتتاً بين هذه العبارة وتلك التي يقوم بأطلاقها مسؤول ما حينما يخرج الى المنصة ويلقي كلمة يسمعها الكبير والصغير ..المثقف وألأمي ..ومتوسط التعليم. الهدف من الخطاب الذي يلقية أي مسؤول هو توضيح نقاط معينة عالقة في ذهنهِ الهدف من ورائها إعلان مفهموم سياسي أو إجتماعي أو إقتصادي يصب في خدمة العملية السياسة ورفع البلد الى مستوى من الركود في كافة المجالات التي يعاني منها العراق. الخطاب أو الكلمة تكون متلفزة ويشاهدها ويسمعها جميع ألأفراد الذين يمتلكون أجهزة التلفاز في عموم البلاد. ماذا سيقول الشخص ألأمي حينما يشاهد ذلك الخطاب ؟ هل سيندب حظه الضائع لأنه لم يُكمل الدراسة الجامعية مما أدى الى عدم فهم – هذا الخطاب التاريخي في حياة الشعب العراقي الذي هو فرد من أفرادهِ- أم سيضحك من أعماق قلبة لهذه الهلوسة الفكرية التي لم يصل الى تفسير حرف من حروفها؟ . ليس الهدف من إستخدام كلمات ومصطلحات لايفهمها البعض وإنما الحكمة من الذهاب الى المنصة هو تفسير كلام بسيط واضح كي تكون الفائدة كبيرة لكل ألأطراف. أنا شخصياً فهمت ماكان يرمي اليهِ – السيد الجعفري – في خطابة الفلسفي لأنني كنتُ قد قرأت أغلب كتب ألأشخاص الذين ذكرهم في خطابة وهذا ما جعل ألأمر سهلا بالنسبة لي. أنا هنا أتحدث عن مجموعة ألأفراد الذين لايعرفون إلا كلمات قليلة في اللغة الغربية ولازالول يكتبون كلمة – لكن..لاكن..وكلمة شكراً يكتبونها ..
شكرن  – أعدت مشاهدة خطاب الجعفري الذي نشره أحدهم على صفحة التواصل ألأجتماعي وراح يصرخ بتهكم ” انا بعيد عن العربية منذ زمان بعيد ألا من مترجم يفسر لي قول الجعفري؟- لا أفهم إن كان ناشر الفيديو يقول الحقيقة أم أنه ذكر هذا للتهكم؟ أخذتُ جزءأً من كلام الجعفري سأنقلة هنا كمثال . يقول الجعفري ”  جنحت أمم العالم وشعوبها أنها تذهب ذات اليمين وذات اليسار بشكل متطرف فهناك من غلَّبَ الروح على المادة في أقصى الذي غلب المادة على الروح..فمن إتجه إتجاهاً روحياً تجريدياً كجان بول سارتر وبعض الذين ترهبنوا..وهناك من غطسوا في المادة الى الحد الذي فسروا العالم تفسيراً مادياً محضاً….الى أخر الخطاب” . الفرد الذي أنهى مرحلة متواضعة من التعليم ماذا سيكون رد فعلة عند سماع هذا الكلام  من شخص يحتل مركز متقدم في البرلمان ؟ لوكان قد أشار الى أن طابع الجشع المادي قد غلب على كثير من المسؤولين لدرجة أنهم نسوا الناس وتغافلوا عن خدمة البلد لدرجة أن جشعهم أعمى بصيرتهم وتحولوا الى مشاريع شخصية لجمع المال بأي طرق كانت . أو لو أنه قال على المسؤول أن يتابع حاجات الناس من خلال مركزهِ الوظيفي وتخفيف حدة الفاقة التي يعاني منها المواطن العادي . أو لو أنه تطرق الى أن البلد يتراجع الى الوراء بسبب إنشغال المسؤولين في تطوير أنفسهم وعائلاتهم واقاربهم وتركوا الفقراء بلا معين يعينهم على قساوة الحياة. لو أنه تطرق الى مواضيع تهم ألأنسان وتطوير البلد بكلمات بسيطة أفهمها أنا وأنت وهم وكل من يسمعه لكان وقع الخطاب أكثر قوة.
حزنتُ كثيراً عند سماع ذلك الخطاب لأنني لم اسمع أنه يدعوا الى إنقاذ الفقراء من الفقر ولم يدعوا الى تبليط الشوارع المدمرة أو إعادة النازحين الى بيوتهم وتقديم مساعدات الى كل من فقد منزلة نتيجة ألأعمال الحربية في كل البلاد. كلمات إنشائية ليس لها قيمة في تاريخ العلاقات ألأنسانية العراقية ولا تغني من جوعٍ أو برد. هو يتحدث عن المادة وتفاصيلها الفلسفية ولكننا لو بحثنا في مواردهِ التي يحصل عليها هو وجميع البرلمانيين لوجدنا أنه لايتكلم عن الواقع الذي نعيشه في زمن القحط والحاجة لكل شيء. سلاماً فقراء العراق في كل مكان وأنتم تحلمون بجزءٍ بسيط لن تنالوه مادمتم على قيد الحياة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات