على حكومة امريكا و حكومات الدول الاوربية ان تصغي اليوم و ان تتفهم تماما لغة الشعوب . بعد عقود من السيطرة على لغة الحكومات خصوصا الحكومات التي تتبارى بقمع شعوبها .
قانون رد الفعل قانون لا تتعامل به امريكا مع الشعوب العربية ( المتأخرة ) ، بل ان القانون مع الشعوب العربية هو الفعل و رد الفعل بيد امريكا وحدها .
تعتبر امريكا الشعوب العربية .. شعوبا غبية شاء القدر ان تمتلك ثروات و هذه الثروات قادرة على ان تحدد معالم العقود القادمة .
لغة الشعوب اليوم .. لغة جديدة على مسامع امريكا ..
اليوم حين يقول الشعب العربي ( لا لـــ … ) على امريكا و غيرها أن تصغي ، فما عاد القول وحده هو السلاح … و ما عاد صوت الحكومات وحده هو المسموع على صعيد ردود الفعل .
اليوم الادارة الامريكية تتنصل من فعل ( نفر ضال ) من شعبها و من مسؤوليتها عن الفيلم المسيء للرسول ( ص ) بعدما هوجمت سفاراتها في العديد من الدول العربية و بعد المظاهرات في العديد من الدول العربية و الاسلامية .. حتى اعلنـــت ( ان الادارة الامريكية لا علاقة لها بالفيلم المقزز الذي يهين الشعوب من كل الاديان ) فعممت بذلك الاهانة على كل الشعوب و كل الديانات اليهودية و المسيحية في محاولة لامتصاص غضب الشعوب المسلمة و الشعوب العربية.. الشعوب التي تتكلم اليوم بلغة جديدة على مسامع امريكا .
ليس من المنطق مطلقا اليوم إدراج الاساءة الى الرموز تحت مسمى حرية التعبير ، على رعاة حريات التعبير و حرية الراي في الدول التي تعتبر نفسها متقدمة ان تضع إعتبارات او محددات تفصل بها بين الحرية و الاساءة و تجرم من يتعمد الاهانة الى اي طائفة او معتقد او ديانة .. لن ترزح الشعوب بعد اليوم تحت التجاوزات العلنية بأسم الحريات ، بل صار اليوم للشعوب صوت يصل صداه الى ابعد مدى .
ما تقوله الادارة الامريكية اليوم .. ليس من لطفها و اهتمامها بمشاعر الشعوب العربية و الشعوب المسلمة بل من جرح هيبتها باستهداف سفاراتها و إثر تراجع امكانيات الحكومات الموالية و التابعة لــــــها عن السيطرة على ردود فعل الشـــارع … خطابها المتوازن و الخالي من الارهاب و اصرار اوبـــــــــــــاما على ( مواصلة طريق الدبلوماسية الشاق ) و قوله ( لا يخطئن أحد الظن. سنعمل مع الحكومة الليبية على تقديم القتلة الذين هاجموا أبناء وطننا إلى العدالة) .. هو ليس وجها متجددا من اوجه السياسة الامريكية ، ولكن غضب الشعوب المسلمة و ردود الفعل الجادة تجاه الاساءة هو من غير الخطاب الرسمي للادارة الامريكية .
ماعادت الشعوب اليوم تقتنع ان السكوت من ذهب ، و الى من يقول ان الرد على الفيلم يمنحه الاهمية أقول له ان الرد اليوم يضع الشعوب على خارطة الاحداث و يضع امريكا امام حسابات ما كانت تقيم لها وزنا و إذا كان التحلي بالحكمة مطلوب منا فالاحرى بالدول المتقدمة قياسا الى الشعوب المغلوبة على امرها ان تتحلى بالحكمة و تحاسب من أساء لتتجاوز غضب من يُساء لهم .
ان امريكا اول من علم الشعوب .. المساس بالكرامة او بالسيادة امر لا تهاون به و ليس الا اعنف الردود على المساس بكرامة الرموز .
أمريكا التي قصفت منزل ليلى العطار و قتلتها و عائلتها لانها رسمت صورة قال عنها كلينتون انها تمس كرامة رئيس أمريكي .. ماذا تتوقع اليوم و هم يستهدفون كرامة الرسول ( ص ) ؟