23 ديسمبر، 2024 5:41 ص

خطابي الى الحزب الشيوعي …..!

خطابي الى الحزب الشيوعي …..!

إن تأريخ المراحل السياسية في العراق و لاهميته ، هو جزء لا يمكن تجزئته عن حياتنا الاجتماعية
و ان طبيعة الاحزاب السياسية التي برزت في المشهد العراقي قد شابها الكثير من الممارسات الخاطئة و لا أقول في النظريات أو الافكار
إن جميع الاحزاب في العالم و بحنكتها السياسية و تأثير شخصياتها البارز ، قد لعبت دورا ايجابيا و رسمت صورة يُحتذى بها أمام العالم كله فضلا عن محيطها المحلي
ليس بالضرورة ان نحاسب الاحزاب على أخطاء دورة حياتها السابقة ، و لكن المفيد ان تراجع هي تلك الاخطاء أملا في الاستفادة منها
إن برنامج الاحزاب هو الذي يجتذب اليه الناس خصوصا اذا كانوا يعيشون في ظرف ووضع مماثل لوضع العراق
إن النبي ينجح في دعوته ، حينما يطرح فكرا و منهجا مناسبا للفترة التي يعيشها الناس من مظالم ، حينها يلتف حوله الجميع ليتنفسوا الصعداء
لم نجد حزبا وطنيا إستطاع مُفكريه و مُنظريه ان ينطلقوا ليتواكبوا مع معاناة هذا الشعب ، و ان يختطوا له أساس حياة ينتشلهم من ربقة التشرذم و حالات اليأس و القنوط
إن البدائل كثيرة و عليهم إختيار الاصلح ، و يمكنهم ابتداع الحلول و المعالجات ، فهي ليست مستعصية
انت لست شخصا قائما بذاتك ، كي تتظلم و تتبرم و تلقي بالامور هنا و هناك ، أنت حزب له امتداده و ثوابته و تأريخه و رجالاته و برامجه و أرشيفه و علاقاته و سمعته و عشّاقه و ماضيه و حاضره و تطلعات مستقبله ، تأتي لتسيء اليه قبل غيرك حينما تحطّ من قدره و تستهين بطاقاته و تسلب إرادته و لتتقوقع في زوايا عقلك المتحجر ، أين أنت من الابداع و الحداثة و التنوير ، لقد جنيت على الحزب قبل غيرك ، حينما ركنت نفسك جانبا ، لهذا يحق لنا أن نقول ، هم أنفسهم ، بسياستهم ، بأفكارهم ، بتحالفاتهم ، بضيق أفقهم ، قد جعلوا من حياتنا حزنا ، و جعلوا من عراقنا جحيما
لقد كانت ذريعتك أنك تعيش في كنف نظام استبدادي في ظل دولة الحزب الواحد ، فهل بقيت لك حجة و انت تعيش اليوم في عهد تتعدد فيه الاحزاب ، و في ظل قدر من الحرية ، تكفي لبلوغ مرامك و الوصول الى هدفك