18 ديسمبر، 2024 6:26 م

خطابا مهلهلا لمن ذهنه مهلهل

خطابا مهلهلا لمن ذهنه مهلهل

لست بمعرض الدفاع او التبرير او المدح والثناء عن ما قالة سماحة القائد السيد حسن نصر الله في مجمل خطابة بل سوف اقف على ثلاث مفاصل اساسية وردت في الخطاب واترك الحكم لكل لبيب لديه ذهن ليعصم فكره من الوقوع في الخطا في القراءة والتحليل . ليحكم بعدها هل الخطاب مهلهل ام ذهنيته مهلهله .

المفصل الاول :-
ان قرار الحرب كان فلسطينيا ….
تكلم سماحة السيد نصر الله في هذا المفصل وكان صادقا في قوله من خلال استخدام مفردات لها اكثر من معنى وهو ما يصدق عليه في علم الكلام باسلوب التوريه ، لبلاغة المتكلم ولحساسية الموقف .
وافصاح السيد نصر الله والكشف عن هذه الجزئية من الحرب الدائرة ، اساق لنا مفهوم ، وحسب المباني الكلامية الاصولية في علم المنطق ان للمفهوم عدة مصاديق ممكن ان تنطبق عليه اكثر من واحد ، وعلى سبيل المثال ولست اقطع بالموجبة الكلية ، ان قرار الحرب حددته المقاومة في فلسطين هذا نعم ولكن ليس بمعزل عن القيادة العامة للمقاومة ، وتاكيدا لهذا قول السيد نحن دخلنا الحرب من 8 تشرين الاول . ان لم يكن هنالك تنسيق من الصعب جدا بل مستحيلا ان يكون عامل التوقيت الزماني والمكاني متوافق بلحاظ ان المنطق العقلي لايقبل الصدفة في التزامن والتنسيق الذي حصل .
اضف ان سماحة السيد القائد نصر الله يقود معركة حقيقية وجودية وخطابة موجه للعالم اجمع من غير المعقول ان يصرح بكل شيء ، فهو القائد الذي عاش الازمات وعانى من كل مفاصها وعركته الحروب وعاش ويلاتها ومخلفاتها لايدخل الميدان كي ينهزم ، قائد اتسم بصفات القيادة غير مبالي للانفعالات النفسية ولايبني مجدا لنفسه لارضاء الشخصنة النرجسية . بهذا المستوى اعطى الحق والسبق لمن خاض المعركة ولم يسلبهم جهادهم ، الا انه لايعرف ساعة الصفر كما اعتقد البعض عليه بمراجة الخطاب ليعرف معاني المفردات الرديفة والكلام الذي له عده محامل وله اكثر من وجه ومصداق ، فضلا ان الحرب في بداياتها فمن غير الممكن الكشف عن جميع خطط المعركة .
المفصل الثاني :-
الكيان الصهيوني العدو انهزم يوم 7 تشرين الاول ….
تصريحا صريحا واضحا لايحمل على معاني عده ، وهذا القول يعرفة كل من لدية معرفة اولية في علوم الحروب وقواعد الاشتباك ، حيث ان التصنيف العالمي لجيش العدو ضمن المراتب المتقدمة بكل صنوفة وتشكيلاته وكان يتفاخر زهوا بهذا التصنيف حتى قيل انه الجيش الذي لايقهر .
فعندما توجه له ضربة بهذا الحجم من كتائب مقاومة لاتملك ابسط مقومات الجيوش النظامية هذا يعد اصابة في مقتل لهذا الجيش وتعتبر وصمة عار لحقت به لم تصيبه منذ تاسيس ، فأن الخسارة ليست فقط خسارة مادية بقدر الخسارة المعنوية التي لحقت به وازاحته عن صدارة الجيوش التي لاتهزم ، وتأكيدا لهذه النتيجة سرعان مانرى البارجات والحاملات العملاقة الامريكية تصل لنجدته لانتشالة من الزوال ، وهذه الحقيقة صرح بها سماحة السيد القائد فأن العدو الصهيوني انهزم وان تدخل امريكا هو من اجل اعادة وجوده فاخذ يقصف المدنيين ويصب جام غضبة على الاحياء السكنية وعدم قدرته لتحقيق نصرا واحدا عسكريا ، فأن النتيجة الحتمية من هذا القتال ليس اسرائيل اليوم لان المقاومة الفلسطينية تقاتل ببسالة وان البوصلة الحربية اليوم يجب ان تكون ضد امريكا باعتبارها الراعية لهذا الكيان الغاصب .

المفصل الثالث :-
امريكا هي من تقود الحرب الان ….
اشار السيد نصر الله الى ان الحرب الحقيقية الان هي مع امريكا بأعتبارها الداعم الرئيس لهذا الكيان ، فأن قطع يد امريكا يعني زوال اسرائيل وعليه حدد اسلوب مقاتلتها من خلال الاستنزاف للقدرات الميدانية في اطالة امد الصراع والمواجهات الجزئية لتأخذ اطر الحرب الباردة ، وهذا اسلوب ذكي لتأليب الرأي العام المجتمعي الانساني لدول العالم بالضغط على الساسة للحكومات الداعمة للكيان الغاصب جراء ما يقترفة من همجية في القتل .
التهديد العلني من قبل القائد نصر الله وتوجيه البوصلة باتجاة امريكا واتهامهم انهم وراء اله القتل الصهيونية للشعب الفلسطيني يعد سلاحا فتاك يوجه ضد امريكا لما تعاني من انقسامات في الداخل ، المعركة لاتزال في بداياتها والايام القادمة سوف نشهد ان دائرة الصراع سوف تضرب الداخل الامريكي بارتفاع الاصوات المطالبة بعدم الدعم المطلق للصهاينة ، فضلا ان امريكا اليوم تفضل الدخول في الحرب وتريد من حزب الله ان يرد او يدخل للميدان من اجل خوض الحرب ضد حزب الله وايران لتحقيق مكسب يحفظ لهم ماء وجوهم امام العالم .
الا ان سماحة السيد فوت تلك الفرصة ونقل الحرب لمسار اخر وهو الحرب الاقتصادية وهذا ما تخشاه امريكا لان اقتصادها في تراجع ، واعتقد ان ما سوف تلاقيه الادارة الحاكمة في امريكا سوف يفقدها الكثير من قوتها في هذه الحرب الدائرة من خلال شعبها وساستها المعارضون . وهذا السيناريوا يعد من انجح السبل للانتصار في الحروب دون دخولها وهذا هو الذكاء والدهاء والكياسة والحكمة للقائد .

اقول – من السهل جدا ان تدخل حرب ، ولكن من المستحيل ان تخرج منها منتصرا دون ضررا ، الحرب ليست نزهه ، ولكن النزهه ان تجعل عدوك يحتار فيك ، لان افشال مخططات العدو يعد اكبر نصر وهذا بالضبط ما فعلة السيد القائد نصر الله دام عزه ، فقد رسم خارطة طريق وحدد الاولويات التي يتحرك فيها مع ضمان المتغير وفق المتغيرات في مجريات المعركة .