فيما تزدحم الخطابات الانتخابية للكتل والاحزاب السياسية بشعارات ووعود خدمة المواطن ، وهي ليست من مهام النائب بشكل مباشر ، نلاحظ ان خطابات زعيم تحالف عزم تزدحم بشعارات ووعود اولويات كان قد اعلنها سابقا في اكثر من مكان وزمان ، وهي شعارات ووعود تضع الانسان في اولويات همومها ومعالجاتها ومطالبها .
قضية النازحين ،على سبيل المثال، والتي كرّس جميع خطاباته الانتخابية وماقبل الانتخابية ، بل وحتى جهوده السياسية اليومية، من أجل حلّها والعمل على اعادة كافة النازحين الى مدنهم بعد توفير شروط الحياة المعقولة فيها ومنحهم التعويضات المناسبة عن ماتعرضت له بيوتهم ومصالحهم من أذى الارهاب الداعشي.
يقول الخنجر في تغريدة له بمناسبة عاشورا ” ذكرى الثورة الحسينية مناسبة راسخة في القلوب، تبعث فينا معاني الحق ورفض الظلم بكل اشكاله. انها مدرسة للعدل ومنهج في مقاومة الظلم والظالمين؛ وعلينا ان نسير على هذا النهج في الوقوف مع المعذبين في المخيمات ومع أسر المختفين قسراً ومع كل مظلوم”.
فيما تناولها بقية القادة او غالبيتهم ،من باب الانصاف ،باعتبارها قضية مأكل وملبس وخيم ، والاكثر من ذلك جعلوا هذه القضية ميداناً لسرقة الاموال التي كانت تخصص للنازحين، ولدى مفوضية النزاهة عشرات القصص المؤلمة عن ضياع ضمير من تصدى لأموالهم
وفي هذا االاتجاه فعل ما لم يستطع رؤوساء وزراء عمله بما يتعلق بجرف الصخر ، فاستطاع بجهود استثنائية من دخول منطقة جرف الصخر والعمل على اعادة اهلها النازحين الى ديارهم والمباشرة بتهيئة ظروف العودة . .
ووجه الخنجر نقداً لاذعا للصامتين والملتهين بالمكاسب وحصدها ، فيقول ” عندما لاذ الآخرون بالصمت وتركوا أهلهم وقت المحنة والتهجير والنزوح والظلم؛ نحن تركنا الخارج وعشنا بينكم في المخيمات؛ وشيّدنا المدارس بلا منة وهذا واجبنا تجاه أهلنا”.
مؤكداً في تغريدة له ” منذ دخولي للعملية السياسية وانا أطالب بحل ملفات النازحين والمختفين قسرا وغيرها من الملفات الخطيرة على السلم المجتمعي”.
وقدم الخنجر للنازحين، حقيقة وللانصاف ، ما عجزت الحكومة العراقية ان تقدمه لهم ، كتوفير المدارس والمراكز الصحية وتبني الابتعاث للدراسة خارج العراق ، وهي حقائق لايمكن انكارها او حجبها بغربال.
والحقيقة ان هناك اطرافاً سياسية تعرقل عودة النازحين لاسباب سياسية كما شخّصها الخنجر في تغريدة له في التاسع والعشرين من آيار، وهو المعني بها منذ سنوات كقائد سياسي دخل العملية السياسية في البلاد مؤخر وخاض انتخاباتها عام 2018 ولديه كتلة برلماني مؤثرة، والتي جاء فيها ” من يعرقل عودة النازحين الى ديارهم لحسابات انتخابية عليه ان يراجع ضميره الف مرّة ، فالناس وصلت الى مراحل يائسة في وضع انساني خطير . مستمرون في برنامجنا من أجل اعادة كل نازح الى بيته وبالتعاون مع العقلاء والشرفاء:.
اما قضية المختطفين والمغيبين قسراً ، فهي من القضايا التي ركّز عليها الخنجر ايماناً منه بان انهاء معاناة اهالي المغيبين قسراً من شأنه ان يساعد القوى السياسية المختلفة ان تدمل هذا الجرح الغائر في الجسد العراقي وتفتح الطريق لمصالحات اجتماعية وسياسية قد تنقذ هذي البلاد من المستنقعات التي تخوض فيها منذ عقدين من الزمن !!
المفقودون والمغيبون .. من اهم اجزاء قضية النازحين ، فهي قضية وطن ،لانها نتاج من نتاجات النزوح وعلى اساس حلّها أو تجاهلها يكمن الموقف من شعارات بناء الدولة العراقية لما بعد 2003 ، هذا البناء المشوه الذي ترافق ، بسبب طبيعته الطائفية ، مع بروز واحدة من أهم مشكلات اللوحة السياسية العرقية ، وهي التغييب والفقدان لآلاف المواطنين والنزوح للملايين نتيجة الصراعات السياسية ونتائجها الكارثية ( القاعدة ،داعش والميليشيات ) ومحاولات الاقصاء والثأر والتهميش والتغيير الديموغرافي والاعتقالات العشوائية التي مارستها قوات حكومية وقوى مسلحة خارجة عن القانون.
الملفت للانتباه ان الحكومات المتعاقبة تعاملت مع هذا الملف ( السياسي – الانساني) بطريقة لايمكن تفسيرها الا بعدم الرغبة في الخوض بهذا الملف الذي سيرفع الغطاء عن قوى وشخصيات حكومية وغير حكومية متورطة به لاعتبارات طائفية وانتقام سياسي واهداف انتخابية..!
عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا فى أمان، بنوا سور الصين العظيم لاعتقادهم بأن لا أحد سيستطيع تسلُّق علوه الشاهق، لكن خلال المائة سنة الأولى التى أعقبت بناء السور تعرضَّت الصين للغزو ثلاث مرات، دون حاجة لتسلُّق أو اختراق السور، إذ كان الغزاة يكتفون بدفع الرشوة للحّراس الذين كانوا يفتحون لهم الأبواب فيدخلون.
لقد ابدعوا في تلك الفترة التاريخية ببناء السور وتركوا حارسه هشاً ضعيف البنيان ، فما اصعب وضعنا ونحن لانهتم لا بالاسوار ولا بالحارس !