23 ديسمبر، 2024 3:22 ص

خصخصة اندية الدرجة الممتازة وحدها من يضمن تفوق العراق دوليا وبأقل التكاليف

خصخصة اندية الدرجة الممتازة وحدها من يضمن تفوق العراق دوليا وبأقل التكاليف

يتساءل كثير من العراقيين وانا بضمنهم عن جدوى ومبررات انفاق الحكومة العراقية المستمر لملايين الدولارات من اجل ان تستمر لعبة كرة القدم أو غيرها من الرياضات في العراق. لماذا على الكادح او الفلاح او العامل او لنقل كل عراقي لايعمل كموظف حكومي, لماذا عليه ان يدفع حصته من واردات النفط لشخص لايفعل شيئا غير انه يمارس هوايته (لعبة كرة القدم) رغم انه لايجيدها ورغم ان لعبه لايمتع احدا؟
ممارسة الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص تدخل ضمن اقتصاد صناعة التسلية في الدول الرأسمالية وهذه الصناعة خاصة ومستقلة لاتتدخل فيها الحكومات الا فيما ندر لذا يرفض الاتحاد الدولي تدخل الحكومات في تسيير شؤون الاتحادات الرياضية.
 كيف تتم عملية خصخصة الرياضة؟
 مفهوم الاحتراف في كرة القدم يعني ان اللاعب يمارس كرة القدم كمهنة ووظيفة يدفع له مالك او مدير النادي اجورا تتناسب مع مهاراته وبالتالي قدرته على جذب اكبر عدد ممكن من المتفرجين الذين يدفعون ثمن مشاهدة كل مباراة فالسوق (لا الواسطة ولا الحكومة) وحده من يقدر اجور اللاعبين, أي بمعنى آخر فكلما استطاع اللاعب ان يساعد فريقه على تحسين موقعه في ترتيبت الدوري وكلما استطاع جلب عددا أكبر من المتفرجين واستقطب أعضاء جدد لرابطة المشجعين كلما زادت اجوره.
 نحن في العراق لانستطيع تمييز اللاعب الجيد عن السيء ويمكن لاثنين منا ان يستمرا في الجدل لساعات طوال حول وجوب اعتزال او استمرار على سبيل المثال اللاعب “يونس محمود” لاننا لانعتمد مقياس السوق على تقييم اللاعب, اما في اوربا فمن السهولة على المشاهد او المشجع ان يقرر فاعلية لاعب معين من عدمها من خلال الارقام.
عندما يتوقف الدعم الحكومي المالي لاندية الدرجة الممتازة ويبدأ اعتماد الانديه, مثلما هو الحال في الدول الاوربية واللاتينية, على ايراداتها من المشجعين وجوائز الفوز بالبطولات والنقل التلفزيوني والاعلانات التجارية  سوف تنتهي المحسوبيات والواسطات والمجاملات  وبالتالي سوف لاترى لاعبا لايستحق ان يلعب على المستطيل الاخضر ضمن اندية الدرجة الممتازة في العراق.
كذلك سوف لايحتاج المنتخب الوطني الى فترات طويلة للاستعداد للبطولات الاقليمية والقارية والعالمية لان الاندية ستعد اللاعب اعداد كافيا لايتطلب انظمامه الى المنتخب الوطني الا بعض الوحدات التدريبية لخلق الاتسجام بين لاعبي الفريق المنتخب توا, وهذه احياتا تأخذ عدة اسابيع فقط ( البرازيل وبعض الدول الاوربية مثالا) الامر الذي سوف لايوفر على ميزانية الدولة صرفيات الاندية فحسب بل سيوفر كذلك معسكرات وفترات طويلة من اعداد المنتخبات للبطولات الكبيرة.
اليك بعض المقترحات لكيفية خصخصة كرة القدم في العراق:
 1 يتم اختيار أفضل اثني عشر فريقا فقط لتمثيل الدرجة الممتازة
 2 تعرض الاندية للبيع, وتشجع الحكومة العراقية الراغبين في شراء هذه الاندية من خلال تسليفهم الاموال التي يحتاجونها. وتقدم لهم المساعدات التقنية التي حتما سيحتاجونها في بداية مشوارهم.
 3 تبني وزارة الرياضة والشباب ملعبا أو مجمعا رياضيا بمواصفات دولية لكل نادي وتستقطع تكاليفه على دفعات تتناسب وقدرة النادي المالية حتى يتم استيفاء القرض كاملا.
 4 تنتخب الاندية اعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم وتدفع رواتبهم  ومن ثم يتم الاتفاق على اختيار الحكام والمراقبين الذي سيتقاضون رواتبهم من الاندية كذلك.
  5 تقدم الوزارة الدعم المالي, وعلى شكل قروض وليس منح, والدعم الفني المطلوبين لتأسيس قطاع خاص رياضي مستدام أو قادر على الاستمرار.
  اذاما  تمت خصخصة القطاع الرياضي في العراق  فستكون مبارياتنا مع دول المنطقة خلال السنوات القليلة المقبلة, ستكون  نزهة مثلما هو الحال بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية واستراليا.
 يمكن تطبيق التجربة ,اذاما ثبت نجاحها, على الدرجات الدنيا لاندية كرة القدم واندية الرياضات الاخرى. ننتظر رد السيد وزير الرياضة والشباب حول المقترح.

[email protected]