18 ديسمبر، 2024 8:33 م

خصخصة الكهرباء وتعقيدات ثلاث

خصخصة الكهرباء وتعقيدات ثلاث

كثر الحديث عنها، حتى عزلت دكاكين السياسة وراحت تتسكع بين ارصفة المنتقدين وشوارع المراقبين، تطلب من يشفي غليل المواطن بتوضيح يحجب عنه خوف الفساد المالي المنمق الذي سوقه مجموعة عنها، ويزيل الصدأ المتكلس على عقول البعض، ويصعق وزارة الكهرباء علها تنهض من سباتها ببيان توضيح، او تصريح يزيح اللغط الذي خيم على مفاصل مشروع الخصخصة الذي ولد مسجى على فراش التخلف، لذلك سنسلط الضوء هنا على تعقيدات ثلاث، وقفت حجرة عثرة في طريق العيش بنعيم نسائم التبريد، في صيف العراق القائض.

التعقيد الأول: من ادعى ان الخصخصة هي سرقة منمقة وممنهجة! ستلقي بظلالها على خزائن المواطن المتقشفة، وذهبت هذه الجهة بتظليل صورة المشروع وايهام عوام الشعب على انه سيودي بحياتهم قبل حين وفاتها.

سائني كثيراً منظر لمدعي المدنية والإصلاح وسط مدينتي، وهم يرفعون يافطات استنكار ويهددون بمظاهرات عارمة فيما إذا نفذ المشروع، مرسخين في فكر المواطن الناقم ان الخصخصة ستلتهم ما تبقى من ميزانيته المترهلة، مستغلين فطرته ليضربوا خصومهم السياسية، راسمين لوحة من لوحات دناءة الإصلاح المزيف.

التعقيد الثاني: “إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا” أكثر آيات الله شكوى على عبادة بسبب هجرانها، فلم يعمل بها الا ذو حظ عظيم، فما ان دقت طبول الخصخصة الفاسدة حتى أصبح الحديث عن فسادها فاكهة المتحاورين، دون تبين ودراسة، تفند اراجيف مدعي الإصلاح، الذين يتغنون بإنعدام الكهرباء والخدمات، لاسيما انها مادتهم لتفويج الناس لساحات التظاهر، فلم يسأل المنتقد نفسه، أما آن لنا ان نتخلص من اسلاك المولدات الاهلية المقززة، وجشع أصحابها؟.

التعقيد الثالث: من فتح الباب مشرعاً امام تطاول المنتقدين وتخوين البعض، انه سكوت وزارة الكهرباء الصارخ، لا بيان توضيح ولا تصريح يثلجا قلب ذلك الساكن في نائية المدن، ويوقفا خفقان قلب تلك الارملة التي صدع مدعي الإصلاح رأسها بأن مشروع الخصخصة سيلقي بفيء فساده على ما تبقى من مستحقات زوجها المسجى في ايمن الموصل.

خلاصة القول: إذا ما وجدنا شفرة تحل تلك التعقيدات الثلاث، سننعم بشتاء دافئ وصيف نتساوى به مع ساسة الخضراء من حيث البرودة والترف، لاسيما اننا سنتعلم لغة الترشيد التي بلا شك لم يعرفها متظاهري مديني، وقبل السلام: لو زج المتصديين دروساً في الثقة لزبانيتهم، لنعمنا بمصاف الدول المتقدمة.