1- ثورة الاسلام :
فان الامام الحميني كان يفكر بعمق ان الاسلام ان بقي حبيس الرفوف فكريا وامام الهجمة الغربية والاستشراق الطاعن في قلب الفكر الاسلامي وماكتبه بروكلمان وعامة المدارس الاستشراقية عبر التاريخ والتي اعتبرت الاسلام فكرا غير مناسب له التطبيق والفاعلية وانه لايتجاوز مرحلة الافتراض والنظرية والوصفية , وانه غادر الحاضر كونه ينطبق على عصور مرت وبداوة تصرمت فان بقي الاسلام رهين الماضي فانه لايمكنه من خوض التجارب الا ان الامام اثبت ان المفاهيم القرانية والروايات والمعارف الالهية قادرة على ان تكون مشروعا ومنهجا ونظاما سياسيا عمليا قابل للتطبيق واحداث التغيير الاجتماعي والسياسي والعلمي والتقني والامني من هنا اثبت الامام الخميني ومن اللحظات الاولى ان الاسلام روية عملية وليس مجرد افتراض ومن هنا قال الامام الخميني في كتاب الحكومة الاسلامية الذي بلور افكاره في النجف الاشرف (الاسلام مشروعي عملي)
2- ثورة المسلمين:
فقد كان الغرب وما يزال يريد بالمسلمين التاخر والضعف والنكول والنكوص ليكونوا اداة طيعة بيد الاستكبار وتكون خيراتهم نهبا لهم وليس للمسلمين الا ان يكونوا حراس المصالح الغربية وحراس البوابة الشرقية , اذلاء صاغرين يخشون ان يتخطفهم العدو, فمنح الامام بثورته المسلمين الهوية والقدرة وسار بالمسلمين الى الوجود ومازالت المسيرة تتكامل نحو بناء حضاري علمي تقني تكنولوجي وعمراني واقتصادي فاعاد للمسلمين هيبتهم وعمق الشعور بالعزة والمكانة والنهضة والاستثمار لخيراتهم وثرواتهم وطاقاتهم البشرية التي كانت نهبا للغرب ومازال الامام الخميني حاضرا من خلال الامام الخامنئي لمناصرة المسلمين في كل بقاع العالم سياسيا وامنيا وحضاريا
3- ثورة المستضعفين:
فان تعاليم الاسلام التي تناصر المستضعفين وتبعث فيهم القوة والعزة والفكر الثورة هي (تلك التعاليم) ذاتها التي نشرها الامام الخميني وعمل جاهدا في خطاباته لالهام الشعوب مفهوم الثورة, والتحرر فثورة الامام التي انطلقت من القران هي ذاتها التي حملها الامام الخامنئي , ومازال يحملها وليس ادل قول نلسن مانديلا للامام الخامنئي (ثورة الامام الخميني وجدتها في مسيرتي ونضالي وفي عموم افريقيا وعيون الفقراء والمظلومين)
4- ثورة الدولة :
فقد كان العالم يتصور ان الامام الخميني غاية ما يهدف اليه بثورته مجرد اصلاحات في كيان النظام الملكي الشاهنشاهي وتنتهي ثورته باصلاحات وتغييرات وزارية وثمة مطا الا ان الامام لم يكتف بالثورة لمجرد الثورة ولم يقبل ثمة اصلاحات حكومية او اصلاحات جزئية مطلبية بل كانت خطاباته توكد بانه لايمكن ان تنتهي الثورة الا بهدف واحد وهو اقامة دولة العدل الالهي بما يعنيه من دولة لها دستورها المستمد من القران والسيرة والمسيرة النبوية فلا ثورة بلا دولة ولا قيمة للدولة عنده ان لم تتضمن جوهر القران الكريم والتشريع الاسلامي تطبيقا وعملا .
5- ثورة الجغرافيا العالمية :
فكل ثورة في التاريخ المعاصر عاشت في حدودها الجغرافية الوطنية واليكم الثورة الفرنسية والجزائرية وثورات عديدة الا ثورة الامام الخميني فانها امتدت على جغرافيا الشرق الاوسط واسيا واصبحت قوة ايديولوجية وفكرية تحاصر الغرب والعملاء وتحتل مساحات واسعة وتحاصر المشروع الامريكي في المنطقة بتلاحم الشعوب مع مبادئها هي اليوم في الخليج وفي البحر المتوسط وفي الجزيرة وفي كل مكان حتى يظهر الله قائم ال محمد عج فضلا عن تاثر لبنان والعراق واليمن وكل الشرفاء بها . لان ثورة الامام الخميني غيرت الجغرافيا السياسية ( الجيبولتيك ) وحطمت المشروع الغربي واوجدت ثقافة التحرر والمواجهة والمقاوة مهما كلف الثمن .
6- ثورة الحوزات العلمية:
لم نجد في ادبيات الامام الخميني انه يتحدث عن الثورة بانها ناتج جهده وجهاده وكفاحه النضالي فلم نجد كلمة واحدة في كل حياته وانما يركز على انها الفقه والفكر الاسلامي الشيعي وتلتقي مع جميع الحوزات والمدارس الاسلامية وبنحو خاص حوزة النجف الاشرف بمهمة ومشترك اعادة انتاج الانسان المسلم وهويته وانتاج الفكر الاسلامي وجعله حاضرا في الجامعات والموسسات والمنتديات الفكرية والاعلام والقنوات والمنظمات وفي حركة الامة وقال الامام الخميني ( انها ثورة الحوزات العلمية ) وقد راينا الثورة كيف تحيي وتحترم وتركز على احياء تراث المفكرين والمراجع والعلماء وليس ادل ان الامام الخامنئي خاطب المصرين حينما ثاروا على نظام حسني مبارك (بانكم يابناء مصر انتم ابناء الازهر وحسن البنا وسيد قطب) فالامام الخميني ليس بدعا من المراجع بل هو خلاصة حركة المراجع وحركة التاريخ والانبياء كما قال الشهيد الصدر فيه ( ان حركة الامام الخميني هي حركة الانبياء) لذا قال (ذوبوا في الامام الخمني كما ذاب هو في الاسلام)
7- ثورة التاريخ والتعريف والنموذج (الهوية) :
فقد عانت المجتمعات الانسانية عبر التاريخ من الظلم والنهب والحرمان والتغييب والتجهيل ,خصوصا في عالمنا المعاصر وتاكد هذا عبر القرون الاربع بعد هزيمة الامبراطورية العثمانية, فانطلق المشروع الغربي الصهيوني الاستشراقي ليملاء الفراغ ومن ثم المشروع الامريكي الذي استولى على مقدارت المسلمين فامعن فيهم ذبحا وتوسع فيهم تشريدا ونهبا وسلبا وامعن فيهم ذلا ومن خلال عملاء لايرقبون في مسلم الا ولاذمة , من هنا نجد في بيانات الامام الخميني ومن بعده الامام الخامنئي ركزوا ومنذ انطلاق الثورة ثم مرحلة الدولة انها ثورة تستلهم حركة التاريخ وتوقف النزيف وتمنع الاستكبار ان يستمر ويستثمر في طاقاتنا ويلغي هويتنا .
8- انها ثورة هوية آل البيت (ع):
منذ الانحراف الذي شهدته الامة الاسلامية في السقيفة وماتلاه من المنهج الاموي والعباسي والصهيوني والغربي وما اعقبه من وهابية وسلفية مقيته تحاول طمس فكر ال البيت كما فعل من قبل بمنع التدوين لئلا تصل الرساله المحمدية الينا الرسول(ص) وقد تظافرت جهود الطغاة عبر القرون لمحو الاسلام ومحاربة المسلمين لتعطيل فكر ال البيت (ع) الا ان الامام الخميني اعاد لمدرسة القران وال البيت امجادها و جعل فكر ال البيت منهجا وكرسيا للحكم ومنبرا للفكر واعلام وقانون وجامعات وبحوث واطاريح وحوزات ووزرات وتشكيلات ثورية واليكم تلك الرايات التي ترفعها المقاومة وهي تنتهتج من الحسين ثورة وعطاء (يالثارات الحسين) و (وهيهات منا الذلة) و(كل ارض كربلاء وكل يوم كربلاء) و (كل مالدينا من عاشوراء).
9- انها ثورة التغييروالتجدد والتفاعل والنمو:
اثبت الامام الخميني ومن خلفه الامام الخامنئي ان ثورة الامام الخميني لم تكن ثورة ولدت لتموت وتتجمد اثر الحصارات الغربية والطائفية والبعثية والقومية والصهيونية والسعودية بل هي ثورة تمتد في الجغرافيا والسياسة والتطور العلمي والتقني وفي كل شي انها انتجت المفكرين والثوارانها تقاوم العدو وتطيح بالانظمة وتبعث الافكار وتلهب القيم والحماس وتولد اجيال تحفظ القران وتحمل السلاح وسوف تستمر الى ان تحقق بعدها الحضاري وهذا ما اشار اليه الامام الخامني في الذكرى الاربعين لعمر الثورة الاسلامية.