23 ديسمبر، 2024 9:46 ص

ضربة معلم تلك الفكرة والخطة التي وضعت ضد العراق ، ودبرت باليل وحيكت حتى وصلت الى مرحلة التطبيق لكي تنفذ بهذه الطريقة البشعة والتي اظهرت انياب المتوحشين لتكون اكبر عملية تقسيم ومحي لحضارة وكسر اعرق ديانة ومذلة الاقليات وتهجير ابناء العراق الاصلاء وقتل اكبر عدد من المسلمين الاوفياء لهذا البلد حيث يشهد التاريخ بطش لا مثيل له في هجمة غوغائية تذبح العراقيين من الوريد الى الوريد، وكل هذا يحصل امام اعين دولة مهزوزة وجيش متخاذل وميلشيات طائفية ورعب يضرب البلد.

في كل بلاد العالم عندما يحدث امر بسيط او فضيحة معيبة يتنازل السياسي وامام ارادة شعبة ويقدم اعتذاره ، ولكن في بلادنا العربية يحدث الامر الجلل مصحوب بالبركان والزلزال ولا ينزل احد من كرسية، فالنظام الديمقراطي الذي وصلنا كان ناقصا بالمفاهيم والتطبيق فلايمكن ان نتعرض لهزة كبرى كل اربع سنوات لنخسر فيها الى ملايين من ابناء وطننا المنكوب بدون ذنب لكي نشهد ولادة حكومة عسيرة لا تلبي مطالب شعب.

العالم يتغير فيه الرؤوساء والوزراء والمسؤولين بدون اي تاثير على حياة بلادهم وحتى في بعض الاحيان الشعوب لاتدري فالمسؤول قادم لخدمتهم وليس لبناء مجد شخصي او اعتلاء كرسي ولكن لكي تسير الامور نحو الاحسن بخطط جديدة وتقدم وازدهار.

الا في اوطاننا فكل الامور بالعكس تنهار المنظومة العسكرية والامنية في تغير شخص قد لا يكون المعني بهذا اوذاك لا من قريب ولا من بعيد حتى يضيع البلد ويمزق الشعب فاما ان يكون شخص واحد يقود واما ان يتراجع البلد الى القرون ماقبل التاريخ.

كل المعطيات تشير ان كل الذي يجري في بلدنا يخدم اطراف بعينها داخل العملية السياسية او خارجها وكل مايقوم بها كل الاطراف المسلحة من داعش والفصائل والميلشيات والجيش هو بالنتيجة ضرب البلد وقتل الشعب ومسح تاريخ العراق وذبح ابنائه الاصلاء وتهديم البنية التحتية التي اجهز بها المحتل من قبل ورجعت كل القوى دون استثناء لتكمل على ماتبقى.

ولو يفكر كل واحد من هذا الشعب العراقي المنكوب من الخاسر الاوحد ومن الرابح في كل مايجري لوجد الصورة الحقيقية واضحة جلية امامه بعدما زوال الغشاوة عنه لكي يعرف من يريد تخريب البلد وقتل كل من فيه لكي يبقى مستفيد.

الاعداء يفرحون عندما يبعون كل السلاح الذي صنعوه مادام هناك من يشتري وباغلى الاثمان لكي يقتل به الشعوب، ويفرح اكثر كلما كان هناك قتال بين ابناء الشعب الواحد ويسعى لتفريقهم لكي يسكب الزيت على النار. ولقد ذكر صحيفة التايمز البريطانية ان الحاجة ملحة الى اعادة التفكير في الستراتيجية التي اتبعها الغرب خلال القرن الماضي في الشرق الاوسط ومنها العراق ولا يمكن التراخي عما يجري في العراق رغم أننا غير مسؤولين عنه.

وأضافت في تقريرها أن “العراق كدولة يواجه خطر الموت وان كل الشرق الأوسط بات تحت التهديد”، مبينة أنه “سيكون لزاما علينا كغربيين إعادة التفكير في ستراتيجيتنا تجاه الشرق الاوسط ودعم العراق في هزيمة التمرد وانه من الواضح أن السياسة في العراق سوف تتغير نتيجة الأزمة الحالية”. واوضحت الصحيفة أن “الغرب بحاجة إلى خطة شاملة للشرق الأوسط وأن نتعلم الدروس من العقد الماضي بشكل صحيح في القيام بذلك ينبغي علينا الاستماع والعمل بشكل وثيق مع حلفائنا في جميع أنحاء المنطقة وفهم قضاياهم الذي يعد أمرا بالغ الأهمية والذين هم على استعداد للعمل معنا من اجله “.

اذن التفكير في الغرب يمضي في كيفية المعالجة في وقت تجري على الارض معارك طاحنة الكل فيها خاسر والخاسر الاكبر هو الشعب، فمتى يعي الدرس ويوقف عجلة الدمار التي استعرت فيه قبل فوات الاوانّ؟!.