23 ديسمبر، 2024 8:36 م

خريف العمر في بيان حسن العلوي

خريف العمر في بيان حسن العلوي

كثيرة هي تلك الطرائف التي اتحفنا بها (عنوان) عروبتنا المتهمين بها نحن السيد حسن العلوي في (بيان) رده على النائب عن دولة القانون سامي العسكري * ، ولأننا بحاجة ملحة لكثرة مصائبنا لمن يجعلنا في سرور من أمرنا ونضحك حد القهقهة أصدر العروبي (العتيد) بيان بياناته .
لاأعرف من أين أبدأ بشرح معلقته ، مما أوجب علي الإستعانة بما جاد علينا به طيب الله ثراه الراحل علي الوردي في (وعاظ السلاطين) التي أتى على ذكرها العلوي لاتبين عبره ماكان منه في بيانه ، فقد نقلنا جميعا” مرغمين إلى بلاط ملكي ليسمعنا من المديح بحقه مالم يأتي به أقرب حاشيته .
فهو(نائباً يمثل عروبة العراق ومصالح الامة العربية منافحاً عن كرامتها وكبريائها طيلة خمسين عاماً مستمرة) لكنه لم يأتي على منجز دفاعه هذا طيلة نصف قرن مضت وثمراته ، وما يمكن ان يكون حال العراق لولا ماكان من إستبساله وإستماتته دفاعا” عنا نحن الميؤس من أمرنا منذ عرفناهم .
كيف يكون مليكك حاميا” لطوائف مملكته ومللها والناس تسب من على المنابر وتخون وتبعد عن إدارة شؤون البلاد لا لشيء إلا لإختلافها مع ما تمذهب هو ، ودعوات الإصلاح المنادية بها شرائح واسعة من شعبه مؤامرة تتراوح أبعادها بين الشيعية المشركة والليبرالية الكافرة ، كما لم تبين لنا من أين اتت حالات الفقر المدقع وهو الذي يتناول وجبات (الغداء والعشاء) معهم ، خاصة وهي المصدر الرئيسي للطاقة في العالم ، فلا تغرنك أحجار الكعبة وكسوتها أو ابراج جدة عروس بحرهم الاحمر والغارقة بأمطارها كل شتاء منذ (70) عاما” .
مليكك الذي ذكرت أغدق على شعبه المبتلى به مليارات الدولارات هذا العام (منة) منه عليهم وهي أشبه ماتكون بالرشوة وأدا” منه لما يمكن ان يكون من حراك شبيه لما كان في منظومة العمل العروبي البالية لكن هيهات ، فالتغيير قادم لا محالة بفعل داخلي سأم الناس ما هم عليه من كبت ومصادرة حريات ، أو بفعل خارجي استشعر الخطر بذلك الخطاب التكفيري وبث سموم الكراهية بين بني البشر وتكفيرهم كل مخالف ، لا ان تأتي الآن لتذكر لنا تصديه للمتطرفين في بلاده وهم إحدى صنائع ما كان يدرس ويغذى به لب مواطنيهم من حشو جعل منهم قنابل بشرية حالمة بجنات عدن وحور عين تفتك بالناس وتلحقهم (سعير) ، وما كان هذا ليكون لولا ذلك التحالف المشبوه بين سلطان جائر ومؤسسة دينية عفنة .
نعم لقد أبتلينا بثلة من الساسة الفاسدين وكنت احد الملتحقين بهم ، كان يمكن لهم النهوض بنا نحو حال أفضل مما نحن عليه اليوم ، لكن ماذكرت من واقع مأساوي لمدن العراق ليس وليد الساعة او السنوات التي أعقبت التغيير فحسب بل ما ورثناه نحن من أيام ذلك (الدفاع) منك عن عروبة العراق حال بيننا وبينها إعلام كنت أحد زعاماته ، اما مدنك الشيعية (المنتمي إليها) وهي غمزة غير بريئة فقد كان (البعث ربكم) منذ عهدناكم وإن كنتم متهمين بالرفض .

القرضاوي ..
لن أنصف تلك الدماء التي سالت في العراق مهما كانت كلماتي بحقه قاسية ، وشهادتي به مطعونة ، زفت إلينا عبر فتواه (الجهادية) أجساد نتنة يملئها حقد وعقد نفسية ، فكنت انا فارسا” مغوارا” ذو شجاعة في الجمل وصفين او متخلفا” من قبل عن سقيفة الحكم العقيم يحق لهم قتلي ، كان صمتك أولى من نطق كلمات الثناء بحقه ، وجدناه مناصرا” لتطلعات شعوب أخرى في الإقليم في إنعتاقها ، بعد مرسوم أميري ألزمه بذلك وكان قبلها من الراقصين على جراح ذات الشعوب بمديح وثناء لمن هم الآن خارج السلطة .
اما عزلتنا فلم تكن إلا نتاج سقوط إحدى اهم (خرزات) مسبحتهم بعد ان تصدى للحكم من لم يكن إلا مواطنا” أدنى في سلم المواطنة ، في حين كان المؤمل ان يكون هناك من حباه الله بصكه الألهي في الحكم ، ولن يكون الإتيان بنقيض تلك التصريحات فعل السحر في تقبلنا عربيا” .

* نحن بالضد من ذلك الخطاب الإعلامي المليء بالسباب والشتيمة الذي لازمنا طوال عقود كل ما أختلفنا مع هذه الدولة أو تلك سياسيا” .

كاتب عراقي