22 ديسمبر، 2024 7:44 م

كل أمة تنهض بواقعها بسواعد الشباب ، وهممهم مستغلة بذلك طاقتهم المخزونة ، و الدافع الداخلي المحرك لبناء مستقبلهم ، و مستقبل بلادهم متجاوزين كل التحديات ، التقليدية المزروعة من قبل كهول الحكم و تجارها.
آفاق شباب العراق بكل اطايفه في أكتوبر 2019 ، و أزالوا الغمامة السوداء عن عيونهم ، متحدين كل الخطوط الحمر وتجيان الرؤوس ، مطالبين بوطن خالي من فسادهم وأجراهم .
ظن حكام الخضراء واحزاب الخراب ، و قوى اللادولة انها فورةَ قهوة و يرجع الشباب ، و يهدئ الشارع و يبقون هم في بروجهم العاجية ، يضحكون و يسرقون و يقتلون و يبيعون الارض و العرض ، انتقاماً لرغبة اسيادهم البربرية و الهمجية ، لكن جوبهوا بأصرار وعزيمة للموت ، من قبل شباب تشرين لاستراد وطن ، اضاعوا فيه كرامة الانسان و حقوقه ، وكل ما يمت للانسانية من صلة بل ، حتى الدين اضاعوه و اختزلوه ، بخرافات و اكاذيب و أوهامهم لا من اجل شيء ، بل من اجل ان يبقوا في امبراطورياتهم المتهالكة .
خرج الوطن لاسترداد شعبه ، نعم ايها العالم خرج الوطن الجريح ، الخرب لاسترداد امجاده و سطوته التي فقدت على يد هؤلاء مدعي الوطنية ، فلبى ابناءه النداء و ثاروا و انتفضوا ، و سالت دمائهم الزكية لاستراجاع الوطن ، لن ينثنوا و لن يكلوا و سيخيب مسعى الفاسدين ، فالوطن اقوى و ادهى و اصلب بأولاده .
كل ثورة و كل انتفاضة تتخللها ، شوائب و اخطاء لتنوع الشعب ، و تنوع الرؤية و تنوع الفكر نعم ، لم تحقق ثورة تشرين مرادها ، و لا اهدافها و اخترقت من قبل ، احزاب السلطة و غير السلطة ، اخترقت من قبل اللادولة ، لكنها بالمقابل اسقطت رمزية و قدسية ، هذه الاحزاب وقوى اللادولة.
نم قرير العين يا وطني فاليوم ، وعي الشباب اصبح يؤرق و يدوي مسامع الفاسدين ، اليوم يا وطني اصبحنا اكثر حباً و تمسكاً بك لا تخف ، فشبابك و بناتك جميعهم خرجوا ، لنداءك #نريد_وطن .