22 نوفمبر، 2024 11:47 م
Search
Close this search box.

خذوني لليهود

كم هو على حق ذلك العجوز السوري الذي لم يجد ما يأكله داخل بلده فقال أمام وسائل الإعلام خذوني عند اليهود ؛ لقد أيقن إن اليهود أكثر رحمة من أبناء بلده من الذين يدعون الإسلام ويدعون إنهم خير أمة أخرجت للناس ؛ هو يعلم ان اليهود لم يتركوا معدته تأكل لحمها ؛ ويعلم ان المشاهد الدموية لم يرها هناك ؛ حان الوقت لكي نعلن جميعا عن حاجتنا الماسة للهروب الى بلدان اليهود والكفار وأصحاب اللادين لعلنا نجد من يرحمنا ويخرجنا من مانحن عليه الآن ؛ لقد بلغ السيل الزبى ولم تعد في اليد حيلة ؛ قد أغلقت جميع الأبواب بوجوهنا ولم نر أية بارقة أمل ممكن أن تعيد لنا كرامتنا المنهوبة
ولاكرامة بلا عيش آمن ؛ لم نر في بلداننا ما يشعرنا بإنسانيتنا ؛ الكل يعتبرنا عبارة عن ارقام في معادلة الرعب وما علينا سوى موازنة هذه المعادلة لكي تحقق غايتها
مسعود البارزاني كم انت على حق عندما تريد تصدير النفط الى اسرائيل أستحلفك بالله ان لاتتوقف عن ذلك ؛ صدر ماتشاء وما عليك سوى ترفيه شعبك ؛ دع خلفك الإفتراءات والأناشيد القومية وتصرف بحكمة ؛ سنوات عديدة و نحن نلوك بأناشيد العرب أوطاني ولم نجن من ذلك سوى قطع الرقاب ؛ اسلامنا وبلداننا لايرسلون لنا سوى المفخخات والدواعش كي يذبحوننا وحان الوقت لكي نقول كفى لتلك المفاهيم الذباحة ؛ بلدكم المزعوم ذبحكم في الأنفال وفي حلبجة وحان الوقت لكي تبصقوا على هذا البلد

أما نحن الفقراء الذين ولدنا في هذا الانتقام المسمى بالعراق فلم نجد ما ينقذنا ليرسلنا الى بلاد الكفر والإلحاد ؛ خيراتنا سلبت وأعطيت لأناس إستثمروها في بلدان الكفر وحرمونا حتى من زيارة تلك البلدان ؛ فأين الهروب ؟ كيف نتخلص من هذا البلد ؛ كيف نجد مخرجا من مأساتنا ؟ كيف نضع حدا لعذاباتنا ؟ لقد سقط صدام ودفعنا المئات من أرواحنا ضريبة لرحيله ؛ كنا نتصور ان رحيله يعني نهاية عذابنا ؛ لكنا عدنا الى ايام مشابهة الى أيامه ! فأين الهروب ؟

المتسلطون على رقابنا الآن يتمسكون بنا لكي نصبح دروعا بشرية من أجل حمايتهم ليس إلا ! لقد منعوا علينا كل شيء ؛ ممنوع علينا ان نرى الكهرباء كي لانشاهد نعيم الدنيا الذي يتمتع به غيرنا ؛ لقد منعونا من الأمان لكي لانشعر به ونفكر بأعمال تعارض وجودهم ؛ المطلوب منا أن نبقى في دوامة مستمرة متعددة الأشكال ولذلك لم نشهد شهرا بلا تسمية جديدة ؛ بدأنا بقوات التحرير ومن ثم الى قوات الإحتلال الى المليشيات الى الصحوات الى داعش الى المتطوعين الى الصرخيين وماخفي كان أعظم

ما الذي يجبرنا على البقاء بهذا البلد المتعطش لدماء مواطنيه ؟ ليس حبا به ان نبقى في ظل هذه المتاهات ولكن قلة حيلتنا وعدم وجود اليد التي تمتد لإنقاذنا ؛ متى نتعلم ان الخارجين عن هذا البلد هم افضل منا جميعا ؟ لقد خرجوا في السابق وعاشوا أفضل منا وعادوا وحكومنا وهم يعيشون في نعيم خروجهم من هذا البلد ولازالوا يعيبون علينا البقاء في ظل تلك الأجواء ؛ والآن كل من يخرج من العراق يصبح وطنيا أكثر ويعيش في حياة محترمة تحققها له بلاد الغرب

الحلم الوحيد الذي اتمنى ان اراه داخل العراق هو وجود قيادة عراقية تتعاون وتتحالف الى حد النخاع مع اليهود وهو الحل الوحيد الذي يمكن ان ينقذ فقراء هذا البلد اما التمسك بشعارات القومية والعروبة والاسلام فلم تزد الاوضاع العراقية الا فقرا وقتلا وانتهاكا.

*[email protected]

أحدث المقالات