26 نوفمبر، 2024 9:35 م
Search
Close this search box.

خذوا العبرة من.. باندا ..

خذوا العبرة من.. باندا ..

… والباندا هذه ..واسمها الكامل جويس الباندا ؛ هي رئيسة جمهورية الملاوي الحالية ؛ احدى افقر الدول الافريقية على الاطلاق ..وكانت ناشطة بارزة في مجال حقوق المرأة ونالت شهرة دولية لعملها في مجال تعليم الفتيات الفقيرات.
مؤخرا ..جمعت هذه ( الباندا ) مستشاريها وعدد من الخبراء الاجانب لتتدارس وتضع الحلول لواقع الفقر المدقع في بلادها ..حيث انتهى الامر الى ضرورة وضع برنامح صارم للتقشف ..وتخفيض النفقات الحكومية ومحاربة الفساد ..فما كان من باندا الا وبدات بنفسها فقررت التنازل عن ثلاثين من المئة من راتبها الشهري البالغ خمسة الاف دولار امريكي ..ثم باعت خمسة وثلاثين من السيارات الفاخرة التي يستخدمها وزراؤها والمسؤولون الحكوميون اشتراها الرئيس الذي سبقها ..واخيراً قررت الرئيسة بيع الطائرة الرئاسية الخاصة ؛ مما وفر لخزينة الدولة المالاوية خمسة عشر مليون دولار فقط لاغيرها !!..قالت الرئيسة انها تكفي لاطعام مليون ونصف المليون من الجوعى والفقراء في بلدها ..مقترحة ان يستمر البحث عن اجراءات اخرى لخدمة وسد رمق الفقراء الباحثين عن لقمة العيش.
لم تصف باندا الغالبية من ابناء شعبها باي وصف مهين سوى انها قالت انهم فقراء وانهم يستحقون كل التضحيات .. لم تصفهم بالعملاء ولا المطايا ولا الدايحين ولا المتخلفين كما يفعل سياسيو عراق اليوم ممن ابتلي الشعب بهم ..ولكنها قالت في كلمة بمناسبة عيد استقلال البلاد ان العمل الرئاسي في بلدها قد يصيب اي انسان بالجنون عند التفكير بالمشاكل الكثيرة التي تواجهها البلاد ..لأن اغلبية الملاويين ما زالوا فقراء وهم كذلك منذ فترة طويلة جدا ..وموارد البلاد شحيحة جدا .
هذا هو فكر وتصرف السياسيين الذين يخدمون شعبهم بتجرد وصدق وحسن نية في بلد مغلق ذي خمسة عشر مليونا .. بلا موارد سوى الزراعة ..واربعة وخمسون من المئة من الشعب فيه يعيشون تحت خط الفقر .. كما ان ميزانيته ضئيلة للغاية وتعتمد بدرجة اساسية على المعونات الخارجية ..وهذا هو الدرس الجديد والمثل الحي الذي لا اعتقد ان السياسيين في بلدنا سيستوعبونه رغم الغنى الكبير الذي يتمتع به العراق وميزانيته التي تتجاوز المائة والعشرين مليار دولار ..والموارد الهائلة التي ستحيل العراقيين الى اثرى اثرياء العالم ؛ فقط  لو وجدوا نزيهاً ومخلصاً ووطنياً وشريفاً يقودهم ..ولا ينعتهم بأخسّ الصفات واوضعها ..وهم الذين اوصلوه الى كراسي الجاه والثراء والحكم والمسؤولية والامتيازات يخمط منها ما يشاء ..وهو الذي قضى جُلّ حياته خارج الوطن ( مجاهدا ) بالليالي الحمراء واللحوم البيضاء ..حتى اذا انزاح عن هذا الكرسي بعد اربع او ثماني سنوات تمتع بتقاعد خيالي وامتيازات تفوق الخيال له ولاسرنه وسابع جد من جدوده مدى الحياة ..
ايها السياسيون ..خذوا الحكمة من هذه الـ ( باندا ) وكفاكم خمطاً ولغفا و..اهانات للشعب ..واحذروا طوفان هذا الشعب ان بلغ السيل الزبى ..وكفى .

أحدث المقالات