23 ديسمبر، 2024 10:02 ص

خدمة وطن كلمتين مترابطتين لا يعرف معناها جيـدا إلا قلة من الناس الذين يعيشون في هذا العالم الكبير ، خدمة وطن من الضرورات التي يجب أن توجد في كل دولة من دول العالم ، خدمة وطن صورة مشرقة لدول متقدمة في مجالات عدة ومتميزة عن الدول الآخرى ، والتميز لا يأتي إلا من خدمة وطن ، هاتين الكلمتين لو يعلم من يهمه الامر المعنى الحقيقي لهمـا لوجدنا عراقنا ليس بهذا  الحال ..بل لرأيناه من أفضل دول العالم
 ولأنحسرت مصائبنا وذاب غضب هذا الشعب المنكوب  وقل ألمه وحسرته من مصائب اصحاب الحل والعقد من سياسين ومسوؤلين ومن لف لفهم  ولتلاشت
المشاكل الكثيرة التي  يفتعلها هؤلاء (اللي الله بلانه بيهم )…
وما اروعهما من كلمتين وخاصة عندما تسمعها من شخصية مهمة وكبيرة وهو يقول أنت هنا في خدمة وطن ، فخدمة وطن واجب على كل شريف
 ، ولكن يجب أن نحذر وننتبه أن لا نكرر الكلمة لفظا وننسى الفعل ، فهناك من ألسنتهم تعبت من تكرار الكلمتين من دون فعل ولا عمل!!!؟ ، والسؤال المهم والذي نبحث عنه في كل مكان ألا وهو هل أنت في خدمة وطن !!؟ وهل تعرف معنى خدمة وطن ؟ فبالله عليكم اخبروني ما هي خدمة وطن ؟
عندما تذهب ولأول مرة في حياتك لإحــدى الدوائر الحكومية أو فلنقل نأخذ جولة على دوائرنا الحكومية ونجرب التعامل مع أغلب الموظفين لوجدنا اختلاف كبير في تعامل في كل دائرة ، فهذا موظف محترم ، وذلك موظف متكبر ، وتلك الموظفة محتشمة وتعاملها رائع بينما تلك ترفع رأسها وتصرخ على المراجعين وكأنها في بيت أبيها ، والمسوؤل خلال عمله في خمسة سنوات مشغول ولا يمكن الدخول عليه إلا بالفيتامين الخاص ،وهم الان الاغلب الاعم ..ومسؤول آخر مكتبه مفتوح طوال فترة العمل لجميع المراجعين..وهؤلاء في واقعنا الحالي من النوادر  ، تلك الفئات وغيرها نشاهدها ونتعجب من هذا الإختلاف في السلوكيات !؟ ولكن عندما يظهر  هؤلاء المسؤولين
 في وسائل الاعلام والفضائيات  فانه يتحدث بهدوء وثقه وابتسامة الايمان والتقوى على محياه وكانه احد الزاهدين ويجعلك تخجل من نفسك عندما يعدد لك مشاريعه الورقيه ومعاناته في انتزاع الحقوق لعباد الله المساكين !!!وهو في الحقيقه يستنكف حتى الرد او النظر الى سائليه …وأحد هؤلاء   وبالصدفه رأيته في مطار إحدى الدول المجاوره ونحن ننتظر الصعود الى الطائرة عائدين الى بغداد .وكان ينظر الى الجالسين وهم جميعهم عراقيين نظره فيها من التعالي والاستعلاء ما يجعلك ترغب بتناول اقرب كرسي قريب عليك وتكسره على راسه ورأس الخلفوه هذا السياسي او بالتحديد عضو برلمان .هل يفهم
معنى كلمة (خدمة وطن) وهو بهذه الصفاقه !!
وهناك امر ربما لاحظه الأغلب إن لم يكن الجميع  في وسائل الإعلام  وبالتحديد البرامج التي تكون حلقة وصل بين الجمهور وهؤلاء السياسيين والمسؤولين  والمحاولة على الوقوف على مشاكلهم وحلها والملاحظة هي خوف بعض هؤلاء عن الحديث للإعلام والتهرب من المواجهة بطرق مختلفه منها عدم الرد على الإتصالات التي تأتي من الإعلام ، بل بلغ بأحدهم أنه أغلق الهاتف على الإعلامي الذي يقوم بدروه في البرنامج  والذي يتابعه الجمهور ، ماذا ستشعر عندما تسمع أو ترى بهذا التصرف الوقح ، يأتيك أمرين الأول أن هذا المسؤول على خطأ ويخشى أن ينفضح وخاصة أن بعض الإعلاميين  لديهم اسلوب قوي في التحاور  وإظهار الحق ،  او ان هؤلاء ومع الأسف  لا يفهموا معنى (خدمة وطن
خدمة وطن تحتاج إلى شخصيات بمواصفات معينة ، فليس كل شخص يعمل ويجتهد لديه خدمة وطن ، فالمواصفات المطلوبه وأهمها الخوف من الله تعالى أولا وآخرا ، ومن ثم الإخـلاص في خدمة شعبه والإجتهـاد على تأديته على أكمل وجه وعدم اكل حقوق الآخرين او التعدي عليها ، وأيضـا الإحترام في التعامل ومواجهة الجمهور في جميع الأمور دون التفكير في إغلاق الأبواب في وجوههم حتى لو وقع المسؤول في الخطأ ، فالإنسـان غير معصوم من الخطأ ، والخطأ الأكبر أن تُخطئ وتهرب خوفا من أن تُفضح أو خشية من محاسبة الآخرين لك ، خـدمة وطن بحاجة لأشخاص يحملون هذه المواصفات ، بل إن من أخطأ ويقف أمام الجميع يعترف بخطئه فهذا أجمل ما في التعامل مع الآخرين وهو الإعتراف بالخطأ بدلا من الإصرار على أنك على حق وانت في الأصل على خطأ ، وما يرسم البسمة على وجوهنـا هو وجود شخصيات  ولو ان اعدادهم ليس بمستوى ما نطمح اليه ولكنها تحمل خدمة وطن ولله الحمد ، شخصيات لا تخاف في الله لومة لائم بل تسعى لإظهـار الحق وعدم الهروب ، وإن شاهدوا الخطأ حاولوا تعديله والوقوف على أسباب ظهوره ، فهؤلاء هـدفهم أول مرضاة الله تعالى ومن ثم خدمة الوطن ، وما علينا إلا أن نقول الله يكثر من أمثالهم .