لو تصدق الحكاية أن النصل ينبت في عين احدهم من دون أن تقفزقطرة دم واحدة ، فان الخيال لا يتحمل مثل هذا الصدق
في الوقت الذي كان أحد الاحزاب الناشئة يبحث عن مكان ليكون حزبا .. كانت هناك جمعية للعميان.. اكثر من مائة أعمى يلتقون كل جمعة في قاعة أصغر من أن يحسدهم عليها حزب .. غير أن الحزب الناشئ عزم أمره على انتزاع القاعة من العميان …بخدعة تصطبغ بالسذاجة يزعم أحد افراد الحزب ان العميان قد نالوا من سمعة حزبهم فيقرر مسؤول الحزب أن تذهب قوة ضاربة لتأديب العميان و من ثم طردهم من القاعة ..في تلك الجمعة كان العميان كعادتهم بمسؤولهم الاعمى يتحسسون وجودهم بهدوء قبل أن تدخل عليهم تلك المجموعة من القتلة ليجعلوا من العميان فريسة للضرب و الشتائم طيلة ساعة كاملة .. يقول مسؤول العميان ، وهو ايضا اعمى ، لم اتوقع أن كل هذا الضرب داخل القاعة ، لعلمي أننا لم نصنع عدوا واحدا لنا في الكون ، حتى تسلمت من الرفسات و الصفعات ما يكفي لاقناعي بأننا في معركة لا خيار لنا فيها و علينا أن نرد على ضرباتهم ..و لكن كيف نرد ؟ القاعة مزدحمة بالعميان و القتلة .. فلنتخيل الطريقة المضحكة المبكية التي يرد بها العميان على من يصفعهم ..هل يدري أحد العميان انه يقطع بأسنانه أذن صاحبه الاعمى ؟ كان بود العميان ، عبر صراخهم و استغاثتهم ، أن يفهموا ما الذي يجري في القاعة قبل ان تتحول الى تنور يصطلون بها واحدا واحدا .. كانت الغرابة و الدهشة تحيطان بالعميان من كل زاوية .. غير أن الاعجب من كل ذلك .. كما يقول مسؤول العميان .. أن القتلة أنهوا مهمتهم و غادروا .. لكن كيف نعلم ، نحن العميان انهم غادروا ؟ فاستمر القتال بيننا ..خرجنا من معركة و دخلنا معركة من نوع آخر .. معركة الاعمى و الاعمى .. التي لم تنته بعد .