فوجئَ معظم الوسط الصحفي امس الأول وكذلك الكثيرين من الرأي العام بما صرّح به السيد عدنان الأسدي – الوكيل الأقدم السابق لوزارة الداخلية والنائب الحالي في البرلمان – بأعلانه أنّ نوري المالكي لم يطلب من روسيا ارسال ارسال قوات روسية الى العراق ! , وعلى مدى اليومين الماضيين بحثتُ في المصادر الأعلامية والمواقع الأخبارية والألكترونية عن اصل الخبر الذي نفاه الأسدي , فلم اجد جذرا او نصّاً او اصلاً لذلك الخبر الذي صيغَ بالنفي بينما لم يكن له وجود .! وهذه سابقة نادرة في الإعلام , وكان لا بد من ذلك التصريح من مدلولاتٍ .
زيارة المالكي الى روسيا ليست كما جرى تفخيمها وتضخيهما في بعض وسائل الإعلام العراقية المحددة , والجيوش الألكترونية الباسلة , فالزيارة كانت مقررة اصلاً في شهر نيسان الماضي ولم تتم , حيث اعلن السفير العراقي في موسكو السيد حيدر العذاري بأنّ الروس الغوا الزيارة , كما تردّد في المواقع الألكترونية بأنّ الروس أجّلوأ زيارة المالكي الى إشعارٍ آخر , حتى تمّت مؤخراً .
وتقتضي الأشارة أنّ دعوة المالكي لزيارة روسيا لم تتم بدعوة من الرئيس بوتين او الكرملين , ولا من رئاسة الوزراء الروسية , ولا حتى من مجلس الدوما – البرلمان الروسي , انما جرت بدعوة من فالنتينا ماتفيينكو – رئيسة مجلس الأتحاد الروسي , وهو مجلس استشاري يختص بشؤون الأقاليم في روسيا , وقد كان ذلك مقصوداً من موسكو كي لا تسجل على نفسها نقطة أمام الحكومة العراقية او السيد العبادي , بالرغم من استقبال بوتين للمالكي بروتوكولياً , ويتّضح ذلك اكثر من خلال اجتماع وزير الخارجية الروسي لافروف بالمالكي , حيث اظهر فيديو ذلك اللقاء جلوس وانتظار المالكي ووفده الى طاولة الأجتماعات الى اكثر من ساعةٍ ونيف , وحددت بعض المواقع الأخبارية بأنّ الأنتظار دام 87 دقيقة ! حتى وصل لافروف الى بوابة القاعة فنهض المالكي نحوه وتبادلا التحايا , وكان ذلك التأخير المتعمد يشكّل DILOMATIC SNUB – اهانة دبلوماسية او ازدراء او اسنخفاف , وفي ذلك رسالة الى بغداد ! . ويشار ايضاً أنه خلافاً لما ذكرته مصادرٌ اعلامية خاصّة ! بأنّ دعوة السيد المالكي الى روسيا كانت زيارةً رسمية بصفته نائباً لرئيس الجمهورية , لكنّ الواقع اثبت عكس ذلك , فالوفد المرافق له كان من الحرس القديم لحزب الدعوة حيث ضمّ السادة < سامي العسكري , خالد الأسدي , خلف عبد الصمد , علي العلاق , خضير الخزاعي , وعدنان الأسدي > ولم يكن بمعيّة الوفد ما يمثل السلطة التنفيذية للدولة ولا ممثّلاً عن وزارة الخارجية .
ثُمّ أنّ ما تحدثت عنه تلك المصادر الأخبارية عن مباحثات الوفد حول شؤون عسكرية وتسليحية واتفاقاتٍ اخرى , فأنّ نائب رئيس الجمهورية واعضاء وفده لا يمتلكون اية صلاحيات للتباحث مع دولة كبرى او صغرى .!
الخلاصة المستخلصة من الدعوة الروسية للسيد نوري المالكي فأنها كانت مزدوجة الأهداف , فأولها أنّ روسيا ارادت ان تغيظ الأمريكان عبر توجيه الدعوة له بأعتباره حليف ايران وسوريا وحزب الله في لبنان , أمّا الهدف الآخر فيتمثّل بالتأكيد للحكومة العراقية بمتانة العلاقات مع حكومة العبادي وليس سواها .